رد الشيخ حسين النجاتي على القول بقصر دور المسجد في تاريخ الإسلام على الدور الديني، بتأكيد "أن الفقه الإسلامي لا يوافق على حصر دور المسجد والجمعة والجماعة في المجال الديني فحسب" واصفا ذلك الحصر بأنه "حصر أجنبي عن فقه الإسلام". وأفاد النجاتي أن "عملية الإصلاح السياسي والاجتماعي تتطلب تغييرا وتنويعا في وسائل وأساليب المطالبة بالإصلاح والاحتجاج"، جاء ذلك في البيان الذي أصدره على خلفية تعطيل بعض المساجد لصلاة الجمعة والجماعة يوم الجمعة الماضية. وقد استند النجاتي في شرعية تلك الخطوة - بحسب البيان - إلى مبدأ فقهي وهو "قاعدة التزاحم" في الفقه الإسلامي، مؤكدا أن "الوضع الاجتماعي والسياسي قد يحتاج في بعض الأوقات إلى إبداء نوع آخر من الاحتجاج من أجل إصلاح الوضع".
المحرق - مكتب الشيخ النجاتي
أكد الشيخ النجاتي أن "عملية الإصلاح السياسي والاجتماعي تتطلب تغيرا وتنويعا في وسائل وأساليب المطالبة بالإصلاح والاحتجاج على ما ليس بصحيح، كي نضمن قدرا أكبر وأقوى من التأثير من خلال عملية التنويع، ما يحوج الأمة في بعض الأحيان إلى الخروج بها إلى أسلوب آخر، لتحسيسها بالخطورة وجسامة الموقف".
جاء ذلك في البيان الذي أصدره النجاتي وأوضح فيه فلسفة تعطيل بعض المساجد لصلاة الجمعة والجماعة يوم الجمعة الماضية احتجاجا على إقرار قانون الجمعيات السياسية وإزالة بعض اللوحات الدينية، إذ أتى البيان ليوضح الموقف، إذ إن هذه الخطوة الاحتجاجية "جديدة على الكثيرين، ولذلك صعب فهمها وتعليلها وتحليلها لهم دينيا وسياسيا".
وبرر النجاتي هذه الخطوة حينما أرجع تعطيل الجمعة والجماعة إلى مبدأ فقهي وهو ما يعرف بـ "قاعدة التزاحم" في الفقه الإسلامي، مؤكدا أنها "من الأصول الفقهية البديهية، إذ إن الأحكام الإلهية تختلف في درجة أهميتها، وعند التزاحم بين امتثالها بحيث لم يمكن الجمع بين امتثالها يقدم الأهم ويترك المهم"، مشيرا إلى أن "توقيف الجمعة و الجماعة لفترة محدودة إذا كان مؤثرا في إنقاذ حقوق الأمة وجب التوقيف، ولذلك كان بعض المراجع العظام يعطل صلاة الجماعة لأيام اعتراضا على هدر حقوق الأمة"، مشددا على أن أهمية التعطيل "لم تكن أهمية محتملة فحسب بل كانت محرزة، ومن هنا جاء التعطيل"، مرجعا تلك الأرجحية إلى أن "الوضع الاجتماعي والسياسي قد يحتاج في بعض الأوقات إلى إبداء نوع آخر من الاحتجاج من أجل إصلاح الوضع"، معتبرا ذلك وسيلة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الفريضة التي تعد "دينيا من أهم الفرائض الإلهية بما في ذلك الصلاة". وبالنسبة إلى القول ان دور المسجد وصلاة الجمعة والجماعة في تاريخ الإسلام دائما ومنذ عهد النبي "ص" دور ديني فحسب، رد النجاتي بالقول: "إن الدور السياسي والاجتماعي إن لم يكن أقوى من الدور الديني، فلا شك أنه لم يكن أقل منه، فالمسجد والجمعة والجماعة لهم دور كبير في عملية الإصلاح الشاملة، سواء بآلية الفتح والإقامة أم بآلية التعطيل، وان الفقه الإسلامي لا يوافق على حصر دور المسجد والجمعة والجماعة في المجال الديني فحسب، بل هذا الحصر أجنبي عن فقه الإسلام"
العدد 1062 - الثلثاء 02 أغسطس 2005م الموافق 26 جمادى الآخرة 1426هـ