العدد 2957 - الأحد 10 أكتوبر 2010م الموافق 02 ذي القعدة 1431هـ

تنشيط الموظفين لا تسريحهم في أوقات الركود (2 - 2)

بهجت الدرويش وشادي سميرة - بوز أند كومباني 

10 أكتوبر 2010

ولا يكون التحفيز الإيجابي بإشراك الأشخاص على نطاق واسع على مستوى الشركة ككل في مقابل إلزامهم في مراكز عملهم بالقيام بما أمليَ عليهم من الإدارة العليا؛ بل هو يعني تنشيط الموظفين للعمل معكم (الإدارة) على خفض التكاليف، وتشجيع الخطوات الفردية التي يقوم بها الموظفون، ومكافأة أعمال الموظفين في هذا السياق بأكثر من المال وحده».

يُرسي «المحفزون» أسس تماسك القيادة والالتزام على جميع المستويات، ويجرون عملية خفض التكاليف بشكل عادل. يدرك «المحفزون» باهتمام الموظفين اهتماماً عميقاً بالإنصاف، ما يعني جعل عملية خفض التكاليف شفافة، وجيدة التوقيت وفعالة. ويخلق «المحفزون» حالاً عاطفية إيجابية بالإضافة إلى منطق عمل عقلاني. وعلى الأمرين أن يكونا واضحين ومبنيين على أسس سليمة.

ويحتاج المديرون إلى بيانات موضوعية ليتمكنوا من اتخاذ قرارات جوهرية في شأن مجالات خفض التكاليف وطريقة إجرائه. وثمة مقاربات متعددة مطلوبة لإشراك الجميع في هذا الجهد. غالبا ما تعتمد الشركات طريقة واحدة تفرضها مع تجاهل الطبيعة المعقّدة لما يمكن أن يكون وراء زيادة التكاليف. ومن المفيد التذكير هنا بما قاله أحد المديرين: هناك حاجة إلى أكثر من مطرقة واحدة».

وللأوامر مكانها في الجهود الجدية لخفض التكاليف، لكنك تحتاج في الوقت نفسه إلى «القليل من المساعدة من الأصدقاء» خلال القيام بذلك. والواقع أن خفض التكاليف لم يكن يوماً بالأمر السهل، و لكن الشركات تستطيع زيادة فرص نجاحها في القيام بذلك من خلال إشراك موظفيها في العملية بطرق تحقق الالتزام العاطفي بالقرارات وتغيير السلوك.

ويقدم «تكساس كومرس بنك» مثالاً ممتازاً على الخفض الفعال للتكاليف، عندما قام العام 1993 بمبادرة شملت نحو نصف الموظفين التسعة آلاف العاملين في المصرف ورمت إلى التطوير عبر الاستعاضة عن الهدف المالي والتطلّع إلى «إزالة ما يزعج مصرفيينا وزبائننا». وتخطت المبادرة في النهاية الهدف الأساسي لخفض التكاليف المحدد بـ 50 مليون دولار، وحققت توفيراً بلغ ثلاثة أضعاف هذا الرقم تقريباً».

في الختام، تبيّن دراسة «كاتزنباخ»، أن الشركات قد تتمكن من فرض ما تريده لتحقيق هيكلية عمل ذات كلفة أقل، ولكنها إذا حفزت في الوقت نفسه موظفيها بطرق إيجابية تثمر التزاماً عاطفياً وعقلانياً، فإنها ستتخلص من المزيد من التكاليف بسرعة، وستحقق مكاسب أكثر استمرارية أيضاً.

في العام 2009 تحالفت «بوز أند كومباني» مع شركة الاستشارات كاتزنباخ بارتنرز، وأطلقت مركز كاتزنباخ الذي يركز عمله على وضع وتطبيق أفكار تجديدية في حقل ثقافة الشركات والتغيير، انطلاقاً من فلسفة عمل تقوم على التجديد الذي يضع نصب عينيه الزبائن. وتعمل الشركتان المتحالفتان تحت اسم «بوز أند كومباني».

العدد 2957 - الأحد 10 أكتوبر 2010م الموافق 02 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً