افتتح مؤتمر عاشوراء الخامس أعماله مساء الأربعاء، واختتم مساء أمس (الخميس)، بحضور نخبةٍ من علماء الدين والمثقفين والشخصيات المهتمة بالحراك الديني الاجتماعي.
المجلس الإسلامي العلمائي الذي ينظم المؤتمر، يختار في كل عامٍ محوراً تدور حوله المناقشات، وفي هذا العام اختار عنوان «المؤسسة الحسينيّة... الأهداف، الأدوار، التحديات».
المأتم لم يعد مكاناً يجتمع فيه القوم لاسترجاع صورٍ من مأساةٍ تاريخيةٍ قديمة، بل أصبح في عددٍ من الدول الإسلامية مركزاً اجتماعياً حياً. وفي بلدٍ مثل البحرين، تكتظ الكثير من المناطق بأعدادٍ كبيرةٍ من هذه المؤسسة الدينية، بما فيها العاصمة التي تحتضن أكثر من أربعين مأتماً رجالياً في مساحة كيلومترين مربعين، غير المآتم النسائية التي تفوق مآتم الرجال.
من يدرس تاريخ البحرين، عليه أن يفهم دور هذه المؤسسة ومدى حضورها وتأثيرها في الوجدان العام، وهو دورٌ وتأثيرٌ زاد واتسع في الخمسين عاماً الأخيرة. فالمأتم لم يعد مكاناً خاصاً للندب والعزاء، بل أصبح بيتاً آخر تجتمع فيه القلوب في أفراحها وأتراحها. وخلال العقود الأخيرة تنوعت أدواره بين برامج التعليم الدينية والفقهية والفكرية، وبين الارتباط بقضايا المجتمع وتحمّل بعض أعباء الدعوة من أجل التغيير الاجتماعي.
المأتم الذي عرفناه خلال أربعة عقود، يواجه اليوم تحديات جديدة، أشار إلى بعضها العلامة السيد عبدالله الغريفي في كلمته الافتتاحية، حيث وضع النقاط على الكثير من الحروف. فالرجل لم يكن يريد أن يجامل الواقع بكل أخطائه وسلبياته، ما أدى إلى إقحام الكثير من المزاجات الشعبية في إنتاج الواقع الديني، بعيداً عن الرؤى الشرعية التي توارت في زحمة التبريرات والمجاملات والمداهنات.
الغريفي يعي تماماً تعقيدات الواقع، ويدرك ما يُتهم به الإسلاميون من عدم نقدهم لخطابهم ومؤسساتهم، وضيقهم بالكلمة الناقدة من الآخرين، وكأن ما يصدر عنهم مقدّسٌ يحرم المساس به حسب تعبيره، ولذلك يدعو بصراحة وشجاعة إلى النقد الذاتي دون قلق أو انزعاج.
الغريفي أشار إلى ضرورة توفّر جهاز إشراف وإدارة صالح للمؤسسة الحسينية، وألا تفرض عليها وصايات وضعية تصادر استقلاليتها وتعرقل التزامها بمسئولياتها الشرعية، دون أن يعني ذلك الانفلات والفوضى والممارسات غير المسئولة، مما لا يسمح به دينٌ ولا عقلٌ أو قوانين عادلة، كما أن رفض الهيمنات الوضعية إنّما هو حمايةٌ لمؤسسات الدين من أن تكون محكومةً لرهانات السياسة.
إحدى اللفتات المهمة ضرورة امتلاك رؤية فقهية لإدارة هذه المؤسسات، تجنباً للوقوع في الإشكالات الشرعية. وفي مداخلات الجمهور تردّدت اقتراحات في هذا الجانب، كوجود لجنةٍ فقهيةٍ للإشراف، أو وجود عالم دين ضمن الإدارة، وربما يدفع ذلك نحو تعقيد الوضع بدل حله. فالمأتم في البحرين من أقدم المؤسسات الأهلية القائمة على التنظيم، وإذا كانت قد بدأت بمؤسسات عائلية، فإن الكثير منها انتهى إلى اختيار إدارته عن طريق الانتخابات. مثل هذه المؤسسة لا تحتاج إلى إحكام قبضة رجال الدين، وإنّما إلى وجودهم قريباً منها، لترشيدها وتوجيهها وتجنيبها أية منزلقات. وهو ما يضمن القيام بوظيفتهم الشرعية ويسمح باستمرار المؤسسة في جوٍّ من حرية الحركة واختيار أفضل الكفاءات المتاحة.
