التحق بالرفيق الأعلى يوم أمس الوجيه عبدالله كانو، عن عمر ناهز الـ 83 عاماً، قضاها في خدمة البحرين ومنطقة الخليج.

الوجيه الراحل كان عميد عائلة كانو التي تعتبر من أهم العوائل البحرينية التي ساهمت في نهضة البحرين الحديثة، وقد توسع نفوذ ونشاطات الشركات المنضوية تحت العائلة إلى السعودية والإمارات، وأصبحت واحدة من أثرى العوائل العربية... والناس تعرف عائلة كانو من أعمال الخير المنتشرة في كل مكان.

إن عائلة كانو تعتبر معلماً للإنجازات الوطنية، وهي واحدة من أنجح وأشهر العوائل التجارية في الخليج، إذ ارتبط اسمها بالتجارة قبل عصر النفط، ولمع نجمها أكثر مع الطفرة الاقتصادية في الخليج، وعززت مكانتها من خلال تحالفات استراتيجية مع شركات ووكالات عالمية كبرى.

لقد بدأت قصة النجاح مع الجد الأكبر للعائلة، الحاج يوسف بن أحمد كانو، الذي أسس شركة عائلية صغيرة في البحرين في العام 1890، وهذه شكلت النواة الأولى لمجموعة كبرى من الشركات توصفها المصادر الاقتصادية المتخصصة بأنها «أكثر الشركات العائلية شفافية وموثوقية في المنطقة».

لقد أوصانا الوجيه الراحل في مقابلة مع «الوسط» تنشر لأول مرة اليوم «بالتآخي ونبذ التفرقة والطائفية والعنف» لأن بلادنا عبارة عن «أسرة متحابة على رغم كل التحديات التي تواجهها»، بحسب تعبيره. كما قال ان «جلالة الملك يحب الخير ونحن يجب أن نضع يدنا بيده لتحقيق الكثير من ما هو في مصلحة الوطن، لأنه لا يوجد أي قائد لبلاد لا يود أن يرى مواطنيه في رفاهية وخير بعيداً عن المشكلات والتشنجات».

وقال في المقابلة إنه لمس من جلالة الملك «الكثير من المقترحات والنيات في جعل المواطن البحريني معززاً ومكرماً، لكن علينا أن نتفهم قليلاً الكثير من التحديات التي تواجه الجميع، وأن نساهم جميعاً من دون مشكلات وتوترات».

إن مثل هذا الحديث الذي يجمع القلوب هو ماهو معروف عن هذه العائلة الكريمة التي ساهمت دائماً في رفع شأن البحرين، ونحن نأخذ بوصاياه لأن خير البحرين في وحدة القيادة مع الشعب، وفي تآلف قلوب الناس جميعاً.

ولقد أوصانا الراحل أيضاً بأن نواصل العمل الخيري، وهو لم يوصِ بذلك إلا وكان رائداً مع عائلته في خدمة الناس، ولاسيما في مشروعات تصب في صالح الجميع مثل المراكز الصحية وصالات المناسبات والمساجد، وتبرعاتهم لمختلف الأنشطة الخيرية والتعليمية والثقافية التي يشهد لها الجميع.