العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ

حين تموت الآمال وتجرفها سنين الانتظار

ماذا يصيب الناس حين يأملون وينتظرون سنين ولا يتحقق شيء من آمالهم؟ ألا يقودهم ذلك إلى اليأس والحنق والغضب والإتيان بتصرفات قد لا تكون عقلانية ومرضية؟ الوضع في البحرين يتحرك وفق هذه القاعدة، المطالبات التي تطرح من قبل الناس لا يختلف عليها أحد من حيث ضرورتها مع إمكان تحقيقها في ظل نظام عادل يبحث بحق عن إحقاق الحقوق، وتوفير سبل العيش الكريم لجميع أبناء الوطن.

أما أن تتخم قلة، ويترف نفر على حساب جموع الناس فذلك عين الظلم. طالب الناس بالبرلمان ودفعوا قبل ذلك دماء وشهداء وتحقق لهم مجلس كسيح لا حول له ولا قوة، طالبوا بالعمل فلم يجدوا إلا وعودا جوفاء وبقيت وزارات حكرا على فئة وبتمييز واضح، طالبوا بعدالة في المناصب وإعطاء الكفاءات دورها فلم يجدوا إلا عوائل معينة هي التي تمسك بناصية هذه المناصب الرفيعة في تمييز صارخ لا يوحي بأي إنصاف. ثم طالبوا بسواحل وهي حقوق طبيعية منحها الله لهم وسلبها وانتهكها إقطاعيون منهم فما وجدوا إلا كلاما لا يغني ولا يسمن من جوع حتى ليشعر الناس بأن قاعدة الحراك في هذا البلد ميتة. فكل شيء جامد. انتظروا... فهناك أمور سريعة! ويأتي في مقدمتها قوانين قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان والتضييق على ممارسة أبسط أنواع الحقوق. لم تبدأ طبعا بحماية الجلادين ولن تنتهي بقانون الجمعيات المتولد من رحم قانون أمن الدولة الميت" الحي" والأيام حبلى بالقوانين المقيدة لحركة المجتمع والمنصفة لحقوقه والمسوغ دائما أمن وسلامة الوطن، وكأن من يطالبون هم يسترخصون سلامة الوطن، ونسوا أن من يطبلون اليوم لسلامة الوطن وأمنه وما يتذوقونه اليوم من حريات نسبية قد حققتها تضحيات وآلام.

الناس تصبر ولكن لصبرها حدود. والمجتمعات تعاني ولكن حين تطول المعاناة كثيرا فإننا ممكن أن نقع فيما لا تحمد عقباه، وتلك سننية الله في الكون لا مبدل لها ولا محول. فهل من متعظ!؟

إبراهيم الماجد

العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً