العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ

إبداع الأنوثة وأنوثة الإبداع في ملتقى المرأة والكتابة في أسفي

أسفي - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

على غرار كل شهر يوليو / تموز من كل عام، احتضنت مدينة أسفي المغربية ملتقى المرأة والكتابة، الذي أختير له في دورته الخامسة مناقشة تيمة "التخييل والتلقي"، والذي تميز فضلا عن مشاركة عدد من الشاعرات والكاتبات المغربيات والعربيات بينهن الكاتبة البحرينية فوزية رشيد، والكاتبة الكويتية ليلى العثمان، ورئيسة تحرير مجلة تايكي الأردنية بسمة النسور ، والتونسية مسعودة أبوبكر، بترأس أشغاله من قبل عبد الحميد عقار لأول مرة بعد انتخابه شهر فبراير / شباط الماضي على رأس اتحاد كتاب المغرب خلفا للشاعر حسن نجمي.

وخلال افتتاحه لأعمال الملتقى الخامس للمرأة والكتابة، قال عبد الحميد عقار ان دورة هذه السنة تتميز بطرح تيمة "التخييل والتلقي" وهو ما يعني الانتقال من البحث في خصوصية هذه الكتابة إلى البحث في خصوصية التخييل وهو ما يشكل مفتتحا لمقاربة جديدة لكتابة المرأة، موضحا أن "الكتابة عند المرأة تطرح اليوم ضرورة الاهتمام بالمخيلة، لا بحثا عن المرأة بل بحثا عما تضيفة المرأة للتخييل". وأضاف أن مساهمة المرأة في الكتابة يشكل عنصرا إضافيا واعترافا بأن الابداع لا حدود له ولا جنس له مشيرا إلى أن هذا الملتقى سيظل حريصا على تنظيم لقاء بشأن الكتابة النسائية "أولا لأن المرأة تشكل هاجسا أساسيا، ولا حضور لأي مشروع من دون مساهمة قوية للنساء، ثانيا لأن الحضور القوي للنساء في اللغة العربية والأمازيغية وفي باقي اللغات الأجنبية حضور يستحق أكثر من اهتمام وتقدير".

أما الكاتب العام لفرع اتحاد كتاب المغرب بمدينة أسفي الكاتب المسرحي سالم كويندي فقد شبه الملتقى بوليد يكمل سنته الخامسة وبذلك يكتمل نمو شخصيته قائلا "يكبر ملتقى المرأة بكتاباتكن، وهو اليوم في دورته الخامسة"، مشيرا إلى أن الاهتمام بالمرأة كمبدعة ومتلقية يشكل موضوع هذه الدورة. لتختتم الليلة الأولى من الملتقى بسهرة ثراتية عانقت فيها الأديبات العربيات ومعهن المغربيات موشحات الموسيقى الأندلسية، وألحان فن الملحون ، وقد كانت هذه الليلة من توقيع الفنان أبا جدوب والفنانة ماجدة اليحياوي.

في صبيحة اليوم التالي افتتحت أشغال الملتقى بمداخلة للأديبة والبرلمانية المغربية رشيدة بن مسعود تحت عنوان "الخيبة والحلم في رواية عام الفيل" لليلى أبو زيد. ورأت بن مسعود تقسيم الرواية إلى ثلاث طبقات، أهم ما يميزها الخيبة والحلم، الخيبة في مغرب ما بعد الاستقلال، وأحلام التحرر التي رافقت المغاربة أيام مقاومة المستعمر عهد الحماية الفرنسية، ولاحظت رشيدة بن مسعود تواري خطاب الرجل "سي محمد" خلف خطاب المرأة "زهرة"، كما أن زهرة في الرواية تمثل المعادل الرمزي لخيبة الأمل، والسقوط الفردي والجماعي.

