العدد 2959 - الثلثاء 12 أكتوبر 2010م الموافق 04 ذي القعدة 1431هـ

ديمقراطيةٌ عنصرية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أكثر الصور المعبّرة عن التشنج الإسرائيلي، التي تناقلتها الفضائيات ووكالات الأنباء أمس، رشق مجموعة من المستوطنين الصهاينة صورة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالأحذية.

الأسوأ من ذلك، ما أصدره مركز البحوث السياسية التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية من تقرير، يتهم فيها أوباما بإفشال المفاوضات المباشرة، بسبب تبنيه مشروع تجميد الاستيطان في الضفة الغربية!

الولايات المتحدة، هي الحليف الأكبر لـ «إسرائيل»، عبر تاريخها الممتد لأكثر من ستين عاماً. ولم يصل رئيس أميركي إلا بالمزايدة على من سبقه في تقديم المزيد من الدعم الاقتصادي والعسكري، وآخرهم أوباما الذي مرّر صفقة طائرات «إف 35» (الشبح)، وهي من أكثر الطائرات المقاتلة تطوراً في العالم، والتي لم يسبق أن باعتها لأية دولة أخرى.

الديمقراطية الإسرائيلية القائمة من الأساس على التمييز العنصري، وقضم الأر، انتهت إلى المطالبة الصريحة بالاعتراف بأنها دولةٌ خالصةٌ للجنس اليهودي، في آخر مسعى لاقتلاع أصحاب الأرض، ونزع الشرعية عن وجودهم التاريخي في أرضهم.

وتواصل الهياج بتبني مجلس الوزراء لقانون يقضي بإجراء قسَم «الولاء» لـ «إسرائيل» كدولة يهودية لمن يريد أن يحمل جنسيتها، في تجاوزٍ للقوانين العصرية القائمة على الحقوق والواجبات، واستخفافٍ تامٍّ بكل حقائق التاريخ، والتنوع البشري السابق لقيام الدولة الصهيونية... وهو قانونٌ سيضع كل أصحاب الأرض في مواجهة التخوين والترحيل.

«إسرائيل» خاضت ستة حروب، استطاعت أن تحسم نصفها بسرعة خاطفة حتى مطلع الثمانينيات، ولكنها لم تحسم الحروب التالية، وواجهت مأزقاً وجودياً منذ اندحارها في لبنان في 2000. وربما هذه الحالة التي تكرست في سلسلة من الإخفاقات (حرب تموز وغزة ومهاجمة قافلة الحرية التركية)، هي التي تدفعها للتشدّد وطلب الاحتماء النفسي بفرض مزيدٍ من الخطوات والقوانين ذات الطابع العنصري الفاقع.

أوباما الذي تتهمه الخارجية الإسرائيلية رسمياً بإفشال المفاوضات، هو الذي طلب من الكونغرس قبل أشهر تخصيص 205 ملايين دولار لتغطية نفقات إقامة نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ التي قد تطلقها حماس أو حزب الله. وهو الذي أعلن خلال لقائه الأخير بنتنياهو في البيت الأبيض عن دعمه للبرنامج النووي الإسرائيلي تحت مبرر الردع والاحتياجات الأمنية لإسرائيل! وهو الذي طلب من الكونغرس الموافقة على مبلغ مليارين و775 مليون دولار كمساعدات أمنية لـ «إسرائيل»، هي الأضخم في العقد الأخير.

أوباما الذي تتهمه «إسرائيل» بإفشال المفاوضات والوقوف مع الفلسطينيين، هو الذي وقّعت إدارته على اتفاق لتطوير نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي (أرو 2)، ليتمكن من إسقاط الصواريخ بعيدة المدى، في حال نشبت حرب جديدة تكون إيران طرفاً فيها في المستقبل المنظور.

