شيّعت المنامة عصر أمس (الأحد) جثمان الوجيه عبدالله بن علي كانو الذي غيّبه الموت صباحاً عن عمر يناهز 83 عاماً. وقد ووري جثمانه الثرى بمشاركة جموع من الوزراء والسفراء وكبار المسئولين من السلك الدبلوماسي ورجال الأعمال في البلاد.وأبدى المشيعون حزنهم لفقدان الوجيه كانو، مؤكدين أن البحرين خسرت أحد الشخصيات الاقتصادية وأصحاب الأيادي البيضاء الذي ترك بصماته في الكثير من المشروعات والمساعدات لأبناء الوطن.

و كانت «الوسط» قد أجرت لقاءً في وقت سابق مع الراحل عبدالله كانو (وتنشره «الوسط» لأول مرة)، أوصى فيه بالتآخي ونبذ العنف وبذل الجهود في العمل الخيري المتواصل. وقال إن «جلالة الملك يحب الخير ونحن يجب أن نضع يدنا بيده لتحقيق الكثير من ما هو في مصلحة الوطن، لأنه لا يوجد أي قائد لبلاد لا يود أن يرى مواطنيه في رفاهية وخير بعيداً عن المشكلات والتشنجات».

جموع من الوزراء والسفراء والمسئولين شيّعوا الفقيد لمثواه الأخير أمس

الوجيه عبدالله كانو يلتحق بالرفيق الأعلى بعد مسيرة حافلة بالعطاء

المنامة - صادق الحلواجي

غيب الموت صباح أمس (الأحد) عميد عائلة كانو الوجيه عبدالله بن علي كانو عن عمر يناهز 83 عاماً. ووري جثمانه الثرى عصراً بمقبرة المنامة بمشاركة جموع من الوزراء والسفراء وكبار المسئولين من السلك الدبلوماسي ورجال الأعمال في البلاد.

وأبدى المشيعون أسفهم على فقدان الوجيه كانو، مؤكدين مدى حاجة البلاد للكثير من الرجالات الاقتصادية وأصحاب الأيدي البيضاء في الكثير من المشروعات والمساعدات من أبناء الوطن عامة من دون استثناء.

ومن المقرر أن تستقبل عائلة كانو المعزين في منزل الضيافة الكائن بمنطقة الماحوز خلال يومي الاثنين والثلثاء، وللنساء في منزل الفقيد بمجمع كانو السكني بالمنطقة نفسها.

ويُتوقع أن يكون الوجيه مبارك بن جاسم كانو خليفة للفقيد عبدالله في رئاسة مجموعة شركات يوسف بن أحمد كانو، باعتبار أن الشركة تعتمد منهج الأكبر في السن من العائلة لرئاسة مجلس الإدارة.

وتلقى عبدالله كانو تعليمه في البحرين قبل أن يلتحق بالجامعة الأميركية في بيروت. وساهم في تطوير مجموعة كانو في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وتولى إدارة المجموعة بعد وفاة أخيه أحمد.

وكان المرحوم كانو قد ساهم في إنشاء مركز أحمد بن علي كانو الصحي بالنويدرات، ومركز حمد كانو الصحي بمنطقة الرفاع، ومركز محمد جاسم كانو الصحي بدوار 17 بمنطقة مدينة حمد، إلى جانب مدرسة كانو للتمريض في السلمانية ومركز عبدالرحمن جاسم كانو لغسيل الكلى وهو تحت الإنشاء حالياً. والتابعة من استراتيجية مشاريع العائلة لخدمة المجتمع بكل شرائحه، وكذلك المشاريع السابقة والمستقبلية والتي تشتمل على الفعاليات والأنشطة الدينية والاجتماعية والوطنية ما هي إلا مشاركة من العائلة للمساهمة ولو بالقليل لدفع التواصل والترابط في هذا البلد.

«الغرفة»: الفقيد عبدالله كانو شخصية اقتصادية واجتماعية قلّ نظيرها

المنامة - غرفة تجارة وصناعة البحرين

قال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين عصام عبدالله فخرو إن عميد عائلة كانو رجل الأعمال الوجيه عبدالله علي كانو، كان شخصية اقتصادية واجتماعية قلّ نظيرها. مبدياً أسف الغرفة والأسرة التجارية والصناعية لوفاة الوجيه كانو، الذي انتقل إلى جوار ربه يوم أمس (الأحد).

