الغرفة التي يسكنها عشرة أفراد، لا يصح لها اسم إلا "القبر". .. هذا ما قاله أحد الذين اعتصموا أمام مبنى وزارة الأشغال والإسكان أمس الأول، متبعا ذلك بقوله: "انتظرت بيت الإسكان خمسة عشر عاما ومازلت أنتظر"، وقبل أن نتحدث مع غيره ختم حديثه بترديد الدعاء المأثور الذي يقرأ على الأموات وهو "اللهم انقلنا من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور".
معتصم آخر، ورب لعائلة من بين 26 عائلة اعتصمت بكل أفرادها، قال: "يقولون إن من سعادة المرء أن تتوافر لديه ثلاثة أشياء أولاها امرأة مطيعة، وثانيتها دابة سريعة، وثالثتها دار وسيعة، أما الأولى فحصلت عليها وها هي امرأتي أطاعتني واعتصمت معي أمام مبنى الإسكان، وأما الدابة السريعة فلم ننلها وغالبيتنا جئنا مع عائلاتنا بـباصات النقل العام، وأما الدار الوسيعة فهي التي ننتظرها خمسة عشر عاما، واعتصمنا من أجلها ولا عين رأت، ولا أذن سمعت من المسئولين".
طفل صغير عمره سبعة أعوام، وكان يسرح ويمرح بين أروقة مبنى وزارة الإسكان الواسعة الفسيحة، قال: "هذا الجري والمشي والتنقل بين هذه الممرات الواسعة، لا يمكنني أن أقوم به في غرفتنا الكائنة في بيت جدنا والتي أسكنها مع سبعة من إخواني إضافة إلى أبي وأمي".
وتبقى مشكلة الإسكان المشكلة التي تؤرق أرباب الأسر البحرينية، تنتظر الحل بفارغ الصبر، ويختصر هذه المشكلة رجل في عقده الخامس، كان من بين المعتصمين أيضا بقوله: "أسكن أنا وأسرتي في قبر ضيق، وما أخشاه هو أن يكون انتقالي من قبر الدنيا هذا، إلى قبر الآخرة، وبدلا من أن يرث أبنائي مني بيت الإسكان يرثون الانتظار!"
العدد 1062 - الثلثاء 02 أغسطس 2005م الموافق 26 جمادى الآخرة 1426هـ