القناة الرياضية البحرينية مرت بمراحل مختلفة منذ إنشائها وإلى اليوم تعاقب فيها على إدارة وزارة الإعلام وزراء مختلفون وفي كل مرة كنا نسمع الكثير من الوعود ولكننا لا نرى شيئا يتحقق على أرض الواقع.

لقد كانت القناة رتيبة تماما في أدائها وفي كل مرة كان الجواب حاضرا بأن السبب قلة الإمكانات مقارنة بدول المنطقة الأخرى، وكذلك غياب الدعم الحقيقي من الإدارة العليا.

لكن الملفت في المرحلة الأخيرة بحق ومنذ أن تولى سعادة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة مسئولية الوزارة كانت التغييرات الاستراتيجية التي أدخلت على عمل القناة التي أصبحت بحق جاذبة للمشاهد المحلي.

فالقناة الرياضية باتت تنقل الأحداث المتعلقة بالرياضة البحرينية سواء للمنتخبات أوالأندية بعد أن كنا في السابق لا نرى حتى مباريات منتخبنا الوطني على شاشتنا، وبات مضمونا إلى حد كبير أن نشاهد فرقنا للفئات العمرية في مشاركاتها الخارجية وأنا نشاهد أيضا المباريات الودية للمنتخبات، وفي الكثير من الأحيان أيضا كان الاستوديو التحليلي حاضرا وفي كل الألعاب.

في السابق كانت هذه الأمور غائبة إلى حد كبير عن شاشتنا الرياضية التي كانت تكتفي بعرض بعض المباريات الأرشيفية في الكثير من الأحيان.

الأمر الجيد أيضا أن القناة بدأت بالاهتمام أيضا بالأحداث العالمية فنراها مؤخرا تنقل بطولة كأس العالم في كرة الطائرة وهي مبادرة أكثر من جيدة، كما أنها تحتضن المدربين الوطنيين للعبة للتعليق والتحليل على هذه المباريات، كما باتت تنقل أيضا الكثير من الأحداث الرياضية العالمية التي كانت غائبة تماما عن قناتنا في السابق.

التغييرات باتت متعددة وملحوظة تماما في القناة الرياضية في الفترة الأخيرة، والأهم أنها أصبحت جامعة للرياضة البحرينية والموقع الذي يمكن من خلاله أن نشاهد المنتخبات والأندية الوطنية في مشاركاتها المحلية والخارجية، فالحرص بات كبيرا على نقل كل الأحداث الممكنة والمحاولة باتت كبيرة أيضا لنقل حتى المباريات التي كان نقلها غير ممكن.

ما يحدث في القناة الرياضية هو تغييرات استراتيجية حقيقية نشاهدها للمرة الأولى، ولم يعد الأمر فقط وعودا في الهواء، وأعتقد أن مرحلة التطوير الأولى التي شهدتها القناة من خلال متابعة ونقل جميع الأحداث الرياضية المهمة في الفترة الأخيرة وتغطيتها لكل المشاركات المحلية والخارجية، يلزمها أيضا مرحلة تطوير ثانية تشمل محتوى البرامج التي يجب أن يفتح فيها المجال بشكل أكبر لآراء مختلفة، ويسمح للجماهير المحلية بالتعبير بحرية بآرائها في أداء منتخباتها وأنديتها وهو ما سينعكس إيجابا أكثر على مستوى المشاهدة والمتابعة من خلال المشاهد المحلي.

في هذه المرة تبدو الصورة مختلفة والتطوير في النقل الخارجي يتطلب أيضا تغييرا في مستوى البرامج المحلية، وتغييرا أيضا في مستوى الكاميرات والآلات التقنية فما زالت جودة القناة الرياضية البحرينية أقل بكثير من بقية القنوات الرياضية وهو ما بات واضحا في عملية نقل المباريات.

التطوير عملية متكاملة، ومتى ما وجدت الإرادة كما حدث في المرحلة الأخيرة فإن الطموح قابل للتحقيق هذه المرة.