وقال فخرو: «إن الراحل يعد أحد رجالات البحرين الذين كان لهم دور بارز في قيادة دفة العديد من المؤسسات الاقتصادية والصناعية ليس في مملكة البحرين فحسب بل على مستوى دول الخليج ككل، وكان له دور فاعل في النشاط الخيري والإنساني والاجتماعي».

وأشاد رئيس الغرفة بمواقف عائلة كانو تجاه القيادة في مملكة البحرين، وبمناقب الفقيد الراحل باعتباره رئيس مجموعة كانو، إضافة إلى وعطائه على صعيد العمل التجاري وكذلك على صعيد المجتمع البحريني بما قدمه من إسهامات متعددة على أكثر من صعيد.

وقال: «إن الفقيد كان علامة بارزة في العمل التجاري والاجتماعي والإنساني، وبوفاته فقدت الأسرة التجارية البحرينية أحد أبرز رموزها وروادها، وفقدت البحرين برحيله أحد أبنائها المخلصين»، مشيراً إلى أن المغفور له يعد أحد أعضاء الغرفة الفاعلين والمتفاعلين، حيث كان يحرص على حضور فعاليات الغرفة المختلفة ويعرب عن دعمه ومساندته لكل توجه يخدم الاقتصاد الوطني.

وأوضح أن لعائلة كانو والمغفور له كذلك بصمات واضحة ليس في مسيرة العمل الاقتصادي والتجاري فحسب بل كانت له جهود واضحة على مختلف الأصعدة وخاصة في النواحي الخيرية والإنسانية، من خلال بناء المستشفيات والمراكز الصحية والمساجد ودعم الأنشطة الثقافية والرياضية، كما أن للفقيد أدواراً مشهودة في وضع اللبنات رئيسية لتعزيز الشراكة بين القطاع الخاص والحكومة بما يخدم المصلحة العامة، وكانت له جهود شخصية واسعة في تعزيز علاقات مملكة البحرين الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة، وسعي دؤوب لرفع مستوى هذه العلاقات والاستفادة منها بما يخدم الاقتصاد الوطني ويدعم التوجه الاستثماري للبلاد.

وذكر رئيس الغرفة أن للفقيد الراحل ادواراً وإسهامات جليلة في العمل الإنساني والخيري، فقد كان مثالاً يحتذى في أوساط أصحاب الأعمال والتجارة والاقتصاد من خلال إسهاماته في تبني العديد من القضايا الاجتماعية والأعمال الخيرية، كنموذج فريد ومميز لرجل الأعمال صاحب الوجاهة والمسئولية الاجتماعية إيماناً منه بدور رجل الأعمال وواجبه تجاه مجتمعه ووطنه.

وقال: «إن الفقيد قد عاش حياة حافلة في خدمة البحرين مجتمعاً وشعباً، فكان شخصية وطنية كبيرة في تعامله وفكره وإدارته، استفاد منه الكثيرون وقدم للجميع الكثير من جهده ووقته وماله، وإن عطاءه سيظل محفوراً في ذاكرة الوطن وسيذكره الجميع بالعرفان والتقدير».

واختتم فخرو بأن غرفة تجارة وصناعة البحرين ترفع أصدق مشاعر العزاء والمواساة إلى أسرة كانو وإلى الأسرة التجارية والصناعية البحرينية، داعين المولي العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته.

الظهراني: الفقيد كانو سيظل اسماً رائداً بتاريخ رجالات البحرين

القضيبية - مجلس النواب

أكد رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني أن حياة الشعوب والمجتمعات شخصيات وطنية تبقى خالدة مسطرة اسمها على صفحات التاريخ على مر الأزمان ومملكة البحرين تزخر بالشخصيات الفريدة التي قدمت من أجل وطنها الكثير من الأعمال الاجتماعية والاقتصادية والخيرية والفقيد المرحوم عبدالله بن علي كانو عميد عائلة كانو الكريمة أحد أبرز هذه الشخصيات ويمثل امتداداً للتاريخ المجيد للشخصيات والعائلات التي سجلت بأعمالها أرفع صور العمل والبناء والخير والعطاء، وطوال معرفتي بالفقيد الراحل كان رجل البر والإحسان والوطن والاقتصاد وحريص على توطيد العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الناس في جميع الظروف، وحتى في أوقات مرضه رحمه الله كان يفتح مجلسه ويستقبل الناس فيه ولا يتوانى عن خدمة المحتاجين والتواصل مع الجميع.

