تم أمس (الأربعاء)، في عملية فريدة من نوعها، إنقاذ العديد من عمال المناجم الـ 33 الذين كانوا محاصرين على عمق 700 متر في منجم شمال تشيلي منذ أكثر من شهرين.
وكان فلورينسيو أفالوس (31 عاماً) أول من جرى انتشاله بكبسولة معدنية قطرها 53 سم الليلة قبل الماضية، واستقبله ابنه (7 أعوام) وهو يبكي. وتباينت ردود أفعال عمال المناجم الذين أنقذوا حيث التزم البعض بالصمت وبدت على وجوههم ابتسامة خفيفة.
وقال الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا إن عملية الإنقاذ ربما تكتمل في وقت لاحق. وأشار إلى أن «الموعد أصبح أكثر قرباً لأنه في البداية كانت عملية إنقاذ كل عامل في المنجم تستغرق ساعة ونحن نعمل حالياً بمعدل 40 دقيقة لكل عملية إنقاذ».
وصرح وزير الصحة التشيلي خايمي مناليك بأن صحة العمال الذين جرى إنقاذهم «جيدة» ولكنهم عانوا من زيادة في ضربات القلب وارتفاع في ضغط الدم ولكن الأطباء ليسوا قلقين من ذلك.
وحذر خبراء في «ناسا» وفدوا في سبتمبر/ أيلول الماضي لإسداء النصائح لمنفذي عملية الإنقاذ من «الشهرة التي اكتسبها العمال في البلاد وبالتالي من الضغط الإعلامي والاجتماعي».
منجم سان خوسيه - أ ف ب
بعد محنة البقاء على عمق 700 متر تحت الأرض 68 يوماً، يخرج بعض عمال منجم سان خوسيه التشيلي الـ 33 أشد عزيمة وغيرهم أكثر وهناً، لكن المؤكد أن تجربتهم ستطبعهم إلى الأبد بحسب علماء النفس.
وستكون المتابعة النفسية التي ستؤمنها لهم السلطات لستة أشهر على الأقل تحت رحمة مختلف أنواع التدخلات، سواء كانت من الأقارب أو الإعلام أو شهرتهم الحديثة الزائلة على الأرجح.
وأكد المحلل النفسي في الجامعة الكاثوليكية في تشيلي، أنريكي شيا أن «حياتهم (السابقة) انتهت»، معتبراً أن عمال المنجم سيواجهون تحدياً كبيراً لإعادة التكيف في فترة ما بعد الصدمة «المحفوفة بالمخاطر».
وتابع «عندما تتغير ظروف الحياة كافة، ينبغي إعادة التكيف واكتشاف سلوكيات تساعد» على المواجهة.
وأوضحت المحللة النفسية في جامعة تشيلي، مارغاريتا لوبات «يعمد كل من يواجه الموت إلى التفكير بوضعه الخاص (...) وبما فعل في حياته وما لم يفعل، وينبغي متابعتهم على هذا المسار كذلك».
وتمكن عمال المنجم الـ 33 من إدارة محنتهم حتى إنقاذهم بشكل مدهش حيث بدأ أولهم بالخروج في الساعات الأولى من يوم أمس (الأربعاء).
ورصدت احتمالات تعرضهم لحروق في العينين مع التعرض لأشعة الشمس ناهيك عن مشاكل جلدية وأوجاع في الأسنان، وسيتم متابعتها.
وتم نقل العمال الأوائل الذين أخرجوا إلى المستشفى على الفور حيث سيخضعون لفحوصات طبية دقيقة طوال 48 ساعة.
وأوضح وزير الصحة، خايمي ماناليش أن هذه المراحل «تم الاتفاق عليها معهم، وليست نزوة».
وأوضح «قد يقول البعض: أشعر أنني بخير وأريد العودة إلى عائلتي»، لكن هذا الرفض «يهدد الترتيبات القانونية الكاملة للحماية والعجز والتقاعد التي يحق لهم بها».
وتابع وزير الصحة إن الحكومة لن تتخلى عمن أصبحوا أبطالاً وطنيين. وأضاف أن الدولة «ستقدم لهم متابعة نفسية متخصصة لستة أشهر على الأقل، حيث يمكن أن يمروا بلحظات من الحزن والاكتئاب».
وذكر أن التوتر التالي للصدمة قد «يستمر أسابيع وشهوراً».
وقال شيا إن «الوجه الأكثر تعقيداً» يتمثل بالطبع في إدارة العالم الخارجي. وتابع «العائلة، الروتين، الواقع في البلاد، كل شيء سيكون قد تغير».
وحذر خبراء في «ناسا» وفدوا في سبتمبر/ أيلول لإسداء النصائح لمنفذي عملية الإنقاذ من «الشهرة التي اكتسبها العمال في البلاد وبالتالي من الضغط الإعلامي والاجتماعي».
وقال عالم الاجتماع في الجامعة الكاثوليكية، رينيه ريوس «ستلاحقهم وسائل الإعلام وسيتلقى بعضهم وابلاً من العروض التلفزيونية وقد يمتهنون ذلك. لكن الأمر لن يدوم أكثر من عدة شهور، فمع حلول مارس/ آذار سيصبح الأمر ذكرى».
