أكثر ما كان يؤثر في قلب المواطن المرهق، هو الوضع الذي يعيشه ابنه الشاب... الذي تخرج منذ سنوات وهو لا يزال يلهث باحثاً عن عمل مناسب يلبي طموحه، ولا يدري هو شخصياً، كم عدد الواسطات التي أدخلها وأراق ماء وجهه وهو ينتقل من مكاتب أصحابها إلى مجالسهم بحثاً عن وظيفة مناسبة لابنه، حتى أنه ضحك في لحظة مع نفسه وهو يقول :»بل بل بل حتى بعض الواسطات... تحتاج واسطات»!.
ولأن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، ولأن المواطن المرهق يدرك أنه لا واسطة تفوق (التوفيق) من رب العالمين، أخذ يشد من عزم ابنه ويشجعه على ألا ييئس، فقد تعب عليه وعلمه وصرف عليه الكثير مع ضيق الحال من أجل أن يصبح ابنه (مواطناً) صالحاً يخدم بلده، وهل هناك هدف أسمى وأقدس من خدمة الوطن؟ لذلك، كان عليه أن يستمر في تشجيع ابنه بل وتشجيع غيره من الجامعيين العاطلين، وغيرهم من الشباب، لأن لا ييئسوا مهما كانت الظروف، ويبذلوا أقصى جهد ويواجهوا المصاعب لحين الحصول على العمل الذي يضمن لهم اللقمة الحلال... حتى لو تطلب الأمر التدرج من وظيفة إلى أخرى فلا عيب ولا ضير في ذلك... ولكل مجتهد نصيب، والحكومة لن تقصر أبداً في إيجاد فرص عمل لأبنائها... أليس كذلك؟.
حسناً، الولد العزيز قد حصل على وظيفة بالفعل، وعلى رغم طول ساعات العمل ومشاقه، إلا أنه صبر من أجل أن يكتسب الخبرة ويثبت نفسه، لكن المواطن المرهق تلقى خبراً كالصاعقة بالنسبة له حينما فاتحه ابنه بالقول :»والدي... قررت السفر إلى إحدى الدول الخليجية فقد حصلت على عرض عمل براتب كبير وبامتيازات رائعة تماماً كما يحصل عليها غير البحرينيين الذين يعملون في بلادنا... هناك، سأتقاضى راتباً كبيراً وسيمنحونني سكناً فاخراً وسيارة فارهة، وبعد أن أتزوج وأنجب، ستتولى الشركة التي سأعمل بها تغطية مصاريف العلاج وتعليم العيال... هذه فرصة يا والدي... فرصة لا تعوض، والشيء الوحيد الذي سأفتقده هو أنت يا والدي وكذلك والدتي واخوتي...سأفتقد أيضاً ديرتي التي لا يمكن تعويضها أبداً وأهلها الطيبين... سأتحمل الغربة يا أبي، لكن، لن يتم ذلك إلا بعد موافقتك».
مع المرارة التي شعر بها المواطن المرهق، لكنها دعا إلى ولده بالتوفيق في سفره وحياته العملية، مع أنه كان يحلم منذ سنين بأن يكبر هذا الولد ويخدم بلده ويعيش بين أهله، ولم يتبادر إلى ذهنه يوماً أن ولده سيترك بلاده ليعمل في الغربة... إلا أنه كان يمني النفس بأن الولد سيعود يوماً ليخدم بلاده. وخصوصاً أن البلد في حاجة إلى أبنائها المتعلمين المؤهلين، متمنياً ألا يتعب الناس في تعليم أبنائهم ثم يضطروا للهجرة فبلادهم أولى بهم.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 2960 - الأربعاء 13 أكتوبر 2010م الموافق 05 ذي القعدة 1431هـ
جعلتني أبكي بكل حرقة يا سعيد.