وقال الظهراني إن الفقيد المرحوم عبدالله بن علي كانو سيظل اسماً رائداً في تاريخ رجالات مملكة البحرين وله مآثر كريمة وعلاقات أصيلة مع العائلة المالكة الكريمة وجميع الشخصيات والعائلات البحرينية على السواء.

وأشار إلى أن الفقيد لم يتأخر عن العمل الصالح والخير الذي تنوع في المساهمات المجتمعية والمشاريع التنموية من بناء مساجد ومراكز صحية ومكتبات تعليمية ومؤسسات مالية وغيرها من المشاريع المتعددة في مجال العمل الخيري والتنموي.

وأضاف الظهراني: «نكاد نعجز أن نرصد مساهماته وعطاءاته، والحق يقال إن هذا الوطن يقدره حيا أو ميتا, سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، آملاً أن يتم إنشاء مبرة ومشروع وطني حضاري يحمل اسم الفقيد العزيز ويسجل في ميزان حسناته حتى تقوم الساعة».

«الوسط» تنشر لقاءً أجرته مع المرحوم...

كانو: أوصيكم بالتآخي ونبذ العنف... وعاهدوا أنفسكم بفعل الخير دائماً

أوصى المرحوم عميد عائلة كانو عبدالله بن علي كانو، بالتآخي ونبذ التفرقة والطائفية والعنف في بلد وصفه بالأسرة المتحابة على رغم كل التحديات التي تواجهها. وشدد على ضرورة معاهدة النفس على فعل الخير للبعض سواء كنا حكومةً أو شعباً. و كانت «الوسط» قد أجرت لقاءً في وقت سابق مع الراحل عبدالله كانو (وتنشره «الوسط» لأول مرة).

وقال في اللقاء: «إن الكلمة الطيبة وأفعال ومشروعات الخير التي يستفيد منها كل أبناء الشعب من دون استثناء أو تفرقة، هي الطريق الوحيدة لإحلال الأمن والسلام، وخصوصاً أنها الباقية طويلاً».

وذكر المرحوم كانو: «أشكر الله على النعمة التي وهبها عائلة كانو في العمل الخيري، لأنها نعمة تستحق أن يفخر بها الفرد أو الجماعة»، حاثاً التجار وأصحاب الأموال على ضرورة المساهمة في تطوير وتنمية البلاد حتى ولو كان من دون مقابل، وذلك من خلال إنشاء المستشفيات والمساجد وصالات المناسبات والمراكز الصحية وغيرها على سبيل المثال.

وفيما يلي نص اللقاء الذي أجرته «الوسط» مع المرحوم الوجيه عبدالله كانو:

يعرف عنكم أنكم أصحاب أيدٍ بيضاء في الأعمال الخيرية الضخمة، وأيضاً في مساعدة الكثير من أهل البلاد؟، ما هو الدافع الذي جعلكم متميزين ومعروفين حتى على الصعيد الإقليمي في هذا المجال؟

- الحمد لله على هذا، وأنا لا أستطيع أن أشرح وأفصل حجم العناية والأهمية لدينا كعائلة في إنجاز مثل هذه المشروعات، لكن يمكنني أن أختصر بالقول إن الشعب والوطن يستحق أكثر من ذلك، لأنه شعب طيب ومخلص لوطنه على رغم كل التحديات التي يواجهها الجميع.

وعلاوة على ذلك، نحن نفرح كثيراً بأننا نُذكر في الأعمال الخيرية، وأن نعود لمنازلنا وهناك من يدعو لنا ولو لمرة واحدة بالمغفرة ورحمة الوالدين. فهذا سلوك وطبع زرعه في أعماقنا آباؤنا وأجدادنا، وخصوصاً أن الخير الذي أنعم الله به عليها كله من هذه البلاد، ويجب أن نخلص نحن في المقابل ولو بجزء بسيط لها.

