العدد 2957 - الأحد 10 أكتوبر 2010م الموافق 02 ذي القعدة 1431هـ

حراك الانتخابات السياسي

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بغض النظر عن الانتماء السياسي الذي يميز هذه الجمعية عن الأخرى، ودون التوقف عند تباين تقويم هذه المجموعة من المواطنين عن تلك، لابد لنا من الاعتراف من أن موجة حراك سياسي تعم الأجواء البحرينية هذه الأيام، وهي، رغم ما يشوبها من تهور هنا، أو «ثغرة» هناك، تبقى محصلتها النهائية إيجابية وبكل المقاييس. وقبل الخوض في تفاصيل هذه الظاهرة لابد من التأكيد على أنها تأتي تجسيداًَ لتظافر عاملين أساسيين: الأول، هو مستوى النضج السياسي العالي، نسبياً مقارنة مع دول الجوار، الذي يتمتع به شعب البحرين، وفي مقدمته طلائعه السياسية المنظمة، وهو مستوى اكتسبه هذه الشعب، بأثمان باهظة سدد فواتيرها مئات المعتقلين والمبعدين السياسيين، وعشرات الشهداء على امتداد ما يزيد على قرن من الزمان، امتزج فيها العمل السري بالعمل العلني، وشهدت سنواتها عمليات شد وجذب متتالية بين المعارضة والسلطة التنفيذية. أما الثاني، فهو ما جاء به المشروع الإصلاحي الذي قاده جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من انفتاح سياسي، تمخض عنه ميثاق العمل الوطني والدستور المعمول به حالياً، ومعهما سوية المجلس الوطني بحجرتيه. هذا المشروع، رغم كل ما يمكن أن يقال عنه، وبعيداً عن كل الانتقادات التي يمكن أن توجه له، لكنه يبقى في نهاية المطاف، مشروعاً حضارياً وضع البحرين على طريق صحيح، نضت عنها، بفضله، أردية قانون أمن الدولة وأجواؤه المظلمة، وارتدت عوضاً عنها عباءات الحريات العامة، التي نحرص اليوم، على التمسك بها، والاستمتاع بنسمات أجوائها.

هذه الأسباب التي ولدت ذلك الحراك السياسي الذي نتحدث عنه، والذي أصبح اليوم يتميز بالمواصفات التالية:

1. امتلاك مقومات التطور نحو الأفضل، فمن يزور خيم المرشحين، ويتابع عن كثب، وبنوع من التجرد الموضوعي البعيد عن أية إسقاطات مسبقة، سلبية كانت أم مغرقة في التفاؤل، يلمس بوضوح ذلك الخط البياني التصاعدي، في نوعية الحاضرين من الناخبين، وطبيعة الحوارات التي يثيرونها.

هناك نزوع واضح نحو الدخول في تفاصيل برنامج المرشح أولاً، والتدقيق في آليات قدرته على تطبيق ما جاء في برنامجه الانتخابي ثانياً، ومدى ملاءمة الظروف القائمة لذلك البرنامج، وسماحها بتنفيذ بنوده ثالثاً.

2. إبراز التنوع الإيجابي في شعارات المرشحين والقضايا التي يركزون عليها، فرغم طغيان الأهداف السياسية على تلك الشعارات، لكن بدأ المواطن يتلمس تركيز البعض على قضايا في غاية الدقة مثل البيئة، أو حقوق المرأة. لا أحد يستطيع أن ينكر طغيان الشعارات السياسية الصارخة والمغرقة في «تسييسها»، لكن، وعلى نحو موازٍ، هناك تلك التي احتفظت بمسافة معينة محسوبة بدقة من ذلك التسييس. كل ذلك يدفع المرشحين إلى الاستجابة لذلك التنوع، من أجل الارتقاء مستوى مهنيتهم، ليس السياسية فحسب، وإنما الوظيفية والانتخابية أيضاً. لذا، فمن المتوقع، إذا ما كتب لهذا الحراك أن يستمر، ولم تمتد إليه أيادي من يهدد مصالحها كي توقفه، أن تزداد مهنيته، ويرتفع مستوى أدائه، لصالح الناخب أولاً، ولوضع مواصفات المرشح المستقبلي ثانياً.

