شئنا أم أبينا، فقد كان الرقيق الأبيض وعلى مر العصور مصدرا رئيسيا لكثير من الدول، واستمر بيع الأجساد أو بالمفهوم الحديث "الرقيق الأبيض" حتى عصرنا هذا، بل إن معدله في بعض الدول الآسيوية فاق المعدلات العالمية بعد أن تحولت هذه الدول لتصبح وجهات رئيسية إلى الباحثين عن هذا النمط من اللحوم.
ومما يندى له الجبين، فإن بعض الدراسات تشير إلى تزايد أرقام السياح - الذكور- من منطقة الخليج بشكل جنوني في هذه المناطق، بل إن نسبة إنفاق هؤلاء على اللحوم تفوق بمعدلات خيالية ما ينفقونه على أنفسهم وعوائلهم ردحا طويلا من الزمن، كما أن هذا الإنفاق الخيالي غالبا ما يكون في فترة قياسية!
ولماذا نذهب بعيدا، فلدينا في الوطن العربي الظاهرة نفسها، ولربما كانت معدلاتها أكثر من الدول الآسيوية التي تفتح ملفاتها من دون حرج، وتكشف أرقامها بشفافية تامة على اعتبار أن هذا النمط شائع للعيان وله دكاكين خاصة على الشوارع تعرض اللحم البشري النسوي الحي بدلا من الخضر والذبائح، والفرق الذي يميز السياحة نفسها لدينا أنها عادة ما تكون خلف الكواليس، بطرق منظمة أحيانا وبطرق عشوائية وغير منظمة أحيانا أخرى. ولكن المستغرب هو عدم طرح الموضوع والبت فيه داخل دوائر المجتمع المدني واستمراره وكأن شيئا لم يحدث..
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1060 - الأحد 31 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الآخرة 1426هـ