قرأنا الحوار الذي تم إجراؤه في أحد الملاحق الرياضية المحلية مع رئيس اتحاد السلة بشأن الأزمة (المفتعلة) وإصدار العقوبات الصارمة تجاه النادي الأهلي ليلة أفراحه وسعادته بدرع الدوري السلاوي، ولكن للأسف الشديد لم يقدم رئيس الاتحاد السلاوي لنا وللقراء الأعزاء الحجة الدامغة والبرهان الواضح والجلي للسبب الذي كان وراء الأزمة جراء الأهزوجة التي هتفت بها الجماهير الأهلاوية يوم نهائي دوري السلة أمام المحرق.
نحن نسأل هل من يحب شخصا ما يعاقب على ذكره في أي مكان، وبالتالي أنت أكدت حبك لأهل البيت (ع) ولكن لا تحب زج أسمائهم المقدسة في المجال الرياضي أو في مثل هذه المباريات. نحن نقول في مثل هذه الظروف لا بد أن تكون واضحا في الحديث حتى مع إطلاق اسم الخميني في الأهزوجة وحددت السبب، ولكنك لم تقدم الحجة في إصدار العقوبة الصارمة بحق النادي الأهلي وجماهيره، وكأن الخميني إنسان بعيد عن الملة وخارج الإسلام. إذا كنت كما قلت تحب أهل البيت (ع) ولا تحبذ زج أسمائهم في مثل هذه الأماكن الرياضية، فكان حريا بك أن تبدي النصح لمن قام بإطلاقها، فإن سمعوك فبها وان لم يمتثلوا فأنت أديت واجبك المناط بك وحصلت على صك براءة الذمة على طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهذا الأمر ليس له صلة بتاتا بإصدار العقوبات غير العادلة. ولكن الأمر المستغرب أنكم قمتم بخطوة غير مسبوقة بعيدا عن النصح والكلام اللين، ولا يتفق مع ما قلته بحبك لأهل البيت (ع)، بل ابتعدت كثيرا عن نقاط التسوية العاجلة بالتهدئة عبر الحوار الهادف الذي يحفظ حقوق الجميع.
أما إذا كان الأمر معنيا باسم الخميني في الأهزوجة فأنت تعرف جيدا من هو الخميني بالنسبة للطائفة الشيعية، ولا يحتمل الأمر تفسيره بغير المنطق والعقل شاهد على ذلك... ولا يعني إطلاق اسم الخميني في الأهزوجة أن الولاء الوطني لإيران، فهذا الأمر أنت تعرفه جيدا بأن الشعب كله شيعة وسنة يعملون بجدية وإخلاص لخدمة بلدهم ووطنهم بقيادة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى، وبذلك لا تعتقد أن ذكر الخميني يسبب أي حرج، ولا يبعث سموم الاتهام إلى أي طرف من الأطراف، وهذا الأمر تم تأكيده عدة مرات سابقة.
هذه الجماهير التي أطلقت هذه الأهزوجة في نهائي السلة هي نفسها من تساند منتخباتنا الوطنية في كل الألعاب المحلية. وهل نسيت في خليجي (17)، والتي أقيمت بالدوحة، وقبل لقاء منتخبنا الوطني أمام السعودية كيف توافدت هذه الجماهير عبر البر، وعلى رغم بعد المسافة فإنها آثرت حضورها على التعب والإرهاق من أجل البحرين الحبيبة؟ وهل نسيت مباراة المنتخب الوطني الأول للكرة الحاسمة أمام توباغو كيف اتجهت هذه الجماهير بالأعلام الحمراء واللباس الأحمر قبل المباراة بساعات كبيرة من أجل مساندة المنتخب لكي يحقق الحلم الفريد، ولكن شاء القدر ألا يكون ذلك؟
هل هذه الجماهير من كانت في الصالة منفصلة عن الجماهير التي ساندت المنتخب، بل اجزم بالقول انها الجماهير نفسها التي حضرت ذلك اليوم. أيضا عندما يتم تنظيم البطولات الرسمية على أرض البحرين في الصالة المغلقة نشاهد هذه الجماهير كيف تزحف بكل ثقلها إلى الصالة لتساند أبناء البحرين، وزيادة على ذلك تقوم بإطلاق هذه الهتافات التي عاقبتم الأهلي بحقها في تلك المباريات. أليس من المجحف حقا أن تبادروا بإصدار عقوبات لجماهير ترعرعت ونشأت في هذا البلد الكريم وعلى هذه الأرض الحبيبة، ولن تتنازل قيد أنملة عن ترابها مهما اتهمها أحد بعدم الولاء الوطني.
