بموجب (القرار رقم 44/236، بتاريخ 22 ديسمبر/ كانون الأول 1989)، عينت الجمعية العامة يوم الأربعاء الثاني من شهر أكتوبر/ تشرين الأول ليكون اليوم الدولي للحد من الكوارث الطبيعية، وقد واصلت الأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم العالمي بشكل سنوي خلال العقد الدولي للحد من الكوارث الطبيعية، من 1990-1999. وفي العام 2001 قررت الجمعية العامة الإبقاء على الاحتفال بهذا اليوم في يوم الأربعاء الثاني من شهر أكتوبر (القرار رقم 56/195، بتاريخ 21 ديسمبر 2001)، وذلك من أجل تعزيز ثقافة الحد من الكوارث الطبيعية على المستوى الدولي بما في ذلك منع الكوارث والتخفيف منها والتأهب لها.
إنها الأكبر والأفتك والأسوأ على الإطلاق. كثيراً جداً ما وردت هذه الكلمات في عناوين الأخبار هذا العام. وقد استخدمناها في وصف زلازل وفيضانات وأعاصير وحرائق غابات وخسائر في الأرواح والإيرادات. ويرجح أن تظل هذه الكلمات تسمعها الآذان لسنوات قادمة، مع تضاعف التغيرات والأخطار المناخية. ولكي تزداد الصورة تعقيداً، فقد تبدل المجتمع الإنساني، تماماً كما تبدلت أنماط الطقس. وغدونا أكثر مدنيةً. وإذا كانت الزلازل أو الفيضانات أو هبات العواصف الشديدة فتاكة في الماضي، فإنها أكثر فتكاً الآن في عالم يزداد مدنيةً.
فهناك الكثير من المدن الساحلية القليلة المناعة إزاء العواصف والسيول وارتفاع مستوى سطح البحر. ويعيش أكثر من مليار شخص في آسيا في مناطق لا يزيد بعدها عن البحر على 100 كيلومتر، ويوجد ثلثا سكان أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في حدود 200 كيلومتر من البحر. وتعيش أعداد هائلة من الناس في السهول الفيضانية ويقيم آخرون فوق الخطوط الصَدْعية للزلازل. ويقطن البعض في منحدرات مناطق عديمة الأشجار دون أن يفصلهم عازل يُذكر يحميهم من نوازل الطبيعة. وأخطار الكوارث تتراكم بهدوء. ومع أن الأخطار الطبيعية تهدد الجميع، فإن الفقراء هم إلى حد بعيد الأكثر ضعفاً في مواجهتها.
على أن الجانب الإيجابي في ذلك هو أننا نتعلم حالياً كيف نتأقلم. ففي هذا اليوم، الذي يوافق اليوم الدولي للحد من الكوارث، نحيط علماً بما تفعله الحكومات والمجتمعات المحلية حالياً لحماية أنفسها في الوقت الذي تشيِّد فيه أيضاً مدناً وحواضر أكثر استدامة.
وفي مايو/ أيار 2010، أُطلقت في إطار استراتيجية الأمم المتحدة الدولية للحد من الكوارث حملة عالمية بعنوان «جعل المدن قادرة على التكيف». وصادقت أكثر من 100 مدينة، يسكنها ما يقرب من 110 ملايين نسمة، على «الأساسيات العشرة»، وهي إجراءات ستجعل المجتمعات في مأمن أكبر من الكوارث. ومما أصبح أمثلة يحتذى بها في انتهاج ممارسات جيدة في هذا السياق مقاطعة ألباي في الفلبين ومحافظة هيوغو في اليابان وبانكوك وبون ومكسيكو ومومباي.
وتترجم الأساسيات العشرة أفكاراً عامة بشأن المدن المستدامة إلى حلول عملية. فهي توصي بأن تخصص الحكومات ميزانية تخدم مصالح الجميع، الأغنياء والفقراء على السواء، وأن تستثمر في تقييم المخاطر، والتدريب في مجال الحد من أخطار الكوارث، وحماية النظم الإيكولوجية، ونظم الإنذار المبكر. وعلى مخططي المدن أن يعالجوا أيضاً مصادر الخطر الرئيسية في المناطق الحضرية، وهي سوء الإدارة والتخطيط والإنفاذ. وينبغي أن يتخذ صنع القرار طابع الانفتاح أمام الجميع والمشاركة وأن يؤخذ بمبادئ التحضر المستدام مع التمسك بتلك المبادئ، وخصوصاً لصالح سكان الأحياء الفقيرة والمستوطنات العشوائية.
والحد من خطر الكوارث مسئولية الجميع، ويحتاج إلى المشاركة والاستثمار من جانب الجميع، من المجتمع المدني والشبكات المهنية فضلاً عن السلطات البلدية والحكومات الوطنية. وفي هذا اليوم الدولي للحد من الكوارث، أشيد بتلك المدن التي تعمل من أجل بناء القدرة على التكيف في مواجهة الأخطار المناخية والبيئية والاجتماعية. وأطرح هذا السؤال على كل الآخرين: هل أصبحت مدينتكم متأهِّبة؟
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 2959 - الثلثاء 12 أكتوبر 2010م الموافق 04 ذي القعدة 1431هـ