الأعمال الإرهابية التي شهدتها لندن أخيرا تؤكد ان الارهاب مازال فاعلا على رغم الحروب الوقائية والاجراءات الأمنية والمشروعات السياسية والمعونات الاقتصادية والخطط التي نفذت ومازالت تنفذ في الشرق الأوسط وكل المناطق التي قد تكون مصدرا لقتل المدنيين والابرياء.
فالاعتداءات التي شهدتها لندن في السابع والحادي والعشرين من يوليو/ تموز الماضي أثبتت عقم المحاولات الاميركية والغربية في مكافحة الارهاب، وخصوصا ان منفيذها كانوا ممن ولد وعاش بين البريطانيين ودرس المناهج الغربية وتخرج من الجامعات البريطانية، أي بمعنى اخر أن "ارهابيي لندن" كانوا من المتشبعين بالمفاهيم الغربية التي تشجع على "المسامحة والحرية والديمقراطية..." وكل المفاهيم الاخرى التي يراها سياسيو الغرب انها ستحد من تصاعد العنف في العالم.
لقد اثبتت هذه الاعتداءات ان القضية ليست كما تظهرها بعض الدوائر الاميركية التي تقول إن على العرب والمسلمين ان يتعلموا كيف يفكر الغرب ليتخلصوا من الارهاب، بل اثبتت ان على الغرب أن يفكر كما يفكر أولئك الذين يقدمون على الانتحار لقتل المدنيين، وهم بالتأكيد يملكون من الرأي والفكر المؤثرين القادرين على اقناع الاخرين لتنفيذ أهدافهم في القتل.
لقد نجح الارهابيون في توفير بيئاتهم التي تعتمد على الشعور بالاحباط والظلم عند الكثير من الشعوب العربية والاسلامية، لكن الغربيين فشلوا حتى الان في محاورة هذه البيئات والوصول معها الى نقاط التقاء تفسد على الارهابيين العيش وسطها.
هي اذا دعوة للحوار الجريء بين حضارتين، وجرأة الحوار تأتي من قناعات الغرب القائلة إن الاوضاع الداخلية وراء تنامي الارهاب، وقد يكون هذا الكلام صحيحا، لكن السياسات الغربية وتعاليها في التعامل مع القضايا العربية والاسلامية ربما هي السبب الرئيسي في أزدياد مشاعر اليأس التي تؤدي الى مقايضة روح واحدة بأرواح أكبر عدد من الغربيين
إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"العدد 1065 - الجمعة 05 أغسطس 2005م الموافق 29 جمادى الآخرة 1426هـ