يبدو أن الصخب الإعلامي بين مرشحي «سابعة الشمالية» آخذٌ في الازدياد، إذ أعلن مرشح «التجمع القومي» في الدائرة حسن العالي أنه اتصل بمنافسه المرشح الوفاقي جاسم حسين أمس الأول لدعوته لمناظرةٍ يحضرها أهالي الدائرة على أن تتم في مقر حسين.

وفي تعليقه على دعوة العالي اعتبر جاسم حسين أن «إصدار العالي بياناً صحافياً بدعوته لي للمناظرة قد يكون وراءه سوء نية، إذ إنه اتصل بي في وقتٍ متأخر ليلاً، ولم ينتظر ردي لأفاجأ بأنه أرسل بياناً رسمياً ظهر اليوم التالي إلى الصحف بهذا الشأن».

وعن موقفه من دعوة العالي قال «هناك ستة مرشحين في الدائرة ومن العدالة أن تشمل المناظرة جميعهم، أو في حالة ذهابنا نحن الاثنين إلى جولةٍ ثانية، وهو ما لن يتحقق بعد أن حسمت الدائرة أمرها لصالح مرشح الوفاق وبفارقٍ كبير وبالضربة القاضية».

وفي التفاصيل، فقد أصدر مرشح الدائرة السابعة بالمحافظة الشمالية حسن العالي بياناً قال فيه إنه اتصل بمنافسه في الدائرة جاسم حسين وهنأه بمناسبة افتتاح مقره الانتخابي، وأضاف أنه طلب منه إجراء مناظرة يحضرها أهالي الدائرة وأن تتم في المقر الانتخابي لحسين.

ولفت العالي إلى أنه «يتطلع لموافقة منافسه على هذا المقترح خلال الأيام المقبلة، إذ إن أسلوب المناظرات من الأساليب الانتخابية المعروفة عالميا، وهي تتيح لأهالي الدائرة التعرف على وجهات نظر المرشحين المتنافسين بصورة مباشرة بما يتيح لهم الحكم على المرشحين وتقييمهم واتخاذ القرار الصائب».

وقال «هذا الطلب يأتي أيضاً لتأكيد روح التنافس الشريف بين المرشحين بعيدا عن أساليب التسقيط والإشاعات المغرضة لتي يحاول البعض بثها في الدائرة، حيث يتم الترويج في الوقت الحاضر وللأسف الشديد من قبل بعض الوجوه المعروفة والمشخصة لإشاعات مسمومة هدفها تسقيطنا من الناحية الدينية والإسلامية وتصوير المعركة الانتخابية بأنها حرب على المذهب والإسلام، وهي تهم خطيرة بل ومحرمة دينيا وأخلاقيا قبل أن تكون محرمة انتخابيا، ونربأ بأنفسنا حتى الدخول في تفاصيلها، بينما الجميع يشهد لنا بإيماننا بعقيدتنا وقيمنا الإسلامية الأصيلة ودفاعنا عنها في كل المواقف، وتاريخنا في هذا المجال مشهود به لكل من يريد أن يسأل عنه، كما أننا نربأ بأن نزج بهذه القيم والمعتقدات في معارك سياسية دنيوية». وختم بالقول «مذهبنا وعقيدتنا أكبر ممن يدعي البعض احتكاره للحديث باسمهما أو تمثيلهما ويضم من يشاء إليهما ويقصي من يشاء منهما»، مردفاً «هناك عدد من رجال الدين الذين يعتز بمكانتهم الدينية في الدائرة والبحرين اتصل به وعبر عن استنكاره ورفضه لهذه الإشاعات والأساليب المرفوضة دينيا وأخلاقيا».

وفي الجانب المقابل قال المرشح الوفاقي جاسم حسين: «من العدل أن تتم دعوة المرشحين الستة في الدائرة إلى المناظرة، وأن تكون إدارتها محايدة وعلى أسس علمية ومهنية»، مستدركاً «إلى الآن لم تترسخ ثقافة المناظرات، غير أننا نطمح بأن تتجذر أكثر عبر تبني جهاتٍ محايدة لها». وأضاف «الدائرة حسمت أمرها لصالح مرشح الوفاق وبفارقٍ كبير عن أقرب المنافسين، ولا أظن أنه ستكون منافسة قوية، نعم هناك حالياً منافسة على مستوى نشر الصور في الشوارع والأماكن العامة وليس أكثر من ذلك».

وتابع «ربما سيكون موضوع المناظرة ذا مصداقية أكبر إذا حصلت جولةٌ ثانية في الدائرة، غير أن الأمر مستبعد لأن فوز الوفاق في الدائرة محسوم من الجولة الأولى وربما بالضربة القاضية».

وأردف «بدورنا أيضاً ندعو جميع المرشحين في الدائرة إلى المنافسة الشريفة، غير أن لدينا مؤشرات عن أن المال السياسي يتحرك بقوة في الدائرة، وقد أشرت في مكالمتي مع المرشح العالي إلى ذلك، وتم الحديث عن توزيعه كوبونات شراء على الأهالي في الدائرة»، متسائلاً «هل يمكن اعتبار هذا الأمر منافسة شريفة؟».

وواصل «مسالةٌ أخرى يجب أن نتحدث عنها، وهي أننا في جمعية الوفاق نعترف بمسلكنا ونجاهر بقيمنا ومبادئنا، وعلى الآخرين ألا يخجلوا من الاعتراف أيضاً بهويتهم وانتماءاتهم وأيديولوجياتهم وما يحملونه من أفكار سياسية ودينية، فما هي مواقفهم من قانون الأحوال الشخصية مثلاً، أو القضايا الدينية وغير ذلك، نحن موقفنا صريح وندعو الآخرين لإظهار مواقفهم بالصراحة ذاتها».

وختم بالقول «لا توجد شائعات من جهتنا، وعلى الجميع ألا يخجلوا من إبراز أفكارهم ومعتقداتهم إذا كانوا يؤمنون بصحتها».