المأتم ليس إدارةً فحسب، بل هو منبرٌ ورادودٌ وموكبٌ شعبي وجمهورٌ متلقٍ عريض. مؤسسةٌ دينيةٌ عريقة تواجه اليوم تحدياتٍ أخرى من نوع جديد، وتحتاج من أبنائها وروّادها إلى نقدٍ ذاتي صحيح.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2954 - الخميس 07 أكتوبر 2010م الموافق 28 شوال 1431هـ
النقد الذاتي وغير الذاتي مهم
كل مقالك مهم ولكن تركيزك على محورين مهمين مهم جدا : النقد الذاتي مثل نقد طرح بعض الخطباء غير المتزن ونقد وضع مكبرات الصوت في بعض مآتم القرى أو تعمية المجتمع بدلا من تنويره من قبل الخطيب و الإستخفاف بعقلية المتلقي والحضور سواء من قبل الخطيب أو إدارة المأتم.
أبو جالبووووووووت
المؤتمر للأسف الشديد كان ضعيفا هذه المرة على صعيد المحاور موضع النقاش و على مستوى المحاضرين ، كل الاحترام و التقدير لكل المشاركين و المحاضرين ، فقد كانت الشخصيات مستهلكة و مكررة ، بالخصوص إذا توافق تكرار الشخصية مع تكرار الكلام في آنٍ واحد .
نتمنى من المجلس العلمائي عمل مؤتمر لتفعيل التوصيات السابقة وليس الاقتصار فقط على التنظيرات و النقاشات ، كي لا تكون مثل هذه المؤتمرات محطات لا تمر عليها القطارات .
دعاكم
أبن المصلي
السلام على الحسين وعلى علي أبن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين اللهم أرزقنا شفاعة الحسين يوم الورود وثبت لنا قدم صدق مع الحسين واصحاب الحسين الذين بدلوا مهجهم دون الحسين ع اللهم أحفظ لنا هذه المآتم وهذه المنابر حتى قيام القائم ع لأنها حقيقة منابر نور وهداية وتبصرة للجميع خرجت لنا على مر الأزمان أجيال تلو الأجيال أناس يتحلون بالأيمان المحمدي الأصيل ويمتلكون وعياوبصيرة لما يجري على الساحة الأجتماعية من أمور سياسية واقتصادية وعلمية نافعة
الله يحفظ مآتمنا
نسأل الله تعالى أن يحفظ مآتمنا من كل سوء ومن كل يد تريد أن تعبث بقدسيتها و طهارتها ، كما ادعو الجميع للحفاظ عليها و حمايتها من الضياع على جميع الأصعدة ، عن طريق المشاركة في العمل و الخدمة فيها أو عن طريق المشاركة في إحياءالشعائر و المناسبات الدينية التي تقام فيها ، .....
تحياتي / أبو سيد حسين البلادي
ماذا عن التوصيات ؟؟؟؟
سيدنا ابو عمار : ـــ
.... السلام غليكم اولا ثم صباح الخير ، صباح المنطق ، صباح الحقائق التي دائما ما اراها في عمودك .
وااااه يا ليت يا سيد تشير إلى ضرورة أن يقوم القائمون على المؤتمر (( جزاهم ااااه خيرا )) بضرورة تسجيا التوصيات / الاقتراحات / الافكار التي وصلتهم من الحضور بحيث تناقش على مستوى لجنة على مستوى كبيرجدا و تسجل في سي دي س ،، ومن ثم توزع على كل غدارات مىتم مملكتنا الحبيبة (( عافاكم اااه يا محبين ))
للاسف الشديد]
مدي ارتباط مشايخ الدين بالحسينية سيما هؤلاء الشباب منهم هو ارتباط فقط انه يقراء مجلس العزاء وياخذ ما قد اشترطه على الماتم ويذهب ويغط الى العزاء الاخر وهكذا تواليك وبعضهم يشترط القراءة بهكذا مبلغ والا فلا هذه المصيبة انهم اصبحوا ليسوا وعاضا ولا هم مشاركين فعليا فى المؤسسة حتى انهم دينار مايندون للماتم واذا كان الملا من هذه المنطقة لايقرء فيها بل يجلب لها احد اصدقاءه ليقرء بها وهو يبعثه للمنطقة الاخرى وهكذا دواليك علشان شرط المبلغ المستلم وبعضهم اصبح من ملاك عقارات وبيوت والماتم يتيم باهله
thanks
صباح الخير .. شكرا سيد على المقال الرائع .. حقا المآتم ليس فقط لسرد التاريخ بل هو جامعة ضخمة تخرج رجال ونساء عظماء ولكي نكون من الذين سيحوزون على هذه الشهادة لابد ان نقبل بالنقد