العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ

"لا للتجنيس" للمرة المليون!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

ذكرت غير ذي مرة عن الرفض المتزايد لمسألتين هما في غاية الأهمية لحياة الإنسان، أي إنسان يعيش على أية أرض، وهما مسألة مشاركته في لقمة عيشه ومصدر رزقه ومسألة عدم حصوله على مسكن يؤي إليه بعد عناء وجهد العمل ليضمه وأولاده. وهذه مسألة محسومة بالنسبة إلى الإنسان فأهمية مصدر الرزق لا تقل عن أهمية المأوى.

هذه وتلك، الرزق والسكن، من الأهمية بمكان أن لا نجامل فيهما، ولا يرهبنا في الدفاع عن موقفنا أي مرجف "من قائل ان التجنيس في صالح جماعة وضد جماعة، أو ان الآخرين ينجبون كثيرا، فالمواجهة بكثرة الرؤوس السنية مقابل الرؤوس الشيعية... وفي النهاية يتصادم الرأسان فتخرج جزيئات العقل متناثرة متشظية إلى فتات يسهل السيطرة عليها" ويجب ألا نجامل من أجل علاقاتنا التي تربطنا مع بعض إخواننا العرب من أهل الشام أو اليمن أو المغرب أو حتى المسلمين في مختلف الأقطار، وأرجو ألا يسبب كلامي هذا أي زعل لأي أحد وخصوصا أخي في الإسلام إحسان البحريني من أصول باكستانية الممتهن للخياطة في إحدى الدوائر الرسمية في مملكة البحرين والذي حاز "البسبورت" منذ نحو ثلاث سنوات، وهي فترة التجنيس القياسية وذات الآثار القاسية... ولا أخفي خوفي من زعل بعض الأعاجم من صوب بلاد فارس، ممن يتحدثون كلمة عربية واحدة وعشرين مليون كلمة فارسية مع حصولهم على وثيقة سفر دائمة حمراء اللون تسمى الجواز البحريني!

أراضي البحرين تم توزيعها كالكعكة في عيد الميلاد، وهذه الحقيقة المرة يتجرعها من هم في طوابير الانتظار لمسكن صغير متواضع حجراته أقرب إلى "ميادين طيور الحمام" منها إلى سكن الإنسان... الكعكة استأثر بها الكبار، وإن سألتموني عن الكبار، فإنهم ليسوا الوزراء ولا المحافظين أو كبار الضباط ولا هم وكلاء الوزارات وليسوا "الحواشي"... ليسوا هؤلاء... بل هم الذين إن أبصرتهم لرأيت من أمرهم عجبا وفررت منهم رعبا، هم وحدهم المتحلقون حول كعكة الميلاد.

على رغم ذلك، فإن وزارة الإسكان "عازمة" وهي بذلك ستقيم مأدبة "وعزومة كبيرة"... و"العزايم" عند العرب "ذبايح نوق وركاب وخرفان"... المهم انها عازمة على تسكين المواطنين في "ميادين طيور الحب" والتي تسمى اصطلاحا بالأبنية ذات التمدد الرأسي... ويبدو ان مسئولي الإسكان لديهم إعجاب كبير بفلسفة "عيشة الشقق" والتي ابتكرها إخواننا المصريون "وعاوزين ينافسون القاهرة في ذلك".

المهم نحن في البحرين ولا نملك إلا 20 في المئة على أكثر تقدير من الأراضي، ما هو الحل يا وزارة الإسكان؟

ممكن تفعيل قانون الاستملاك، وفلوس الاستملاك التي تخرج من خزينة الدولة والمال العام تذهب إلى جيوب مجموعة "الحابش واللابش" الذين لم يتركوا "أونصه" واحدة في البحرين إلا "هبشوا هبشات خميس الذي هبش خشم حبش خمس هبشات"... وهكذا ليقبل اعتذارنا إخواننا العرب والمسلمون فإن أرضنا "يادوب" تكفي للمواطن المسكين. إن مساحة البحرين الصغيرة لا تسمح بذلك ولا مشكلة البطالة ولا الفقر والحاجة... لهذه الاسباب نرجو ألا يتم ترجمة هذا الكلام على أنه كراهية للأجانب، بل لو كانت بلادنا بها من الخيرات الوفيرة لطالبنا نحن بتجنيس العرب والمسلمين وباقي من نحن في حاجة إليهم.

إن أقصى ما يستطيع تقديمه مجلس النواب التخفيف من آثار هذه المشكلة كأن يتم تقديم الخدمات الأساسية للبحرينيين بالأصل أي الذين آباؤهم وأجدادهم كانوا بحرينيين، أو الذين تجنسوا قبل مدة طويلة من الزمن... وكذلك بالنسبة إلى مشاركة المتجنسين حديثا في الانتخابات البلدية أو النيابية، ففي لبنان مثلا لا يحق للمتجنس قبل إتمامه عشر سنوات من حصوله على الجنسية اللبنانية مزاولة أي من المهن الحرة، كما لا يجوز توليه لأي من الوظائف العامة، أو مشاركته بالانتخاب أو الترشيح... وليس كما هو الحاصل لدينا مضايقة الناس في أماكن عملهم ورزقهم وتجارتهم ومساكنهم

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً