في الطريق إلى خيمة مرشح الدائرة الثالثة لمحافظة المحرق إبراهيم شريف كنت أرسم سيناريوهات تتوقع ما سوف أشاهده أو أستمع له. كنت أتوقع أن الأمر لن يعدو عن فعالية انتخابية تسيطر عليها الخطب المؤيدة التي سيتلوها المؤيدون من الجمعيات الأخرى الحليفة، وتتخللها عبارات نارية من عريف الحفل. باختصار لم أكن أطمح لأكثر من وقائع عادية لتدشين خيمة انتخابية، تخلو من المفاجآت ويسودها جو من الرتابة. ولا أفشي سرّاً حين أقول إنه حتى كلمة أسرة القائد الوطني عبدالرحمن النعيمي التي قرأتها ابنته «سلوى» كانت يمكن أن تكون ضمن بنود البرنامج الانتخابي التقليدي، فوجود النعيمي استحقاق وطني علينا أن نحترمه، لولا تلك اللمسة التي أضفتها عليها ابنة النعيمي سلوى حين أعطتها نكهة نضالية مختلفة، استمدتها من كثافة الكلمة، وغنى محتواها، والعاطفة التي طغت على قراءتها، فجاءت حضوراً نضالياً متميزاً للنعيمي، شفاه الله.
المفاجأة الأولى كانت عندما أعلن عريف الحفل عن كلمة تود أن تشارك بها ابنة المحرق الأصيلة نورة الشيراوي، و»نورة» لمن لا يعرفها هي الذاكرة الوطنية الحية المتحركة التي تختزن تراث المحرق، بل ولديها مهارة استحضاره في رشاقة تشد المستمع. وتتحول المحرق في القراءة الشيراوية إلى لوحة تمتزج فيها ألوان الماضي، بمعالم الحاضر. نسجت الشيراوي، عندما كانت تخاطب النعيمي وزوجته مريم، وبنجاح، وشاحاً وطنياً جميلاً رفرف على منصة الخيمة، وفاحت بريحته عطور تاريخ المحرق ونضالات رجالاتها من أمثال النعيمي. وضعت كلمة الشيراوي أول وتد المفاجآت في خيمة إبراهيم الانتخابية.
المفاجأة الثانية جاءت عندما دعيت مريم فخرو كي تلقي كلمة أسرة فقيد الحركة الوطنية البحرينية إبراهيم فخرو، والتي كان أجمل ما فيها قولها: «إن والدي رحمه الله، فضل عدم المتاجرة بقضيته القومية وبنضاله الوطني، وقناعته الأصيلة، بأن التضحية في سبيل الوطن لا تشترى بمال، ولايمكن المساومة عليها، (مضيفة)، بأن أحد شعارات الهيئة وحدة وطنية تتصدى للفساد الذي استشرى ولكل من ينهب ثروات الوطن والشعب... وأن الركيزة الأهم هي وأد الطائفية». فكان ذلك الوتد الثاني الذي كانت الخيمة في أمس الحاجة له.
المفاجأة الثالثة كانت مزيج الاكتفاء بكلمتي مرشحي «وعد» منيرة فخرو وسامي سيادي، وما جاء في كلمة إبراهيم شريف الذي استدعى التاريخ بحديثه عن نضالات الهيئة، وتوقف عند محطات مهمة من تاريخ البحرين السياسي وعززها بأسماء اختارها بعناية فائقة من رموز أحياء وأزقة دائرته الانتخابية، أبهرت الحاضرين في قدرته على رصها بطريقة تفصيلية لكنها غير مضجرة في آن. بعد ذلك تطلع شريف نحو المستقبل عندما سرد نقاط برنامجه الانتخابي. حينها تراجعت المفاجآت، حين غرز شريف الوتد الثالث في تلك الخيمة، وبرز أمامي ما يحاول أن يشيده شريف بوصف كونه مهندساً حرمه صموده الوطني من إتمام دراسته.
