لا يختلف اثنان على أن الوضع الذي تمر به البلاد هذه الأيام يتطلب ترشيد الخطاب، والتأكد من مدى حرص معتلي المنابر على الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة الطائفية وتغليب المصلحة العامة، وفي الوقت ذاته إبعاد أصحاب الخطابات التي لا تخلو من الشتم والسباب والقذف في بعض الأحيان، حفاظاً على وحدة المجتمع وسلامته واستتباب الأمن فيه.
لقد درج أشخاص معروفون بنزعتهم الإقصائية الفئوية على سب طائفة بأكملها تمثل جزءاً أصيلاً من مكونات هذا الوطن، بل وتدعو إلى معاقبتها والقصاص منها، كما لو أن جماعة اختزلت في شخص واحد، كلما تفوه بكلمة أو قام بفعل انسحب على الفئة التي ينتمي إليها.
الإقصائيون لايختلفون عن دعاة العنف، لأنهم فعلاً يمثلون خطراً جسيماً على وحدة المجتمع وتآزره في مواجهة التحديات، وهم كالمرض ما أن يبدأ في جزء من الجسد إلا ويستشري سريعاً كألوان البؤس بين زخات المطر، كلما انشغل الناس عنهم تمادوا حتى بلغوا قعر الانحطاط الأخلاقي والسلوكي.
وفي الواقع ما كان لذلك أن يكون، لولا السماح لمن هب ودب أن يطلق لنفسه العنان في كل مايكتب أو يقول، فيتلفظ بما يشاء من أقذر وأفظع العبارات الطائفية التي لم يعرفها قاموس البشر.
لقد خلفت دعوات التشطير والتأليب فجوة كبيرة يمكن ملاحظة أثرها السيئ على أجواء الانتخابات، ففي إحدى الدوائر الانتخابية سرت شائعة مفادها أن المرشح النيابي المستقل في الدائرة والذي سبق له الترشح في العام 2006 -ولكن لم يحالفه الفوز- ينتمي إلى طائفة أخرى، والمخجل أن بطل هذه الإشاعة والداعم لها جمعية سياسية لها تمثيل في مجلس النواب، وقد أقسم نوابها على الدستور الذي لا يفرق بين أبناء الوطن الواحد على أساس عرقي أو إثني أو طائفي.
مثل هذه الإشاعة لم تطل المرشح المستقل لوحده بل طالت عرضه وشرفه بكلمات يصعب على الشخص العاقل أن يتفوه بها، ما يبرهن على أن الخطاب الإعلامي والديني المتطرف قادر على أن يتوغل في فكر وسلوك المتلقي، فيحدث أثراً ورد فعل سلبي قد يجر المجتمع بأكمله إلى مستنقع الظن وسوء النوايا والتوجس من الآخرين.
إن المسئولية الوطنية والإنسانية تفترض من الجميع التمحيص والتدقيق في من يسند إليهم توجيه الناس ونصحهم وإرشادهم سياسياً أو اجتماعياً أو دينياً أو أخلاقياً، فالوطن أمانة لا يمكن التفريط بها من أجل إرضاء قلوب جبلت على نثر بذور الحقد في بساتين الخير، والبحرين كسائر البلدان الأخرى تتأثر بما يجري في العالم من أحداث وتطورات قد تنعكس عليها بشكل أو بآخر، ولنا في ما يجري في بعض البلدان عبر ودروس يمكننا أن نخرج منها بمراجع تحمي سياج هذا المجتمع الآمن، وتحفظه من الانجرار إلى مستنقع السجالات الطائفية.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 2958 - الإثنين 11 أكتوبر 2010م الموافق 03 ذي القعدة 1431هـ
العائلات البحرينية مختلطة
هذا الخليط ييميز شعب البحرين. كل عائلة في البحرين تحتوي على جميع الطوائف فلا يوجد مجال لان يقول احد افرادها انه ينتمي لطائفة دون اخرى. الشعب البحريني سنه و شيعة تعايشوا مع بعض في سلام سنين طويلة و لم نعرف معنى كلمة طائفية
الطائفيةباب السيادة
بما أن شر البلية ما يضحك فإنني أبكي-هرباً من شر البلية-كلماقرأت الدعوات إلى نبذ الطائفيةوإلى تغليب لغة العققل ولغة التراحم والجسد الواحدوباقي مفردات المحبةوالأخوة الأسلامية,والسبب أن جميع هذه الدعوات -والصادق منها قليل- ما هي الا نمل في مواجهة أفيال بل أفيال تم تربيتها على مدى سنوات وتتم رعايتها من قبل قوى الشر الكثيرة والقوية.فاللغة الطائفيةوالسلوك الطائفي لم يعد حكراً على الجهلةوالمتعصبين بل صارت سلوكاًعفوياً من كثرة تعاطيه حتى بين الأوساط المثقفة وعالية الدرجات العلميةوأساتذة الجامعات.
دخلنا ولا عزاء
نحن دخلنا عصر الطائفية ، ولا عزاء ، والحرب الآن يجب ان تخاض لعدم دخول المستنقع ، لكنها هي الحرب - إن لم تكن محسوبة - ستدخلنا إلى المستنقع لا أن تحمينا منه، وهل ترى حسابات في هكذا أوضاع ؟!
يحاربون الديمقراطية إن هي بدأت تسحب البساط من تحت أرجلهم.
نعم يوجد وللأسف الشديد أفراد ما إن تجلس معهم وتتحدث عن فلان المرشح نفسه سواءً للنيابي أو البلدي حتى ينبري لك من لا يعرف كوعه من بوعه ويصب جام غضبه على المرشح بأنه عميل وأنه شيوعي وأنه يشق عصى المسلمين ويتسبب بتشتيت الأصوات ويضعف قائمة بأكملها وكأنه جاء من كوكب آخر ويمثل مذهب آخر وما هو إلا رجل منا رأى في نفسه الكفاءة والقدرة على العمل والتغيير فقط دخل مستقل، عجبي لأولئك الذين يطالبون بالديمقراطية ويحاربونها إن هي بدأت تسحب البساط من تحت أرجلهم، نحن مع الكفاءة ولمن يقدم عملا ملموساً. نبيل العابد