سمعنا أن لديكم إدارة مختصة لإنشاء وإدارة المشروعات الخيرية التي تنجزونها؟

- بالفعل، سعيت جاهداً ومنذ حياة والدي علي كانو على تنظيم عملنا الخيري وتطويره حتى لا يكون عشوائياً، وتم تأسيس إدارة مختصة بموازنة وموظفين مختصين لمتابعة المشروعات والأعمال الخيرية.

وماذا لديكم من مشروعات وأعمال خيرية خلال الفترة المقبلة؟

- هناك سلسلة من المشروعات التي تنوي العائلة الشروع فيها خلال الفترة المقبلة لصالح الأعمال الخيرية، وهي تشمل مراكز صحية ومساجد وصالات للمناسبات تخدم كل شعب البحرين.

أنت أشرت قبل قليل إلى وجود مشروعات قد وجه جلالة الملك في لقاءاتكم السابقة معه لإنجازها لصالح المواطنين مباشرة؟ هل تتحدث لنا في ذلك قليلاً؟

- نعم، فجلالة الملك وجه لإنجاز الكثير من المشروعات لصالح أبناء البلاد، وستكون على أرض الواقع قريباً، فهو وجهنا لإنشاء العديد من المراكز الصحية والأعمال الخيرية.

جلالة الملك يحب الخير ونحن يجب أن نضع يدنا بيده لتحقيق الكثير من ما هو في مصلحة الوطن، لأنه لا يوجد أي قائد لبلاد لا يود أن يرى مواطنيه في رفاهية وخير بعيداً عن المشكلات والتشنجات.

أنا جلست مع الملك في الكثير من المحافل العامة والشبه خاصة، والتمست فيه الكثير من المقترحات والنيات في جعل المواطن البحريني معززاً ومكرماً، لكن علينا أن نتفهم قليلاً الكثير من التحديات التي تواجه الجميع، وأن نساهم جميعاً من دون مشكلات وتوترات للوصل للأكثر.

كيف تقرأ وضع البحرين السياسي والاقتصادي عقب خبرتك الطويلة في إدارة العمل الاقتصادية الذي يرتبط كثيراً بالسياسية؟

- يهمنا الهدوء والاستقرار لإنجاز أي عمل جيد يحقق الفائدة للجميع، سواء كان ذلك على صعيد الفرد أو الأسرة أو المجتمع ككل، فالأمور الجيدة والإصلاحات لا تحصل بالصورة الهمجية، لأنها تجعل الجميع ينفر على الثاني تلقائياً.

وأما على الصعيد الاقتصادي، فأنا شخصياً أشجع دخول رأس المال الأجنبي للبلاد من أجل تطور البحرين اقتصادياً واجتماعياً. وبناءً على ما يجري من إصلاحات وتنمية على الأصعدة المختلفة، فإنها تعد فرصة سانحة حالياً لدخول هذه الأموال لأن الباب مفتوح على مصراعيه عليها، في حين أن التوتر الأمني والتشنج سيتسبب في هروب هذه الأموال وصعوبة استرجاعها، وبالتالي يكون الوضع سيئاً على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

وفي هذا الجانب، بماذا تنصح وتحب أن تقول باعتبارك أحد كبار رجالات ووجهاء البلاد؟

- أعول كثيراً على ضرورة نبذ العنف والتجاذبات السياسية والدينية والعرقية التي لا طائل منها في ظل المشروع الإصلاحي الذي وقّع غالبية شعب البحرين عليه.

وإن عملية الإصلاح والتنمية في البلاد تعتبر عملية تراكمية، فالحكومة وعلى رأسها جلالة الملك مستعدة للتعاون لأقصى الحدود وفقاً للكثير من اللقاءات التي تمت معه. وعليه لابد من إعادة صياغة وترتيب الصفوف من أجل تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال الابتعاد عن العنف وعدم الاستقرار الأمني، فهو لن يساعد لتحقيق الطموح المرجو. أن كل الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية في البحرين تبشر بخير، وخصوصاً أنها لم تتأثر كثيراً بالمجريات ذات العلاقة في الدول المجاورة.

