لا يعر يوشكا فيشر نائب المستشار ووزير الخارجية الذي ينتمي لحزب الخضر الشريك الصغير في الائتلاف الحاكم أهمية للرغبة التي دعا لها وزير الداخلية غونتر بيكشتاين في ولاية بافاريا الذي ينتمي للاتحاد المسيحي الديمقراطي البافاري باعتقال المشتبه بهم من الأجانب في ألمانيا وحجزهم في معتقل في إطار إجراء وقائي. ويرى الحزب الليبرالي المعارض أن مثل هذا الإجراء الذي يدعو له بيكشتاين يتعارض مع القانون الأساسي للدولة "الدستور".
اتهم وزير الداخلية البافاري فيشر باستخدام المناقشات الدائرة حول تفجيرات لندن لدعم الاتحاد المسيحي في الحملة الانتخابية التي تشهدها ألمانيا وأوضح وزير الخارجية أن الإجراءات والقوانين المعمول بها حاليا كافية وليس هناك ما يلزم لتغييرها. وكان فيشر يتحدث مساء الأحد في مقابلة مع القناة الثانية "زد دي أف" في سياق المناقشات الجارية عن ما إذا تقضي الضرورة إشراك القوات المسلحة الألمانية في حماية الأمن الداخلي الأمر الذي ليس هناك إجماع بشأنه داخل الائتلاف الاشتراكي الأخضر الحاكم. قال فيشر إن ما يدعو له بيكشتاين لا يضمن الأمن وأنه ينبغي حماية المجتمع الحر والدفاع عن مبادئه وليس التخلي عن هذه المبادئ.
كان بيكشتاين قد أبلغ صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الشعبية التي تصدر يوم الأحد أنه يدعو إلى إبعاد الأجانب المشتبه بهم وفي حال وجود صعوبة مثل أنه يتهددهم الحبس عند عودتهم إلى بلدانهم فإنه ينبغي اعتقالهم في سياق إجراء وقائي لأنه ليس علينا الانتظار حتى يقوموا بتنفيذ عمليات انتحارية وقال بيكشتاين بالحرف الواحد: ينبغي عدم ترك الإرهابيين التقليديين يمرحون بحرية.
ردت وزيرة العدل سابينه لويتويزر شنارينبيرغر في حكومة المستشار السابق هيلموت كول التي تنتمي للحزب الليبرالي على تصريحات بيكشتاين وقالت إنه يبالغ كثيرا وذكرت أن هذا الإجراء يتعارض مع الدستور إذ لا يمكن حجز حرية شخص من دون وجود دليل قوي ضده وأضافت أن هذا يذكرنا بما يجري في معتقل غوانتنامو في جزيرة كوبا. انتقد بيكشتاين قراراي المحكمة العليا برفض تسليم ألماني من اصل سوري يشتبه بعلاقته مع "القاعدة" إلى إسبانيا وقرار عدم السماح للشرطة استراق سمع المكالمات الهاتفية إلا في حالات خاصة وقال بيكشتاين المرشح ليشغل منصب وزير الداخلية في حال فاز المحافظون بالانتخابات العامة المبكرة في 18 سبتمبر / أيلول المقبل أنه لا يستطيع هضم هذين القرارين.
من جهة أخرى كشفت عملية استطلاع للرأي قامت بها مؤسسة "أمنيد" أن غالبية الألمان يؤيدون إشراك القوات المسلحة الألمانية "بوندسفير" في وقاية الأمن الداخلي لكن غالبية الذين شاركوا في عملية الاستفتاء أجمعوا أيضا على أن حكومة المستشار شرودر فرضت إجراءات كافية لمكافحة الإرهاب. وفقا لتقرير نشرته صحيفة "دي فيلت" تخطط أنجيلا ميركل مرشحة الاتحاد المسيحي المعارض لمنافسة شرودر على المستشارية لتعيين مستشار للأمن القومي على غرار ما يعمل به في الولايات المتحدة الأميركية على أن يكون مكتبه في مقر المستشارية وتكون له كلمة في السياسة الخارجية. وفقا لصحيفة "دي فيلت" أبرز مرشح لهذا المنصب هو النائب فريدبيرت بفلوغر الذي ينتمي للاتحاد المسيحي الديمقراطي المعارض. كما أشيع أن ميركل تفكر بتعيين فولغانغ إيشينغر السفير الألماني الحالي في واشنطن معاونا في المستشارية لشئون السياسة الخارجية
العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