جمعني أمس الأول لقاء مفتوح مع المفكر اللبناني وعالم الدين السيد هاني فحص مع مجموعة نسائية تمثل مختلف توجهات المجتمع البحريني.
الجميل في هذا اللقاء ان الجميع التقاه على طبيعته وطرح الأفكار والقضايا المختلفة من دون رتوش أو تحفظات.
من بين الأمور التي طرحها فحص في سياق حديثه المتنوع من السياسة إلى قضايا المرأة وكيفية تعامل المحاكم الشرعية معها هو اهتمامه بالسينما والمسرح معتبرا أنهما جزءان أساسيان لتطوير وتنمية القدرات الابداعية في المجتمع وهذا بحد ذاته خطوة تحتسب لرجل دين يقدر ويثمن شتى صور الابداع من دون تحفظ.
وهو واقعا، ما لانلمسه من رجال دين آخرين وحتى من بعض الأفراد داخل مجتمعنا الذي أصبح في السنوات الأخيرة يحرم دينيا ويقمع فكريا غالبية أشكال الابداع.
وعلى رغم ان البحرينيين كانوا متفوقين ثقافيا في مرحلة من المراحل يفوق مستوى اللبنانين - على حد كلام فحص- غير ان المتابع لحال شبابنا اليوم يجد ان الثقافة في هبوط متنام بسبب التسييس الزائد والغالب على تصرفات الشباب أو المندرج اهتمامه في نواح تتمثل في المقتنيات الاستهلاكية من دون الاهتمام بشراء وقراءة حتى كتاب واحد.
لكن هذا الحديث يدفعنا إلى عرض حال المواهب السينمائية في البحرين الكثيرة وعلى رأسهم المخرج السينمائي الطموح بسام الذوادي الذي مازال يحلم بصناعة أفلام في البحرين، كما كان يصرح طارقا جميع الأبواب... لكن دون فائدة!
لكن الابداع الذي تحدث عنه فحص والحلم الذي طالما صرح به الذوادي لم يتحقق الا في إمارة أبوظبي في وقتنا القريب، فقد تم تأسيس شركة تدار برؤوس أموال خليجية وأميركية مقرها في إمارة دبي لانتاج أفلام في المنطقة.
فالفيلم الأول للشركة سيحمل عنوان "سينغرال" من بطولة الممثل الاميركي روجر مور والممثل الاميركي روبرت دواني جونير.
وتدور حوادث الفيلم حول عالم آثار يقيم في أبوظبي يواجه بعض الصعوبات وذلك بصورة تشويقية بها روح المغامرة اذ سيصور خمسين في المئة من المشاهد في أبوظبي وتصل كلفة هذا الفيلم إلى خمسين مليون دولار.
شيء مؤسف بحق ان نجد المهارات والكوادر البشرية الابداعية سواء في مجال التمثيل أو حتى السينما تستورد من الخارج على رغم انها تغص في البحرين... فقبل الذوادي كان المخرج خليفة شاهين الذي عرف جمهور العالم ومحبي قصص "والت ديزني" على البحرين في سبعينات القرن الماضي في انتاج فيلم جميل عن البحرين كانت له آثار واسعة على تسويق سمعة بلادنا.
في ظل هذه التحولات والمتغيرات التي يعيشها مجتمعنا البحريني نجد قلب الابداع في أي مجال يتحقق بسرعة مذهلة في دول الجوار متلقية شتى أنواع الدعم على رغم افتقارها الى الكوادر التي تقوم باستيرادها ومن ثم الترويج لبلدانها بصورة كان يأمل أي مبدع بحريني ان يحققها في بلده الذي مازال يستكثر حق الابداع والمبدعين... فيقتل الابداع عندنا وينمو عند غيرنا
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1061 - الإثنين 01 أغسطس 2005م الموافق 25 جمادى الآخرة 1426هـ