ليس لحالي، مع أني عاطل عن العمل منذ 8 سنوات فأنا والحمدلله تغذيت اليوم نتفة خبز مع قوطي زبادي وحبة طماطم وفوقه شوي خل فأنا أحب الخل ما أفتقر بيت فيه خل، والحمدلله رب العالمين، نعم يا ناس ما في أفضل من التوكل على الله فقد قلت لولدي ابحث عن عمل وعندي واسطة كبيرة لا يرد سائله وخلال اسبوع ستعمل ولكن الله سبحانه وتعالى أكرم مني خلال يومين توظف والشكر له سبحانه وعلى أبنائنا التسلح بالعلم فهو السلاح في وجه الأعداء والذي يقهرهم. اسمي بحراني طيب يحب الخير لأهله ولوطنه دامت البحرين ودام الخير لشعبها س و ش
تعقيب على زائر رقم 8
ليس ذلك فقط بل ان الاجنبي يحيك المؤامرات لكي يطردك من عملك و كانك تعمل في شركة ابوه او جده! و كل ذلك بمساعدة الادارة العليا للشركة التي تعمل بها
غريب حال هؤلاء البحرينيين الذين تمكنوا من الوصول الى اعلى المناصب في شركاتهم. لا ادري لماذا هذا الاخلاص و الولاء للاجانب. و الى متى ستبقى عندهم عقدة الاجنبي؟ تراهم فاشلين في بلدانهم و لو فيهم خير ما بقوا يشتغلون زيادة على الاربعين سنه في البحرين و يتنططون من شركة لاخرى
great my brother
thanks brother saeed mohamad you are one of a delightfull writers in our lovley al wasat news paper
you are the lonly news paper feels the pain of bah citizens
good luck our special writer and special paper
مواطن بدون وطن
تسلم عزيزي الكاتب وتسلم جريدة الوسط وعلى راسها الدكتور العزيز الجمري .. والله انتو اللي تخافون على الوطن .. المفروض من المسؤلين في وزارات الدوله يهتمون بالبحريينين الذين يعملون في الخارج مثلا في السفارات وفي الملحقيات الثقافية وغيرها .. يعني الي متي يكون المواطن ضائع بين الاجنبي والمواطن .. اصحو يا ناس اهتمو بالمواطن قبل ضياعة ..
خطير الموضوع يا خوي
الموضوع خطير وآنه بصراحة ما كونت نفسي الا لم سافرت الكويت واشتغلت الى حين الغزو سنة 1990 والحمد لله كانت حياة سعيدةة.. لو كنا نشتغل في بلادنا اول ما تخرجنا جان احين كلنه بلاوي وهموم وديون.. هذي الكلام على كل البحرينيين ما لطائفتين.. واحد انجليزي فاشل ياخذ 4 آلاف دينار والبحريني المؤهل اللى احسن منه وولد البلد ياخذ 800 دينار.. وتعالوا شوفوا فلته اللي في الجنبية روعة روعة روعة وسيارات يديده حقه وحق زوجته..تلق وتلمع وعلى شنو.. من حلاوة شغلهم
القلوب القاسية
لايصدقون ماتقولون وأن صدقوا لايهمهم شيئ وأن احتج أحد صار أرهابياً ولكن الرب في التدبير وعلائم الخلاص تلوح في الافق حيث لايمكن أن يترك الباري عباده في البلاء الى مالانهاية
hiarab ساعدكم الله
اخواني البحرينيين العاملين في الإمارات انتم تقدمون صورة رائعة للمواطن البحريني المخلص ومقال الأستاذ سعيد جداً رائع وحقيقي يعكس مشكلة ربما تكبر في المستقبل.
زار 3
الأستاذ سعيد يقصد الدولة لازم توفر العمل للشباب و تهتم في المواطن و ترفع الرواتب بدل لا يتغرب المواطنين .
hiarab
شكرا على هذا الموضوع الجميل , نحن مجموعة بحرينيين نشتغل في الإمارات وياريت الدولة تقدر خبراتنة ولا نستطيع الحصول على وظيفة في البحرين
الصالحي
الزبده ان تبي تقول ليش المواطن يروح يخدم بلد غير بلده ويحصل كل الامتيازات اللي يحصلها الاجنبي في بلدنا اللي احنا احق ابها ...الي متي الفرج والفرج ما يأتي اللا من رب العالمين
هذي اليوميات والا بلاش
اني كنت مستغربة ليش التعليقات قليلة مع أن الزميلات في الشغل والزملاء واجد يتكلمون على يوميات المواطن المرهق.. هذا يعني ان الإنتشار يكون بين الناس ويناقشون قضاياهم احسن من التعليقات.. هذي اليوميات والا بلاش تريح نفسياً والأسلوب واجد روعة.. وكل بيت فيه شاب او ولي أمر تغرب للقمة العيش بيشعر بالعاطفة
اختكم
بنت البحرين
رحم الله والديك
رحم الله والديك على هالموضوع الموجود في كل بيت من بيوت البحرانه .. المعاش في البحرين جدا ضعيف و المعاملة في العمل من قبل المسؤولين مأساة و ساعات العمل طويله و عليها أوفر تايم براتب زهيد..