3. كشف الأوراق ووضعها فوق الطاولة، فلم تعد النقاط التي وصل إليها الحوار أو الاختلاف، تسمح بإخفاء الانتماءات أو التستر خلف جدران التمويه، إذا بات كل مواطن، دع عند كل فئة سياسية، أو تكتل نيابي، مطالب، إن هو أراد أن يكون حصة في هذا الحراك، بالإفصاح عن هويته، وإبراز الخندق السياسي الذي يتمترس خلفه. عملية الفرز هذه، وعندما تتم على أساس فكري/ سياسي بعيداً عن أي شكل من أشكال الطائفية، تتحول إلى رافعة حضارية تساعد قوى المجتمع على النمو والتطور في الاتجاه الصحيح، ونحو أهداف وطنية سليمة.

4. التأسيس لبيئة تنافس صحية ملائمة للحوارات السياسية البناءة، أو الاختلافات القائمة على أرضية إيجابية، لا تنفي الآخر، بل وتصر على التعايش الإيجابي معه. هذا البناء، عندما يقام على أرضية صحيحة وصالحة، لابد له أن يزرع روح النفس الطويل في سلوك المرشحين، ويمد الناخبين بشحنة قوية تساعدهم على التزود بالرؤية البعيدة المدى التي تساعدهم على التمييز بين الغث من السمين في صفوف المرشحين وبرامجهم.

في هذا التشخيص، دعوة صريحة، لمن يقتنع به، أن يرى هذا الجانب المضيء من الحراك السياسي الذي نتحدث عنه، ونطالب باستمراره، بعد أن يشذب، وهو ما يطمح المواطن له ويصبو إلى تحقيقه، من بعض العوالق السلبية، التي لا يمكن أن يخلو منها أي مشروع سياسي يولد مثل هذا الحراك، وبمثل هذا الزخم. لذا ربما أصبح من الأجدى للقوى التي تحاول أن تسبح ضد التيار، وتحاول أن تصطاد في الماء العكر، مستفيدة من الهامش الواسع من الحريات الذي أصبح متاحاً لها اليوم، أن تعيد النظر في حساباتها، وتنظر نحو المستقبل، بدلاً من التمسك بأهداب الماضي، وبالمقابل وعلى قدم المساواة على القوى التي تقود مسيرة هذا الحراك نحو الأمام، أن تحارب محاولات جرّها للغرق في أوحال التفاصيل الصغيرة، وتنظر، بدلاً عن ذلك، إلى الصورة في إطارها العريض الشمولي، كي تتمكن من فهم تفاصيلها على نحو أفضل.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2957 - الأحد 10 أكتوبر 2010م الموافق 02 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 8:25 ص

      الروبه قاعد يمزق الملصقات الليلة الماضية

      بعد صلاة العشاء ( كان هناك شخص يدعى بالروبه) أخذ يمزق الملصقات لبعض المترشحين البارحة بطريقة وقحه وهو ذو بشرة سمراء ويلبس تي شرت أحمر وتراكسوت كحلي ... قمة الإنحطاط

    • زائر 11 | 1:52 ص

      بو كابون يعني أبو كوبون

      رشاوى يا عبقري

    • زائر 10 | 12:50 ص

      بوكابون بوكابون ...

      شسالفة هذا (بو كابون) خبرونا خل نفهم .

    • زائر 9 | 11:19 م

      المتتبع أن المقصود بالنقد البناء المستقر ، والتجاوز عن الخلل والإرباكات،

      لأن حاجتنا إلى صياغة مجتمع يتعاطى مع النقد بشيء من العقلانية للاستفادة الحقيقية لما يجري طرحه من قبل النقاد لإصلاح ما اعوجّ من المسيرة، هو أجدى وأجدر للالتفات إليه من الانشغال إما بالتبريرات، أو بسبر أغوار الناقد شخصياً للتأكد من ما إذا كانت له أغراض من أي نوع من خلال نقده.

    • زائر 8 | 11:16 م

      هو أن مؤسساتنا عاشت حيناً من الدهر من عدم طرق النقد جدرانها، والإشاحة عن كل ما يصدره النقاد الآخرون من نقود تمس طبيعة العمل

      فيتعلق بالكثير من النقاد الذين انفتحت عليهم الساحة الصحافية في الأساس، أو الذين انفتحوا على الصحافة والإنترنت، وصار نقدهم تفجيراً لمكنونات ومكبوتات متراكمة ومتقادمة، مبتعدين بذلك جداً عن الكثير من المرتكزات التي يقوم عليها عمل الباحث، والتي من أهمها العدالة والشفافية والصدقية والمهنية في البحث وتجنيب الشخصي والخاص من الأمور لكي لا يأخذ مساره وسطوته في جسم المقال الناقد.

    • زائر 7 | 10:35 م

      «« «« «« شركة بوكابون للسب والشتم .. بوقي وطم طم وشركاؤه »» »» »»

      إنَّ قومي تجمعوا = وبقتلي تحدثوا
      لا أبالي بجمعهمْ = كلٌّ جمعٍ مؤنثُ
      فافهمْ هداكَ اللهُ للرشدْ .. فئة (بوكابون) هم أصحاب المعيز والمريس والفئران.. وهذا بإقرار منهم انفسهم .. قذارتهم بدت بالنيل من أخوان لهم في الدم والعقيدة هؤلاء يرعون كما ترعى الأنعام ليس لديهم أهداف سامية ،، لأن تفكيرهم لا يرتقي عن الأكل والنوم

    • زائر 6 | 10:31 م

      «« «« «« شركة بوكابون للسب والشتم .. بوقي وطم طم وشركاؤه »» »» »»

      تأكيدا لما أقول :/شاهدوا الموضوعات التي تطعن في شخص { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }المنافقون8 ,,هؤلاء ليس لهم سوى دعوى أن الإصلاح كاذب وحاقد .. الخوردود هؤلاء تنضح حقدا على ولا يستطيعون إثبات الأكاذيب المزعومة تجدهم يهربون لصورالحيوانات والحشرات من شده الإفلاس وكل إناء بما فيه ينضح... وكل صاحب غيبه ونميمة يبتلى برائحة نتنه لا تنفع معاه أكل أنواع مزيلات الروائح النتنه لأن سرائرهم معفنة

    • زائر 5 | 10:29 م

      «« «« «« شركة بوكابون للسب والشتم .. بوقي وطم طم وشركاؤه »» »» »»

      المهم معشر السادة الكرام أن أحرجنا هذا البوقي الجديد وقلنا له هات جديدك فبعد أن فكر وقدر ونظر وعبس وبسر جاء يتحدث عن أزمة ... المسيار لأن هذا مستوى تفكيرهم نوم وأكل لذلك تراهم عديمي الإنتاجية أيتها الأبواق الناعقة إن معالجة القضايا لا تكون بهذه السطحية ولا بالتصفير والتطبيل إنما بالطرح القيم فمستواكم الموضوعي واللغوي والحواري تحت الصفر

    • زائر 4 | 10:27 م

      «« «« «« شركة بوكابون للسب والشتم .. بوقي وطم طم وشركاؤه »» »» »»

      طم طم وشركاؤه وشركة ( بوكابون) بوقي واخوانه استقرت على بعض الزواحف السامة عهدي بالزواحف تتحرك ليلا فمابالها هذه الأيام تزحف نهارا وتلسع وتعض ...وتنهش معشر بني بوقي لقد أكدنا مررا أن شركتكم فاشلة كفشل الشركات السابقة إذ ليس لها جديد على الميدان غير السب والشتم والتجسس على العورات

    • زائر 3 | 10:13 م

      فصيلة ( بوكابون) بدأوا بتفعيل أدواتهم القذرة بالنيل من ( التكنوقراط)

      بعد كل هذا.. من تتوقع حظي بالمديح والتبجيل أنه الذئب !!؟ نعم.. وصفنا لإنسان بالذئب.. يعتبر قمة المديح.. خلك ذيب أمعط أرقط بينما وصفه بالكلب تعتبر قمة الإهانة.. بعد كل هذا..هل يمكن أن نثق بأناس من فئة ( بوكابون) ... يفكر بهذه الطريقة ؟!! البعض من الفئة تلك لا يدخل في مواجهه مع الغير فيتم إستغلال فئة ( بوكابون) في الإتيان بالأعمال المشينه التي لا تتماشى مع مبادىء الدين الحنيف من تطاول على الحرمات وإنتهاك الأعراض وإستخدام الألفاظ السوقية

    • زائر 2 | 10:09 م

      فصيلة ( بوكابون) بدأوا بتفعيل أدواتهم القذرة بالنيل من ( التكنوقراط)

      الــــــذئب لم يستأنس أبدا ...و أن حصل وتم تربيته "نادراً".. فلا يؤمن غدره مهما طال الزمن .
      أناني ... انعزالي ... انتهازي جبان.. لا يدخل بمواجهة إلا إذا ضمن الفوز فيها.يقتل الإنسان بواسطة الغدر والدهاء.. خصوصاً إذا كان أعزل أو ضعيف أو منعزل لوحده يقتل قطيع الماشية بالكامل ليأكل واحده فقط حتى لقب العاثي

اقرأ ايضاً