في هذه السياق، نود أن نذكر من كان السبب في هذه العقوبات الصارمة، وأنت نائب من الشعب في البرلمان لم نسمع منكم ولا كلمة استنكار ولا تنديد يوم جاء فريق عربي إلى البحرين ولعب مباراة ضمن مباريات كأس الاتحاد الآسيوي أمام المحرق في الجولة الأولى من هذه المجموعة، وشاهد الجميع الأعداد التي فاقت الألف تقريبا ممن حصلوا على الجواز البحريني حتى سموا بحرينيين، ولكن ضربوا الولاء الوطني عرض الحائط وجاءوا إلى الاستاد الوطني وقاموا بالتشجيع والمساندة للفريق الضيف بالأعلام وبكل هتافاتهم المعروفة في بيئتهم، ولكن مع ذلك لم نسمع منكم أية كلمة تجاه هذا الموضوع، مع أن المحرق كان يحتاج الى من يؤازره، لا في المجلس النيابي ولا في الصحافة، وصمتم في وقت كان حريا بكم أن تتكلموا وتعترضوا اشد الاعتراض على هذه الجماهير التي ساندت الفريق الزائر وهي تنعم بخيرات البحرين الحبيبة، ولكن القلب ذهب إلى جهة أخرى، ولم تحرك غيرتكم على الوطن لسانكم تجاه هؤلاء... أليس هذا تمييزا واضحا في التعامل!
هذه الأمور كلها تؤكد أن الأزمة مفتعلة وغير حقيقية وبعيدة عن المنطق والعقل، وبالتالي نأمل منكم أن تعدلوا عن قراركم قبل فوات الأوان، وحينها يصعب البحث عن حلول لإعادة المياه إلى مجاريها. نحن اليوم في البحرين والشعب بكل أطيافه شيعة وسنة يحب ترابه ويعز وطنه ولا يرضى بأن تمسه أياد خارجية، وليس في ذلك من مزايدات... والغرابة الأخرى في حواركم مع تلك الصحيفة المحلية، قولكم ان السبب وراء هذه العقوبات كي لا تفتحوا المجال أمام الآخرين للتغني بأسماء أخرى أمثال صدام حسين، وكأنك لم تكن في البحرين خلال العشرين سنة أيام حكم صدام حسين وفي عز قوته، وتلك الأيام كانت الجماهير تتغنى بهذه الأهزوجة ولم نر أحدا من أندية أخرى قام بهذا العمل فهتف باسم صدام حسين، وبالتالي التوقع والاحتمال منفي خلال الفترة المقبلة. ولا ندري لماذا فتحتم هذا الباب وما الغرض منه، وانتم تعلمون جيدا وضعية جماهيرنا في البحرين، ما يعني أن القرارات تم إصدارها لغاية في نفس يعقوب!
ختاما، نأمل بدعوات صادقة من قلوبنا المحبة لهذا الوطن أن تعود المياه إلى مجاريها، ونجتاز جميعا هذه الأزمة بسلام وأمان، ونحفظ مكتسبات الانفراج الأخير الذي قاده عاهل البلاد مع جمع من العلماء المخلصين ليصلوا بالبحرين إلى التوافق والتوحد إلى بر الأمان.
بل أملنا كبير في شخص رئيس اتحاد السلة أن يقرر بالشجاعة الكافية العدول عن تلك القرارات غير المنصفة، وثقتنا أكبر في النائب المخلص لوطنه.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2418 - الأحد 19 أبريل 2009م الموافق 23 ربيع الثاني 1430هـ