وقال العامل الثاني الذي خرج الأربعاء من المنجم، ماريو سيبولفيدا «أرجوكم لا تعاملونا وكأننا فنانون» وذلك في حديث وجيز عبر التلفزيون العام.
وأضاف أنريكي شيا إنهم «سيدركون أن الشهرة محدودة، وأنه عليهم استجماع قواهم وبدء مشروع حياة جديدة». وأكد أن تجربة كتلك «قد تشد من عزيمتك أو تزيدك وهناً، لكن لن تبقى كما أنت». ومن هنا يأتي خطر الإدمان على الأدوية أو الكحول.
وكما لو كانوا يستشعرون مخاطر الخروج أعرب الـ 33 في أيام الاحتجاز الأخيرة عن «قلق كبير حيال البقاء مجموعين، فيما أنهم يأتون من مختلف مناطق تشيلي. يريدون البقاء مجموعين بعد إنقاذهم» على ما أوضح أليخاندرو بينو من فريق المتابعة.
كوبيابو(تشيلي) - د ب أ، أ ف ب
جرى إنقاذ 11 من عمال المناجم الـ 33 المحاصرين على عمق 700 متر في شمال تشيلي منذ أكثر من شهرين. ويعد جورجى جاليجويلوس (56 عاماً) العامل الـ11 الذي أخرج من منجم سان خوسيه في صحراء أتاكاما في أجواء مليئة بالبهجة والبطولة والمشاعر الدينية والتفاؤل بالنسبة لمصير الـ22 عاملاً الذين مازالوا محاصرين تحت الأرض.
وكان فلورينسيو أفالوس (31 عاماً) أول من جرى إنقاذه بعد فترة قصيرة من منتصف الليلة قبل الماضية. واستقبله ابنه (7 أعوام) وهو يبكي. وتباينت ردود أفعال عمال المناجم الذين أنقذوا حيث التزم البعض بالصمت وتبدت على وجوههم ابتسامة خفيفة. ومازح آخرون عمال الإنقاذ حتى قبل أن يصلوا إلى سطح الأرض كما ركع آخرون على الأرض لأداء الصلاة. واحتاج ماريو جوميز (63 عاماً) الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم ومرض بالرئة يصاب به عمال المناجم غالباً لمساعدته على المشي عندما خرج من كبسولة الإنقاذ.
ولكن بدا على جوميز الذي يعمل في مجال التنقيب منذ أن كان يبلغ من العمر 12 عاماً السعادة البالغة حين وصل إلى سطح الأرض كما ركع على الأرض للصلاة. وقال عم أفالوس عند بدء عملية الإنقاذ «هذه معجزة من الرب». وقال جوناثان فيجا شقيق العامل ألكيس فيجا «لقد تعلمنا درساً في الحياة». وخضع عمال المناجم للفحص من قبل أطباء في موقع المنجم كما التقوا بأسرهم لفترة قصيرة . وبعد ذلك جرى نقلهم بواسطة طائرات مروحية لمستشفى إقليمي في مدينة كوبيابو حيث من المقرر أن يمكثوا لمدة 48 ساعة لإجراء فحوصات طبية. وتعهد العديد من عمال المناجم و منهم أصغر عامل وهو جيمى سانشتيز (19 عاماً) بالزواج من صديقاتهم. وكان عمال المناجم قد حوصروا على عمق 700 متر منذ أن انهار الممر الذي كانوا يعملون عليه في الخامس من أغسطس/ آب الماضي. ولقد عزلوا تماماً عن العالم الخارجي خلال الـ17 يوماً الأولى من حصارهم ولكن منذ ذلك الحين تم تزويدهم بالطعام و المياه وخطوط الاتصال.
وقال الرئيس التشيلي، سيباستيان بينيرا «لقد أوفت تشيلي بوعدها لمواطني تشيلي لأننا قطعنا على أنفسنا عهداً بأن لا نهزم». وقد صرح وزير الصحة التشيلي، خايمي مناليك إن صحة العمال الذين جرى إنقاذهم حتى الآن من المنجم «جيدة». ولقد عانوا من زيادة في ضربات القلب وارتفاع في ضغط الدعم ولكن الأطباء ليسوا قلقين من ذلك.
وحذر خبراء في «ناسا» وفدوا في سبتمبر/ أيلول لإسداء النصائح لمنفذي عملية الإنقاذ من «الشهرة التي اكتسبها العمال في البلاد وبالتالي من الضغط الإعلامي والاجتماعي».
وتابع وزير الصحة أن الحكومة لن تتخلى عمن أصبحوا أبطالاً وطنيين. وأضاف أن الدولة «ستقدم لهم متابعة نفسية متخصصة لستة أشهر على الأقل، حيث يمكن أن يمروا بلحظات من الحزن والاكتئاب». وذكر أن التوتر التالي للصدمة قد «يستمر أسابيع وشهوراً».
العدد 2960 - الأربعاء 13 أكتوبر 2010م الموافق 05 ذي القعدة 1431هـ