تعتبر المؤسسات الصغيرة عصب الحياة لكل اقتصاد في العالم لما تلعبه من دور بارز في تحريك الأسواق المحلية وضخ السيولة وتداولها بين أكبر عدد من الأفراد إلى جانب أنها المصدر الأكبر لترويج واستهلاك منتجات الشركات الكبرى.
وأكدت الدراسات التي أجريت في أوروبا أن المؤسسات الصغيرة تخلق فرص عمل كثيرة لا يمكن للمؤسسات الكبيرة أن توفرها، وبينت الدراسات أن المناطق التي تكثر فيها المؤسسات الصغيرة تقل فيها نسبة البطالة بشكل كبير على عكس المناطق الأخرى التي لا توجد فيها، إشارة إلى امتصاصها الأيدي العاملة.
وتنافس المؤسسات الصغيرة المؤسسات الكبيرة في الكثير من المنتجات التي تتطلبها الأسواق بشكل واسع لما لها من قدرة ربحية على التعامل مع الجزيئات الإنتاجية الصغيرة على عكس الكبيرة التي تعتبر الأمر خسارة بالنسبة إليها، إذ إن شركة حديد كبرى لا يمكن أن تصنع كراجا واحدا لأحد المنازل بمبلغ 200 دينار، بينما المؤسسات الصغيرة بكل رحابة تستقبل الزبائن بهذا المبلغ.
ويرتكز تسويق وترويج منتجات الشركات الكبرى على الصغيرة، إذ إن الشركات الكبرى تنتج منتجاتها بكميات هائلة ولا يمكن أن تبيعها بالمفرد بينما الصغيرة تشتريها بالجملة وتبيعها بالمفردة على أكبر عدد ممكن من الأفراد. وعلى سبيل المثال شركة ألمنيوم البحرين "ألبا" لا تبيع منتجاتها على المنازل بل على الشركات الصغيرة التي تحول المادة إلى نوافذ وأبواب لتبيعها على المواطنين.
وتسهم المؤسسات الصغيرة بشكل كبير في إنعاش حركة السوق المحلية عبر حركة البيع والشراء في المنتجات التي تنتجها وخصوصا أنها تتعامل مع الطبقة الفقيرة والمتوسطة، إذ إن هذه المجتمعات لا تستطيع شراء منتجات الشركات الكبيرة بأسعار تفوق قدرتهم الشرائية ما يؤدي إلى تحسين الوضع المعيشي والأسري لهذه الفئات.
وتحتاج المشروعات الصغيرة إلى دعم مادي من الجهات المعنية، والمصارف الخاصة التي يجب أن يكون لها دور اجتماعي في عملية التنمية، ومساعدة الأسر المنتجة من خلال تمويل هذه المشروعات.
على أن نجاح المشروعات الصغيرة هو نجاح للدولة والتخفيف من العبء الملقى على عاتقها، إذ إن أصحابها خلقوا لأنفسهم وظائف، ووجدوا فرص عمل لآخرين في الوقت الحاضر أو المستقبل، وساعدوا في ولادة فرص عمل جديدة غير موجودة، وهذا الشيء ملموس في أي اقتصاد في العالم
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 1060 - الأحد 31 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الآخرة 1426هـ