رجال أعمال ووجهاء: البحرين فقدت رجلاً يصعب الحصول على مثيل له

المرحوم كانو... الرجل الذي وظف النجاح الاقتصادي في العمل الخيري

الوسط - صادق الحلواجي

جاء خبر وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الوجيه عبدالله بن علي كانو عن عمر ناهز الـ 83 عاماً صباح أمس (الأحد)، كطامة كبرى بالنسبة للعمل الاقتصادي والاجتماعي الخيري في البلاد، فقد كان نعم الرجل الذي وضع العمل الاقتصادي والخيري على طريق واحد، وجعلهما وجهين لعملة واحدة ناجحة حتى في أحنك الظروف.

المرحوم عبدالله كانو ترك وراءه عدة بصمات طورت كثيراً من مجالات العمل الاقتصادي والاجتماعي في المناصب التي كان يشغلها، حتى جعلت من عمل معه فخوراً بكونه تلميذاً في حقل كانو الاقتصادي والخيري والإنساني.

وأكد كانو في العديد من المحافل، أهمية اتباع كبرى العوائل والشركات الاقتصادية ذات الأموال في البلاد، استراتيجية منفصلة للعمل الخيري والتنموي الذي يعود نفعه على الوطن ومواطنيه أجمع من دون استثناء، واستبعاد نظرية الربحية فقط وترك باقي المسئوليات المجتمعية والخيرية على عاتق الدولة لوحدها.

وبدأ منهج واستراتيجية عائلة كانو المنصب في إشراك العمل الاقتصادي والخيري ضمن خطة موحدة واضحة في العديد من برامج واستراتيجيات الشركات والمجموعات التي ترأسها أو كان عضواً فيها. حيث تبنى بنك البحرين الوطني على سبيل المثال العديد من الفعاليات والبرامج والمشروعات الوطنية والخيرية.

وعن حياته العلمية والعملية، فقد أكمل المرحوم كانو تحصيله العلمي في الجامعة الأميركية في بيروت، وترأس حتى وفاته مجلس الإدارة والرئاسة التنفيذية لمجموعة شركات يوسف بن أحمد كانو. كما ترأس مجالس إدارات بعض الشركات خلاف منصبه كرئيس لمجموعة كانو، ومنها: بنك البحرين الوطني، شركة الأصباغ العالمية العربية السعودية المحدودة، شركة كانو لخدمات مراكز الشحن المحدودة، شركة كنج ولكنسون السعودية المحدودة، شركة أكسا للتأمين (السعودية)، شركة بي إس آي انسبكتوريت السعودية المحدودة، شركة الحاويات لخدمات الموانئ المحدودة. ونائب رئيس مجلس إدارة شركة وكالات الملاحة العربية المتحدة السعودية.

كما شغل كانو عضوية مجلس إدارة كل من شركة كيمائيات الفورمالدهايد السعودية المحدودة، وشركة بارويد العربية السعودية المحدودة، وشركة اللجين، والمجموعة السعودية للاستثمار الصناعي.

كما شغل حتى قبل وفاته مناصب أخرى، هي: عضو اللجنة الوطنية لخدمات التأمين (مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية)، عضو اللجنة الوطنية للنقل (مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية)، عضو الجمعية العمومية لغرفة التجارة الدولية (السعودية)، عضو اللجنة الاستشارية (ممثلاً عن الوكلاء الملاحيين) بميناء الملك عبدالعزيز، عضو اللجنة الملاحية بالغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية، عضو جمعية التأمين الدولية (ألاباما) في الولايات المتحدة الأميركية، عضو مجلس الأعمال العربي، رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين الخيرية.

فاروق المؤيد: البحرين تفقد رجلاً يصعب إيجاد بديل له

من جهته، علق رجال الأعمال فاروق المؤيد، مؤكداً أن البحرين فقدت رجلاً يصعب عليها إيجاد بديل له بالبراعة والخبرة نفسهما في العمل الاقتصادي والاجتماعي والخيري. وقال: «إن الخلف في عائلته وأبنائه لأنه غني عن التعريف بفضل مبادراته ويده البيضاء التي لا ينكرها أحد».