نتنياهو الذي كان رئيساً للوزراء، واعترف بأنه كان يهدف إلى تضييع الوقت وإعاقة أيّ تقدمٍ في مفاوضات «واي ريفر» مع ياسر عرفات في التسعينيات... يعود اليوم ليدعو الفلسطينيين للاعتراف بيهودية الدولة، وسيكون مستعداً لجمع حكومته ومطالبتها بتجميد جديد للبناء!

شخصٌ مراوغ يقود حكومةً يمينيةً متطرفةً، تعيش في مأزقٍ وجودي، فتبالغ في تشدّدها فتربك الحليف الأميركي، وتتعمد إهانة الحلفاء الأوروبيين، وتحرج كلّ من يمد يده بالسلام من الجيران.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2959 - الثلثاء 12 أكتوبر 2010م الموافق 04 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 9:43 ص

      وعنصريتننا

      اعتقد ان العنصرية الاسرائيلية تنبع من عقائدهم اللاهوتية التي تجعلم شعب الله المختار ,,, ولكن عنصريتنا نحن التي نمارسها ضد من يختلف معنا لأننا نختلف معه مذهبيا ، نصنفها تحت طائلة الفتوى الضنية الصدور .. وبهذا فلا نعيب الصهاينة والعيب فينا نحن أنفسنا .,,
      سيدنا اعتقد فهمت القصد

    • بنت النيادة | 8:06 ص

      المغزى بين السطور

      تعودنا من الأستاذ الكتابة أكثر شي عن البحرين وأحيانا يكتب موضوع عن بلد و المقصد بلد آخر .

    • زائر 18 | 7:10 ص

      أسمع حبيبي

      شوف حبيبي اسرائيل يبا ليها كدف على الراس
      ما تفهم إلا منطق الشداخ تذبح الأطفال والابرياء
      شوف الشهيد احمد ياسين مسكين مقعد وماسلم
      النفاق والخوف ما يسوي خبر وياهم وشكر

    • زائر 17 | 3:48 ص

      العنصرية

      العنصريه موجودة في كل مكان والعنصريين لهم نفس الصفات ونفس المورثات الجينية وانهم شعب الله المختار وقس على ذلك من تشاء فالارض لا تخلو منهم

    • زائر 16 | 3:42 ص

      كم اسرائيل في العالم اليوم

      ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 15 | 3:02 ص

      الحسبة ضايعه

      انا من المتابعين لقاسم حسينن واعتقد انه بتجنب الاشارة للانتخابات والدنيا قايمه يريد ان يقول ان الحسبة ضايعة، وشنو كتبت لو ما كتبت ما فيه احد يسمع، وما اعتقد ان بعض القراء سينجحون في استدراجه للحديث. والله أعلم.

    • زائر 14 | 2:59 ص

      مفهوم ومنطقي

      اعتقد هناك ناس ما يشحذون عقولهم قليلا للتمعن في الامور، والا فالمقال له دلالات غير مباشرة، فالعنصرية ليست في اسرائيل وحدها، وهذه الدولة العنصرية يدافع عنها الغرب بحجة انها ديمقراطية، تكشف اليوم عن بعد اضافي باقرار قانون الولاء والقسم كان الناس عبيد. والعاقل (رقم 6) المفروض بالاشارة يفهم. تسلم بوهاشم.

    • زائر 12 | 2:41 ص

      إسرائيل

      يا سيد الشرهه على من يتعامل مع اسرائيل واليهود النبي محمد ص أل كشفهم وطلع خياسهم ومعروفه مواقفهم مع أمير أمؤمنين قتال الكفار علي وما ادراك ما علي لكن حب الكرسي في زمنا مصيبة

    • زائر 11 | 2:40 ص

      العنصرقراطية

      يجب أن يخترع مصطلح جديد يسمى بالعنصرقرطية
      هذا ما يناسب الكثير من ديمقراطيات هذا الزمن
      الذي تجيّر وتحوّر فيه المصطلحات لقهر الشعوب