فكونه مهندساً، يعرف أن تناسق كل الأجسام الهندسية مصدره ذلك المثلث الذي يكونها، وهكذا يريد شريف أن تكون حملته الانتخابية، فحتى الدائرة أو الاسطوانة، دع عنك الهرم، ليست في أصولها سوى مجموعة لامتناهية من المثلثات. برنامج شريف الانتخابي هو جسم هندسي متناسق يقوم على مثلث ينطلق، باحترام للتاريخ، كما جاء على لسان نورة الشيراوي وأمينة فخرو، ويقف بكل تقدير عند الحاضر، كما أوضحته كلمة سلوى النعيمي، ويتطلع بثقة نحو المستقبل كما جاء في كلمات ممثلي «وعد» وشريف المكثفة.
وكما يبدو يخاطب شريف، مرتكزاً على هذا المثلث الصلب، الفئات التالية:
1. المشككون، ممن لا يكفون عن إلصاق التهم الدارجة في قاموس العمل السياسي اليوم به، فتارة هو «متهور»، وأحياناً أخرى هو «ذيلي»، وأسوأ من ذلك عندما ينعتونه بمهندس «الإرهاب». وقف شريف، حاملاً راية «وعد» كي يقول «نحن أهل سلم وإصلاح... نؤمن بحل الخلافات بالطرق السلمية، ونطالب الجميع شعباً وحكومة (لاحظ الشعب قبل الحكومة) الالتزام بالمنهج الحضاري السلمي... ونعتبر الممتلكات العامة ممتلكاتنا... لانقبل العبث بها من مخرب أو التعدي عليها من فاسد». باختصار يرد شريف على كل التصنيفات، دون أن يفرط في تمسكه بالمبادئ، وأولها هو إصراره وتمسكه بأن يكف الجميع عن الإرهاب، الذي ينبغي أن يحرم على الجميع، فليس من حق من يطالب به أن يمارسه، علناً كانت تلك الممارسة أم بطرق سرية ملتوية.
2. قوى المعارضة بمختلف ألوانها، عندما طالب في النقاط 6 و7 و8 من كلمته، إلى تشييد دعائم «الدولة العادلة التي تقوم على المواطنة المتساوية لا على التمييز والطائفية... الدولة العادلة التي لا تحتاج إلى الألوف من المجنسين، والعدل أساس الحكم كما ينص على ذلك الدستور، والدعوة إلى إصلاح شامل يساهم في تحويل البلاد إلى ديمقراطية ملكية دستورية حقيقية... إصلاح يبدأ بالدستور أبو القوانين إصلاح دستوري يمنح المجلس النيابي المنتخب كامل الصلاحيات التشريعية والرقابية، والقبول بمبدأ التدرج في الإصلاحات ولكنها لا تقبل التسويف». هنا دعوة صريحة لتكثيف جهود الجميع وتضافرها لانتزاع حق بناء دولة دستورية، كما جاءت في مشروع الإصلاح السياسي.
3. المواطن العادي، الذي خلت كلمة شريف، من أية وعود له، بل، وعلى العكس من ذلك تماما، دعاه شريف، وفي ذلك الكثير من الجرأة والتجديد، أن يكون صمام أمان للنواب ويعمل معهم من أجل، ضمان تمسكهم بمبادئهم، لانتزاع المزيد من المكاسب، ولصالح الجميع. جاءت هذه الدعوة واضحة جلية عندما ذكر شريف المواطنين «بأن ورقة الاقتراع التي ستؤشرون عليها هي نتاج قرن من المطالبات والتضحيات، وعشرات من الشهداء، وآلاف من المعتقلين والمنفيين... فلا تفرطوا فيها ولا تفرطوا فيهم». هذه المخاطبة الخالية من أية وعود تميز حملة شريف الانتخابية، ففيها تمسك بالتأسيس لبناء ذهنية مواطنية مشاركة تطيح بتلك الاتكالية، التي تبدأ، بما يشبه الاتفاق المبطن بين المرشح ومنتخبيه، بانطلاقة الحملة الانتخابية، وتنتهي بنجاح ذلك المرشح أو فشله. حملة شريف الانتخابية تقوم على تحميل طرفي العلاقة مسئولية تنفيذ البرنامج الانتخابي، وحماية صاحبه من التراجع.