تلتها مداخلة رشيد بنحدو معنونة بـ : الأنا اليهودية بالمغرب عن السرد النسائي بالفرنسية، وقد بدأها بطرح عدد من الأسئلة عن إغفال الدارسين المغاربة للأدب اليهودي المغربي المكتوب باللغة الفرنسية وعن السبب في اقتصارهم على ذكر أعمال ادوار عمران المليح، في حين يوجد عدد مهم من الكتاب اليهود المغاربة الذين كتبوا عن المغرب وتشبثوا في كتاباتهم بهويتهم المغربية واليهودية، وتحدث رشيد بنحدو عن الأدب الدياسبوري كذلك. لكن أهم ما جاء به العرض هو الخصوصية المميزة لأدب المغاربة اليهود المكتوب بالفرنسية، من خلال البعد السير ذاتي في أدب اليهود المغاربة، والتشبث بالذاكرة اليهودية الفردية والجماعية، ثم التركيز على البعد المكاني، ووصف الملاحات "الأحياء" اليهودية. ودعا بن حدو المؤرخين المغاربة للأدب المكتوب باللغة الفرنسية إلى التفكير في القيمة التاريخية لكتاب "الرقية" لإليزا شيمانتي الصادر العام 4691 كأول كتاب في المجال. تلتها ورقة للكاتبة زهرة الزيراوي تحت عنوان: التخييل والتلقي وسؤال الاختلاف ثم تلت هذه الأوراق النقدية شهادة كل من الكاتبتين ليلى العثمان وربيعة ريحان.

وفي اليوم نفسه تلت هذه الجلسة الصباحية جلسة أخرى بمشاركة كل من الناقدين شعيب حليفي بورقة معنونة "الحلم والتذكر في الكتابة النسائية"، وقد ركز فيها على عدد من الكاتبات المغربيات في مجالي الشعر والقصة القصيرة. أما ورقة الناقد محمد معتصم "مستويات المتخيل في الإبداع النسائي"، فقد تطرق فيها إلى مفهوم المتخيل، وأقسامه "المتخيل الفردي" و"المتخيل الجمعي" عند الكاتبات زينب حفني، ومليكة نجيب، ورجاء الطالبي، ثم تلتها شهادة كل من الكاتبات هاديا سعيد "عناوين فرعية لخيال قاصر"، وشهادة بسمة النسور "دروب ليست معبدة"، ثم شهادة رجاء الطالبي "عناق السماء والأرض".

وافتتحت جلسة المساء من اليوم نفسه أشغالها بمداخلات محمد الداهي "محكي الحياة النسائية في المغرب"، وقد ركز فيها على متخيل محكي الحياة، ووقف عند بعض النقاط المميزة له وقد أوردها داخل العرض كعناوين موحية "مرجع دائري، شهادة إدانة، جمالية الشفافية والوضوح، ثم جفاء المرأة". وكان عنوان ورقة محمد منصور "مجموعة شيء من الألم لفدوى مساط : التخييل والتلقي". وهي ورقة تطبيقية تميزت بخلاصتها، وبوضع الكاتبة بين مرحلة الواقعية والكتابة الرومانسية. وقد ساهم الباحث عبد اللطيف محفوظ بورقة معنونة بـ "تلقي تجربة الحب بين الواقعي والمتخيل". كما ساهمت في هذه الجلسة الباحثة لطيفة حليم بورقة "شاعرات ما بعد جبران خليل جبران". وقد رافقت هذه الأوراق النقدية شهادات كل من الكاتبة البحرينية فوزية الرشيد "إبداع الأنوثة وأنوثة الإبداع"، والكاتبة المغربية مليكة نجيب "ويسألونك عن التخييل والتلقي"، كما نظمت في المساء من اليوم نفسه جلسة نقدية ثانية شارك فيها : محمد علوط "تراتبية المرجعيات في الكتابة الشعرية النسائية"، تلتها ورقة الطائع الحداوي المعنونة بـ "أيقونة الحضور والغياب في ديوان المتعبون لثريا مجدولين"، ورقة الباحثة المصرية شيرين أبو النجا من مصر "كتابة نسوية عابرة للحدود"، تلت هذه الورقات النقدية شهادات المبدعات، فاطمة بوزيان "في تلقي تجربتي القصصية"، ووفاء مليح "أنا أكتب، إذن أنا موجودة"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً