سؤال يتبادر إلى ذهني دائما: كيف نسعى في المجتمع البحريني إلى تطبيع سياسي ثقافي اجتماعي تحت مظلة وطنية واحدة نزيل أي ترسبات للماضي؟ هذا سؤال لا يمكن الإجابة عليه تنظيريا أو من فوق موقع عاجي، وانما بعمل تطوعي متنوع ندمج فيه الشباب البحريني بأطيافه ليشتركوا جميعا في العمل الوطني وطبعا ذلك لا يكون إلا بترسيخ ثقافة وطنية غير مسيسة تعمل على تأسيس اندماج يصب في الاجتماع الوطني العام وفي الاجتماع السياسي العام وفي الاجتماع القومي العام. المشروعات الخاصة المناطقية أو العرقية أو المؤدلجة بتأدلج خاص لا يمكن ان تصنع ثقافة وطنية مكتملة. بمعنى أن نندمج في نظام المصالح العام وفي النظام الوطني العام تمهيدا للوصول إلى الشراكة الوطنية، وهذا ما كنت دائما أردده من نظرية التصحيح من الداخل بدلا من الجلوس على الرصيف. كبحرينيين وطنيين يجب أن نكون في قلب الصحافة وليس ان نجلس على أرصفة الصحافة، ان نكون في إدارة المصارف لا أن نكون مراسلين لها ونتركها للأجانب من غير البحرينيين، ان نكون في قلب الرياضة، وان يرفع العلم البحريني مواطن بحريني يمتلك حسا وطنيا وولاء للمملكة والوطن أيضا كما رأينا طارق وسالمين بدلا من أن نجلس على مقاعد المتفرجين فقط. يجب ان نكتشف البحرينيين الموهوبين ونشجعهم وندعمهم ماديا ومعنويا وان نزرع فيهم الروح الوطنية وحب الانتماء إلى الأرض وإلى الوطن. حتى مع السلطة أو مع الحكومة يجب ألا نقلل من أهمية إيصال الرسائل المطمئنة التي تعمل على تعزيز الثقة وتبدد أية هواجس في الشعار والخطاب والموقف وعلى السلطة أيضا ان تشجع البوادر الشبابية الإيجابية الوطنية من احتضان الشباب العاطل ودمج شبابنا واشراكهم في الإدارة وفي الرياضة وفي المهرجانات الوطنية.
سيأتي العيد الوطني، وهنا علينا كشباب بحريني ان نعد العدة لهذا العيد، لأنه فرصة جوهرية لإرسال الرسالة الفنية الوطنية التي نبعثها فيه، يجب ان تكون هذه الرسالة جميلة تعمل على إذابة الجليد المتراكم وإذابة الشحوم المتراكمة على مفاصل الثقة وفي المقابل على مؤسسات الدولة من الآن إبداء تشجيعها للشباب الذي يريد المشاركة.
يجب أن نركز عمليا وعلميا وثقافيا على أهمية الحضانة الوطنية وان جميع المشروعات مشروعات وطنية غير منفصلة عن المشروع الوطني العام. عندما تقوم الدولة بتقدير طارق الفرساني هي بذلك تشجع عشرات الشباب البحريني - المتابع لطارق - على الاندماج في العمل الوطني المشترك وسيحاول ان يقلده الكثيرون فيرون في ثقافة الرياضة الوطنية طريقا للاندماج والتواصل.
هناك آلاف من البحرينيين يحلمون بيوم يرفعون فيه علم البحرين في المحافل الدولية، يجب ان نخلق لهم الأجواء فهم الكأس الفارغة إذا لم تملأها بالتشجيع الوطني والتقدير قد تملأ بأي شيء. يجب ان نعمل اليوم كمؤسسات رسمية وكصحافة ومجتمع مدني على تقوية الروابط، على مد الجسور، على تعزيز الثقة. مازلت أكتب وكتبت سابقا شكري لوزير الداخلية الشيخ راشد على محاولاته الوطنية لدمج الشباب البحريني في الداخلية وبحرنة الوظائف. هذه الخطوات يجب ان نشجعها، يجب ان نباركها، يجب ان نخلق أجواء تفاؤلية على المستوى السياسي والأمني والثقافي. أنا لا أقول ان وزارة الداخلية تحولت إلى وزارة ملائكية ولكن هناك بوادر وإضاءات بدأت تخرج في عتمة الظلام بتوظيف بحرينيين فيجب ان نشجعها في ذلك. الحكومة اختبرت البحرينيين في مواقع كثيرة في الثقافة والرياضة والتعليم فوجدت مدى قدرتهم وعطائهم فإذا لابد من دمج البحرينيين في العمل الوطني المشترك.
المملكة هي قدرنا، تاريخنا، وحاضرنا، ومستقبلنا لا غنى لاحد عن الآخر وقدرنا ان نعمل للبحرين وللمشروع البحريني. يجب أن نعمل مع وزارة الداخلية في حفظ أمن وسلامة البحرين وان نكون جميعا حراسا وعينا لا تنام لحفظ المملكة ولهذا الشعب الطيب.
لنكن موضوعيين ولنشجع وزارة الداخلية على توظيفها فكنا في السابق لا نسمع عن توظيف بحرينيين، أما الآن ففي 2004 تم توظيف 398 بحرينيا في السلك العسكري، وفي العام 2005 تم توظيف 479 بحرينيا وهي خطوات إن شاء الله تتبعها خطوات، إذا علينا أن نقدم الشكر إلى وزير الداخلية ونتمنى ان يتم التوظيف باستمرار وإلى الأفضل
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1062 - الثلثاء 02 أغسطس 2005م الموافق 26 جمادى الآخرة 1426هـ