وأضاف المؤيد «هو واحد من القيادات الاقتصادية التي حفرت اسمها بحروف من نور في تاريخ الاقتصاد البحريني وهو من الرعيل الأول وجيل المؤسسين الكبار الذين كانت لهم إسهامات بارزة في تاريخ الحركة التجارية في المملكة، مشيراً إلى أن الوجيه ساهم بجهده وفكره في تأسيس مجموعة من الشركات والمؤسسات التي أصبحت لها الريادة والنجاح في المملكة فيما بعد».

وأكد رجل الأعمال المؤيد أن «الوجيه الراحل كان شديد التواصل مع أبناء المجتمع البحريني على جميع مستوياتهم ودرجاتهم ولم يبخل يوماً بجهد أو بمساعدة على أي سائل أو طالب أو حتى من دون أن يطلب منه أحد، وكان دليل ذلك هذا الجمع الغفير من الناس على اختلاف درجاتهم وطبقاتهم الذين احتشدوا لتوديعه بمجرد علمهم بوفاته».

وأما رئيس مجلس الشورى علي الصالح، فقال: «عبدالله كانو كان واحداً من رجالات البلد الذين كانت لهم أيدٍ بيضاء في الكثير من المشروعات علاوة على دوره الاقتصادي، وعائلة كانو كذلك فيما يتعلق بخدمة الوطن، فهم ناس لهم مكانتهم وتواصلهم مع جميع شرائح المجتمع بمختلف فئاته، ونأمل أن يعوض الله عائلة كانو بما فيهم من رجال يقومون بالدور الذي بدأه أسلافهم منذ عقود».

وأضاف الصالح أن «ألم الفاجعة ومشاعر الحزن ليعجز البيان عن أن يخطّها في بضع كلما، ذلك أن مناقب عبدالله بن كانو قد أسكنته قلوبنا وفقده تملّك علينا وجداننا ولا نستطيع إلاّ أن نعبّر عن فيض مشاعر الحب والتقدير له، رحمه الله. فقد كنّا نرى فيه مدى حبّه للناس وتواصله معهم، في أفراحهم وأحزانهم وشتى مناسباتهم، من مختلف الطوائف، صغيرهم وكبيرهم بحيث أصبح هذا التواصل برنامج حياته اليومية وأكسبه احتراماً وتقديراً عند الجميع الذين باتوا لا يستغنون عن نصحه وآرائه السديدة، وكانت خبرته ومكانته في دنيا الناس قد أهلته ليكون محلاً للثقة والمشورة عند الحكام وأصحاب القرار». وتابع «وذلك لما عرفوا عنه مقدار عشقه للوطن الذي أخلص له من أعماقه وأعطاه كل شيء، فكانت النتيجة سجلاً حافلاً من العطاءات والإنجازات لن يفتأ الشارع التجاري يذكرها له بكل الثناء والشكر. فعزاؤنا أن يمضي الرجال وتبقى آثارهم».

واتفق رجل الأعمال تقي الزيرة مع الصالح والمؤيد، قائلاً: «إن عبدالله كانو كان شخصية لها بصماتها في كل نواحي الساحة البحرينية وخصوصاً الاقتصاد البحريني، فضلاً عن دوره في العمل الاجتماعي والخيري الذي تميزت به عائلة كانو. وفقدانه سيخلق فراغاً في الساحة ونأمل أن يشغله أحد أفراد عائلة».

وذكر «كان نعم الرجل المتواضع والإنسان الحنون الخيّر الذي يفيض على كل من حوله بالعطاء، ولا يتأخر عن مساعدة الجميع سواء كانوا أغنياء أو فقراء، وعرف على مدى الزمن وفي كل ربوع البحرين أنه يشارك الجميع أحزانهم وأفراحهم ولو كان ذلك على حساب صحته ووقته، واليوم رد إليه أحباؤه وأبناؤه من جميع البحرين الجميل وودعوه إلى مثواه الأخير محتشدين خلفه بالمئات».