تكتظ الساحة البحرينية خلال سنوات الانفتاح الأربع التي صاحبها إصلاح سياسي بالكثير من القضايا التي تشغل بال المواطن، الذي لا يمكنه أن يتجاهل أيضا الاستراتيجية الجديدة وحتى الأسلوب المختلف الذي بدأت الحكومة تنتهجه في الآونة الأخيرة. .. وهو أسلوب يدعو المعارضة البحرينية إلى أن تراجع حساباتها في كيفية طرح أجندتها والتعامل مع قضايا الوطن.

الجميع انتقد وشكا واعتصم وتظاهر واجتمع "ومازالت العملية مستمرة" من جراء تمرير قوانين تلو الأخرى تحد من الحريات المضرة بحق الفرد والجماعة معا، وخصوصا فيما يتعلق بمسألة سير الحياة السياسية وطبيعتها في البحرين.

لكن ومع هذه المستجدات والأساليب التي تبنتها الحكومة خلال هذه المرحلة الجديدة التي تشهدها البلاد، فإن المعارضة مازالت مصرة على العمل بالأسلوب والنهج القديم الذي يعود إلى مراحل وحقب القرن الماضي التي استخدمتها آنذاك القوى اليسارية لتلتحق ببعض منها القوى الدينية المختلفة فيما بعد.

لقد أصبحت هذه الأساليب مستهلكة وقديمة للعمل السياسي، مع كل الاحترام والتقدير لمن عمل بها من المناضلين القدامى، لكن الوقت الجاري يدعو إلى تبني أسلوبا مختلفا للطرح والحوار... أسلوب لا يخرج المعارضة من دائرة العمل الفعلي لتحقيق ما ناضل وسعى إليه البحرينيون بمختلف أطيافهم السياسية.

لم تكن المعارضة موفقة عندما اختارت مقاطعة الانتخابات النيابية، لأن ذلك سبب ضعفا في مواقفها إزاء أي قانون وقضية تطرح، كون أن العناصر الكبرى التي تمثل شريحة واسعة من الشارع البحريني أصبحت خارج قبة البرلمان من دون صوت يمثلها!

إن الحكومة اليوم ليست حكومة الأمس... وما كان يعمل به في الماضي أصبح لا يعمل به في الحاضر... لذلك، من الضروري أن تواكب المعارضة المستجدات والأساليب المتذاكية عليها من قبل الحكومة المتمسكة بالحجج والقنوات القانونية والشرعية لها... لا أن تكون خارج دائرة العمل، بل عليها أن تكثف جهودها في تحقيق أهدافها التي هي جزء من الأهداف التي طالب ومازال يطالب بها كل بحريني وبحرينية.

على المعارضة أن تستخدم أدوات المرحلة الحالية للاستفادة من الأجواء التي تصاحب هذه المرحلة، وذلك من أجل تحقيق مصلحتها المتمثلة في مصلحة المواطن والوطن معا