بقيت كلمة ختامية تؤكد أهمية فهم دور «المثلث الإبراهيمي» ذي الزوايا الثلاث: قراءة التاريخ بشكل للاستفادة منه، والتوقف عند الحاضر للتمسك بما تحقق فيه، والتطلع نحو المستقبل، من أجل بناء أركانه بشكل صحيح، في تقوية حملته الانتخابية. فزوايا ذلك المثلث، التي تبث رسالتها واضحة تقول، إن معارضة تقرأ، أو تدون تاريخها بشكل مشوه لا تستحق لقب المعارضة، كما أنها عندما تقف عند حاضرها بما يتناقض وقراءتها لذلك التاريخ تفقد حقها في أن تقود شعبها، وحين لا تمتلك القدرة على تلمس الطريق الصحيحة نحو ذلك المستقبل تفقد رؤية معالمه الحقيقية، ومن ثم تسلك الطريق الخاطئة، ونحو أهداف مبهمة. هذا ما يكسب «المثلث الإبراهيمي»، أهميته، التي تقوم عليها حملته الانتخابية.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2955 - الجمعة 08 أكتوبر 2010م الموافق 29 شوال 1431هـ
دميمة المديح
الاخ الكريم
ليس هناك خلاف على ان التنوع مهم لاثراء جهود البرلمان القادم وتغيير الحالة غير المرضية التي ميزت البرلمان المنقضية ولايته ولكنك ياصحبي لا تشعر بانك زدت الجيلة في المديح وانت سيد العارفين بان المبالغة في المديح دميمة خاصة وانت احد الاركان المهمة للتيار الذي ينتمي اليه الاستاذ الفاضل ابراهيم شريف
ان ما جرى الاشارة اليه لا ينقص من مكانة استاذنا المحترم واتمنى ان يحقق الفوز بل ادعوا الى مؤازرته ودعمه للفوز
لان البرلمان في حاجة ماسة الى المتخصصين من امثال الاستاذ ابراهيم شريف
بالتوفيق
شريف الذي نعرف
حشة .. مو ابراهيم شريف هذا جيفارا العصر ! مع احترامي يا استاذ الكل يعرف من ابراهيم شريف ويعرف شطحاته والكل يعرف كم تنازل ابراهيم شريف عن تاريخ اسلافه النضالي من اجل تحالف اعرج مع الوفاق ومن ثم تحالف ممسوخ مع حق ثم كيف يطالب الشعب بالالتزام بالنهج السلمي !! واضح ان قصد شريف ان ينسب الحرق والتخريب والارهاب الذي يحث الى عموم الشعب .ان هذا تجديف لا نرضي به لان من يقوم باعمال الحرق والتخريب و ارهاب المسالمين هم ثلة مارقة عن شعب البحرين المسالم . كفاية تلاعب بالالفاظ من تدعون انكم النخبه
حسين
اللة يبارك فيك يا بو شريف وينصرك ويحقق مرادك امين رب العالمين
قال المطبخ السري قال ..
هذي المرة اللي بتفوز الوفاق بعد و بتشوفون لانكم منخدعين في بعض الناس هم دائما ياخدون الناس على قد عقلهم لكن هم يطبخونها عدله حق روحهم
Waad
Waad members try to inlight the nation . Still can remember the words that Mr Sharif said in 2006, "Think Big", i.e. people should think in the big and critical issues and not in the small problems that may waste people's thinking and money without getting in hand any benefits. Mr. Sharif and his colleges are trying to change the way people think and explain what the modern state is, and what are citizens' rights and responsibilities toward their country
صراحة
اذا ارادت الحكومة ان تقوى وترتقي بشعبها
وبرلمانها فلتفسح المجال للغيورين على مصالح
الوطن كل الوطن وليس بعض الوطن ..
What has been missed and I have not found in his seminar for elections
there are many people are Animal lover.
Some they leave all there money after they die for Animals not for there kids.
Everybody deserve to be loved maybe Graig never been loved or had bad experience.
I love Dogs i use to have two but now i don't.
... i have never seen any initiatives to take care of Animals .. I urge and ask for it
.... with my warmest Compliments .
وبقيت كلمة سواء بيننا وبينكم
ما هي الرسالة الداخلية وما هي الأهداف البعيدة المدى