قتل الاثنين الماضي رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة والنائب الأول للرئيس، جون قرنق، في تحطم طائرة تابعة للرئاسة الأوغندية أثناء عودته من زيارة قصيرة لأوغندا إلى جنوب السودان وذلك نتيجة سوء الأحوال الجوية التي تتسم بها المنطقة المعروفة بوعورتها.
ونتيجة لمقتله تشهد العاصمة السودانية اضطرابات أدت إلى مقتل العشرات وإحراق عدد من الممتلكات التي تخص السودانيين العرب، إذ لم يستوعب أنصاره حتى الآن أن قرنق مات هكذا فجأة، وخصوصا أنه كان يمثل أملا كبيرا بالنسبة إلى الجنوبيين وتمكن من إيقاف حرب طاحنة استمرت 21 عاما، ولم يمض حتى شهر على تسلمه منصبه نائبا أول لعمر البشير.
ونجا حزب المؤتمر الوطني الحاكم من تهمة اغتيال قرنق، إذ أنه لو كان للحكومة السودانية أي دور في رحلة قرنق الأخيرة إلى أوغندا كأن تكون الطائرة التي سافر على متنها سودانية مثلا حتى لو كانت تجارية لكان هناك احتمال كبير بتوجيه اتهام للحزب الحاكم باغتياله. وتم تشكيل لجنة للتحقيق في اغتياله.
مات قرنق الذي عرف عنه أنه شخصية قوية ذات نفوذ قوي على المستويين السوداني المحلي والدولي، والذي دعا وزير البيئة الكيني كالونزو موسيوكا أمس إلى منحه جائزة نوبل للسلام للعام 2005 لدوره في إنهاء أقدم نزاع في إفريقيا. وخلفه سلفاكير رئيسا للحركة وبالتالي نائبا للرئيس، وتذكر المصادر أن سلفاكير ومن يأتي بعده في السلطة في الجنوب السوداني من دعاة انفصال الجنوب الذي تم وفقا لاتفاق السلام ترك موضوع انفصاله أو بقائه جزءا لا يتجزأ من السودان الكبير لاستفتاء سيجرى بعد ستة أعوام.
سيسعى الطرفان، المؤتمر الوطني بزعامة البشير والحركة الشعبية بزعامة رئيسها الجديد سلفاكير إلى تنمية الجنوب معا، لكن هل مسعاهما سيقنع المواطنين الجنوبيين للتصويت في الاستفتاء للوحدة التي يريدها البشير أم سيصوتون إلى الانفصال الذي كان أمنية ومبتغى سلفاكير وضباطه الصغار في غياب قرنق؟ هذا ما سيظل هاجس كل من يهتم بالشأن السوداني
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