    • زائر 10 | 1:33 ص

      ملاحظة اتمنى ان تمر من الرقيب

      ما هذي الفائدة من ذكر الصفات المقال تلو المقال لأٍسرائيل بأنها عنصرية وان قادتها مرواغين؟ ما هو الجديد في ذلك؟ وماذاا سيغير ذلك الوصف فيهم؟ بل ماذا سيغير هذا الوصف والكلام المكرر في القراء؟ سزيددهم احباطا ونقمة لأنه يذكرهم بضعفهم.
      الا تعتقد الأجدر ان تكتب وتنتقد وتصف الأشخاص الغير مؤهلين " اللي يفشلون" المرشحين للنواب من الوفاق وغير الوفاق. اليس الأجد ان تستخد قاموس مفرداتك لوصف ما يرتكب من اجرام معرفي وديني واخلاقي وتوعوي

    • زائر 9 | 1:31 ص

      الى البصري

      وما دخلنا بنجاد وهل سيرمى حجر على اسرائيل او لا؟ وما دخلنا بتحريض الامارات ضد ايران واو تحريض ايران ضد الامارات؟ كل شيء دخلتوا فيه ايران؟ نحن بحرينيين ولا نريد احد يتدخل فينا ولا نتدخل في احد. مواطنين نريد حقوقنا ونعامل كمواطنين أولا واخيرا. ودعوا عنكم هذا الغباء السياسي. اشكر للكاتب اهتماماته المتنوعة والبعيدة عن الاستقطاب. حتى الانتخابات والهبصة ما عاطنها وجه. تسلم يا بوهاشم.

    • زائر 8 | 1:30 ص

      مع الحق (الى الزائر 1 و 2)

      سلم هذا القلم الحر يا سيد تمعنوا بمقال السيد و ستعلمون ما يرمي اليه

    • زائر 7 | 1:24 ص

      كلش كلش

      اعتقد ان السيدقاسم ينتقي مواضيعه بعناية، وما تعوزه المواضيع، والشغلة ليست فهلوة ومواضيع ساخنة. هناك فكر ومتابعة لاهم الاحداث وهذه نقلة خطيرة في سياسة الكيان العنصري رصدها السيد بذكاء، لكنها تيدو لمن لا يتابع انها مو لهناك كلش.!!!!!! مثل ما قال مواطن مستضعف: عوفيت يا سيد.

    • مواطن مستضعف | 1:15 ص

      عوفيت يا سيد!!

      عنصريتهم ستكون هي مصدر هلاكهم ونهايتهم!!

    • زائر 4 | 12:17 ص

      أين أنت؟!؟!

      استاذ قاسم، يبدو لي انك تبحث عن اي موضوع (والسلام) كي تتهرّب من الكتابة عن الشأن المحلي .. يا استاذي البلد (متروسة) أحداث وبإمكانك (لو أردت) ان تجد ألف فكرة وموضوع .. عذرا .. فبعض ما تكتبه هذه الأيام أفكار معادة بصيغة ومفردات مختلفة قليلا.. لم نعتد منك ذلك ..بصراحة كنا نترقب مقالاتك الجريئة و المميزة .. هذه الهالة بدأت تخبو .. فأعدها .. أعادك الله!

    • زائر 3 | 11:06 م

      عبد علي عباس البصري

      اشلون سيد نقصت القضايا الساخنه ، لو على لاقل زياره السيد نجاد الى لبنان ونيته رمي حجر على اسرائيل وارهاصاتها ، واثرها على لبنان .؟ لو على لاقل موضوع تحفيز الولايات المتحده للامارات لكي تدخل الحرب مع ايران حيث متحدث رسمي امريكي قال ان الامارات بستطاعتها هزم الجيش الايراني ؟؟؟ . او موضوع مواضيع واجد كلش واجد

    • زائر 2 | 10:55 م

      عبد علي عباس البصري

      موضوعك اليوم يا بو هاشم ما هو لهناك كلش .

اقرأ ايضاً