بالأمس قرأت كتابا جميلا اسمه "اشكالية المستقبل في الوعي العربي" للكاتب هادي نعمان الهيتي وهو من إصدارات مركز دراسات الوحدة العربية، وفي تفسير لعلم المستقبل يقول الكاتب "وعلم المستقبل واحد من العلوم التي تخضع احداث، ظواهر الحاضر للقوانين، كما أنه واحد من العلوم التي تمكن الإنسان من تفسير العالم وفهمه، اضافة الى انه يتيح للإنسان ان يعمل لتوظيف إمكاناته من أجل الغد".
في الغرب توجد مؤسسات علمية تعمل ليل نهار على دراسة المستقبل وكيف سيصبح العالم؟ وماذا تريد هذه الدول؟ السؤال الذي يجب أن نطرحه دائما، ماذا نريد، وما هي الرسالة التي نريد ايصالها، وما الهدف منها وما هي نتائجها؟ احيانا اشعر بالاحباط لكن هناك ظواهر بشرية بحرينية تأخذ بيدي الى حيث التفاؤل بالمستقبل الشبابي، فتجلسك بين مواقع نجوم التفاؤل أو مقاعد للشمس. ان هناك شبابا بدأ يخرج من تحت ركام الحزن ومن رحم المعاناة ليضيء المستقبل بشعل من الفن وصور جميلة من صور الجمال... فرقة الولاء الانشادية هي فرقة آخذة في الصعود... طرحت في الأسواق العام الماضي أناشيد عن أمور كثيرة منها انشودة عن البحرين في غاية الوطنية وتحمل ايقاعا موسيقيا رائعا بشهادة المتخصصين في هذا المجال، وقد شارك فيما ابناؤنا من الطائفتين الكريمتين كل بحسب مجاله واتمنى من تلفزيون البحرين أن يقوم بعرض هذه الانشودة على القناة الفضائية. انتشر الشريط في البحرين بصورة مذهلة والى الآن الناس مقبلة على شرائه من التسجيلات وبدأ يخرج الى دول الخليج العربي، السعودية والكويت والإمارات واقيم مهرجان انشادي ضخم في الكويت بمشاركة وطنية من قبل الطائفة الشيعية والسنية الكريمتين، وعندما دخل شباب فرقة الولاء المسرح صفق الجمهور فأنشدت الفرقة انشودتين انشودة هدية الى البحرين والثانية انشودة أهدوها الى الأسرى الكويتيين والى اهاليهم فعم البكاء القاعة وراح الجمهور يطالب بإعادة النشيدة.
ما أريد ان اقوله، ان في البحرين ظواهر جميلة يجب أن تشجع، يجب أن تدعم ماديا ومعنويا، وعندنا طاقات بحرينية كثيرة في الفن التشكيلي وفي الانشاد وفي الرياضة وفي الموسيقى الهادئة.
يقول راجي الراعي: وقفت أمام العبقري الجبار الاصم بتهوفن، أسأل نفسي لقد سلب القدر اذنه ولكنه ملك آذان الناس فمن منهما صرع الآخر؟
أنا مؤمن بقاعدة: من لديه الإرادة لديه القوة، وتلك حقيقة انه قد تلد المآسي عبقريا، وكبحريني مازلت احب سماع الاناشيد مازلت مصرا بلا تعصب ان فرقة الولاء بدأت تسرق الأضواء من فرقة الاسراء اللبنانية في تنافس موضوعي جميل. ان شريط "صلاة الليل" ذي النكهة التراجيدية الابداعية في تصوير المأساة كان شريطا "ملفتا" في جماليته، واليوم نجد شريطا على ضفة أخرى، في عالم آخر مختلف، في عالم الانشاد يعطي صورة ابداعية جميلة. طلب مني الاخوة في فرقة الولاء حضور بعض "البروفات" لشريطهم الأخير والذي سينزل في الأسواق بعد 8 أيام فتفاجأت للمستوى الذي وصلوا إليه. طلبوا مني مقدمة لنشيدة لكني وجدت النشيدة تخرس الكلمات وهي مهداة للبابا يوحنا في ذكرى رحيله، يريدون بها ان يوصلوا رسالة الى العالم الإنساني ان القواسم المشتركة بين البشر من مسلمين أو أهل كتاب أكبر من الخلافات. كشعوب يجب أن نعمل للسلام والحب بيننا من دون ان نصادر بعضنا أو نعتدي على عقائد بعضنا بعضا في الوقت الذي يوجد كتاب غربيون يتهجمون على الرسول "ص" يوجد كتاب مسيحيون يدافعون عن الرسول "ص"، على رغم ضغط اعداء الدين من صهاينة وغيرهم، والسؤال: كيف نكسب الشعوب الأخرى ليدافعوا عن إسلامنا فلانترك للسياسة والتسييس تخريب العلائق بين البشر. ان الشريط الجديد فاجأني في ادائه ومدى الاتقان وجمالية الإنشاد ومن سيسمعه لن يصدق ان هناك طاقات بحرينية بهذا المستوى. ولي مقال آخر عن هذه الفرقة والإصدار اذا ما تم إنزاله في الأسواق بعد 8 أيام. وكلنا في انتظار
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1060 - الأحد 31 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الآخرة 1426هـ