العدد 2960 - الأربعاء 13 أكتوبر 2010م الموافق 05 ذي القعدة 1431هـ

المنتخبات تتغير

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

المنتخبات العالمية ومنذ انتهاء مشاركتها في كأس العالم الأخيرة التي استضافتها جنوب إفريقيا وهي في حالة تغيير مستمر من خلال التجارب التي يجريها المدربون وخصوصا الجدد منهم لإتاحة الفرصة لمجموعة من اللاعبين الشباب من أجل بناء منتخبات المستقبل التي ستشارك في كأس العالم في البرازيل 2014.

أكثر المجددين كان المنتخب البرازيلي الذي أصبح يعتمد في الوقت الجاري على تشكيلة كاملة من اللاعبين الشباب مستغنيا عن أبرز الأسماء التي حملت قميص السيليساو في السنوات الأخيرة.

سياسة التجديد التي يتبعها المنتخب البرازيلي بقيادة المدرب الجديد مينتزس تستهدف بالأساس كأس العالم 2014 وليس أي شيء آخر، فكل المحطات التي تسبق كأس العالم المقبلة لا تعدو كونها تجارب في سبيل الهدف الأسمى وهو تحقيق اللقب العالمي السادس.

استضافة البرازيل لكأس العالم ليست أمرا عاديا، بل هي أمر استثنائي بكل ما للكلمة من معنى، لأنه لا يوجد شعب على سطح الكرة الأرضية أكثر تعلقا بالكرة من الشعب البرازيلي، ولا يوجد منتخب يضاهي شعبية هذا المنتخب على مستوى العالم.

آخر مرة استضافت فيها البرازيل كأس العالم كان في العام 1950 أي قبل أكثر من 60 عاما من الآن، وحينها وصل البرازيليون للنهائي وكانت البطولة تقام بنظام جمع النقاط إذ التقوا في النهائي على ملعبهم وبين جماهيرهم التي وصلت إلى 200 ألف متفرج على ملعب ماركانا الشهير مع منتخب أورغواي، وكان يكفي البرازيل حينها التعادل للفوز باللقب العالمي الأول في تاريخها، ومع ذلك تقدم المنتخب البرازيلي 1/صفر وأحس البرازيليون أنهم ضمنوا اللقب ولكن الأوروغواي فاجأتهم بهدفين متتاليين وخطفت منهم كأس العالم لتترك للشعب البرازيلي الحسرة والندم وحالات الانتحار المتعددة.

ومن أبرز نتائج هذه الخسارة الكارثية كان قرار البرازيل بعدها بتغيير قميصها من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر كونهم اعتبروا اللون الأبيض نحسا عليهم، وبالفعل بعدها توالت البطولات للبرازيل.

هذه المرة تعود كأس العالم مجددا إلى ملعب ماركانا المجدد والأقل استيعابا من الناحية الجماهيرية، ولكي تتجنب البرازيل كارثة جديدة على ملعبها لا بد لها من التجديد من الآن وصناعة منتخب 2014 في 2010 وكل ما بينهما سراب بالنسبة للبرازيليين، فالهدف والاستراتيجية واضحة منذ البداية ولا مجال للمجاملات.

المنتخبات الكبرى الأخرى بدأت أيضا في عملية التجديد وأبرزها المنتخب الفرنسي الذي غير جلده بقيادة لوران بلان، أما المنتخب الألماني فقد بدأ التجديد مبكرا وقبل كأس العالم 2010 وبالتالي فهو يحصد الآن نتائج ما زرعه في العامين الأخيرين من خلال انتصاراته المتتالية ومنتخبه الحديدي.

الإيطاليون مازالوا يحتاجون إلى الكثير من التغييرات أيضا إلا أن غياب اللاعبين الشباب المؤثرين في إيطاليا يحد من قدرة التغيير، أما أبطال العالم إسبانيا فعليهم من الآن تجاوز أخطاء السابقين بإعداد منتخب قادر على التحدي في 2014 وليس في 2011 إلا أن الإسبان يطمحون إلى كأس أوروبا 2012 وهذا هو الفارق.

المنتخب الأرجنتيني مازال يبحث عن هويته الضائعة، فعلى رغم أن جل لاعبيه من أعمار صغيرة إلا أن الفريق متناقض تماما فمباراة في القمة وأخرى في الحضيض وحتى يستقر فنيا تماما فإنه سيظل يعاني حتى أمام الصغار.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2960 - الأربعاء 13 أكتوبر 2010م الموافق 05 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً