العدد 2953 - الأربعاء 06 أكتوبر 2010م الموافق 27 شوال 1431هـ

«مدينة الغرباء»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

اختار عالم الاجتماع أندرو غاردنر عنواناً غريباً لكتابه عن البحرين، والذي صدر قبل أسابيع باللغة الانجليزية، وهو :

CITY OF STRANGERS: Gulf Migration and the Indian Community in Bahrain

وترجمة ذلك إلى العربية «مدينة الغرباء: الهجرة إلى الخليج والجالية الهندية في البحرين»، والصفة أطلقها على عاصمتنا، المنامة، التي وجدها مدينة للغرباء، وهم الأجانب من الآسيويين، ولاسيما الجالية الهندية.

المؤلف تتبع قصص العمال الهنود الذين هاجروا إلى البحرين من أجل تحقيق حلمهم في الحصول على معيشتهم في دول نفطية، وهؤلاء العمال «الضيوف» أصبحوا يشكلون نصف سكان البلاد في ظل نهج اقتصادي ينظم تدفق المهاجرين من جنوب آسيا إلى دول الخليج على أساس تعاقدي يربط كل عامل بمواطن بحريني أو بمؤسسة معينة (نظام الكفيل)، وحتى عندما ألغي النظام من الناحية الرسمية، لم يتأثر النهج الحالي الذي يؤمن بقوانين السوق المطلقة على نهج «نيو - ليبرالي»، وهو نهج يفسح المجال لنشوء مجتمع أجنبي يعتمد عليه اقتصاد البلاد، في وضع لا يخلو من العنف والاستغلال، ويؤدي إلى الانفصال المجتمعي، ليتراكم ويخلق مشكلات مستقبلية.

غاردنر يدرس حالات تتعلق بالعمالة الهندية غير الماهرة التي تشكل جزءاً كبيراً من القوى العاملة الأجنبية في البحرين، كما يدرس وضع الطبقة الهندية الوسطى التي أصبح لها وجود قوي في مختلف الشركات والمؤسسات، كما يدرس علاقة هؤلاء بالمواطنين البحرينيين، وكيف أن الفصل الاجتماعي بين الهنود والبحرينيين خلق عنفاً هيكلياً، كما خلق مجتمعاً هندياً منظماً في النوادي والجمعيات الأجنبية التي تنتشر في البحرين.

التوقعات التي يحملها الكتاب تنظر إلى القضايا من بعدها الاقتصادي أولاً، إذ إن نهج قوانين السوق هو الذي خلق ترتيباً استراتيجياً، له تداعياته السياسية، وهذه بدأت في الظهور في البحرين كونها أقل الدول الخليجية من ناحية الثروة النفطية. ولكن ما يحدث في البحرين سيحدث في باقي الدول الخليجية أيضاً؛ لأن الأسس المعمول بها متشابهة.

كتاب «مدينة الغرباء» يقول لنا إن ظاهرة العمالة المهاجرة التي تشكل أحد معالم «العولمة»، والأسس الاقتصادية «النيو - ليبرالية» المعمول بها حالياً لها آثار استراتيجية أكبر من البعد الاقتصادي، وهي آثار بدأت تلقي بظلالها على السياسة والمجتمع.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2953 - الأربعاء 06 أكتوبر 2010م الموافق 27 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 10:04 ص

      الغرباء نحن

      نحن الغرباء في وطنا ما لينا قيمة ولا اولوية في المسكن والعمل وحتى امام الشرطة لأنهم العسكري والخصم من وطن واحد واحنا الغرباء بينهم

    • زائر 23 | 8:26 ص

      وطن الغرباء

      الوطن للاجنبي والخير للاجنبي و البيوت للاجنبي والصحة للاجنبي و والباقي يعبونهم في قواطي وطرشونهم خارج البلد ويكتبون على العلبة صنع في البحرين

    • زائر 22 | 7:40 ص

      ليش بس الهنود المساكين!!!!

      وفلبينيين والاندونسيين والتايلنديين مايشكلون بعد ظاهره مع انهم شر ولكن الهنود نتعلم منهم الطبخ ونستفيد منهم وهم من ايام الغوص في البحرين ويخدمون اهل الخليج .....الهنود مملوحين!!!!

    • زائر 21 | 5:56 ص

      عنوان مثير يستحق القرأة

      ياترى هالكتاب متوفر في البحرين!!
      لازم الواحد يقراه ويعرف حتى ولو الدكتور ماقصر وعطانا الخلاصه.. بس اتمنى اقراه!!
      لو احد يعرف موجود في أي مكتبه ياريت يفيدنا.. جزاكم الله كل خير

    • زائر 20 | 5:39 ص

      الحاد المر

      وقائع حقيقية 1- هندي حمالي في احدي السوبرماركت من حامل امتعة الي هندي مدير شركة لجلب الايدي العاملة فوق 1000 راس. 2 -هندي ينظف سيارات الي مدير اعمال ....- احدي الهنود اخد سلفة من البنك 7000 والجواز بيده وهرب لدبي والله. طريقة الهنود المدراء لما بحريني يشتغل تحت ايدهم دائم يقولو ما يعرف ولين جابو واحد نفسهم صار سوبر مان.

    • زائر 19 | 5:33 ص

      ؟ ؟ ؟

      وأنت الصادق ياخوي عنوان مسلسل بحريني كله حزن في حزن وصياح ...
      هذا واقع البحرينيين اللي عايشينه ..

    • زائر 16 | 5:05 ص

      «مدينة الغرباء»

      CITY OF STRANGERS: Gulf Migration and the Indian Community in Bahrain

    • زائر 15 | 4:48 ص

      حصاد المر

      السؤال المخيف - هل سياتي يوم ويصبح الهنود أكثر من البحرينين - وهل البحرينين مثلا سيكونو مثلا مواطنين استراليا الاصلين او هنود الحمر في اريكا هههههههههه وهل ستدرس اللغة الهندية في مدارسنا وبعد تسمعون زواج لهنود من البحرينيات وبس الصراحة راس عورني لاز م اهزه نفس الهندي

    • زائر 14 | 4:27 ص

      احسنت أيه الكاتب

      هذا هو الواقع!!

    • زائر 13 | 3:30 ص

      مقال رائع

      اي و الله لو تروح مؤتمر التوست ماستر او احد الاندية كانك في الهند مو البحرين لا و المصيبة ان بعضهم صار لهم في البحرين زيادة على الاربيعن سن و جابو اهلهم و اقربائهم و اصدقائهم و صارت قبيلة كاملة في البحرين

    • زائر 11 | 3:28 ص

      نحتاج الى العمال وليس الموطفيين

      كلامك صحيح واشد على يدك -ولان البحرين بلد نفطي والخيرات موجودة بكثرة مقارنة باالمساحة والشعب قبل التجنيس -فاننا محتاجين الى بعض الايدي العاملة مثل البناء والكراجات ولكن الوطائف امثال البنوك والشركات لس بحاجة اليهم لانهم ياتوا بدون خبرة ولاشهادة ويتعلمون على ايدي البحرينيين المهرة في جميع التخصصات ومعرف من قديم الزمان ان اهل البحرين اصحاب حرف وصناع في جميع الاشغال والعلوم-وايضا لان الخيرات موجودة في البلاد فعلى الموطن ان يرتقي افضل المناصب

    • زائر 9 | 2:29 ص

      دعاء الجدعلاني

      نتمنى من وزير العمل ان يقرأ المقال

    • زائر 8 | 2:27 ص

      مدينة الغرباء بحق- تلسيط الضوء على فئة دون اخرى

      لا أدري هل تطرق هذا الكاتب إلى الفئات المترفة والمنعمة من هؤلاء الإجانب والذين نعيش نحن البحرينيون على فتاة ما يلفظون لا لكفاءة يتمتعون بها وإنما لنفع المتنفذين لتأجير الفلل الفارهة والمجمعات. نحن من نشعر بالغربة في وطننا إذ نراهم مرفهين في احسن الوظائف
      ونحن نعيش على الهوامش
      الهنود منهم الفقراء والبسطاء
      ولا ضير في أن نتقاسم معهم لقمة العيش في ضمن إطر وقوانين ولكن يجب أن يحفظ للمواطن حقه وتكون الأولوية له وحتى في ظل عدم وجودة الكفاءة لوظيفة ما فإن لزوم الأجنبي لتعليم البحريني فقط

    • فيلسوف | 1:45 ص

      مدينة الغرباء

      فعلا واحسنت وما تفضلت به هو عين الصواب . هي فعلا مدينة الغرباء وما ادراك ماهي مدينة الغرباء مدينة تعز الغريب وتذل القريب . مقال جدا ممتاز وروعة

    • زائر 7 | 1:29 ص

      الزائز زقم 2

      لهنود الحين ابحصلون معاشات دبل على البحريني في كل المجالات إحنا لا انرحب بهؤلاء ولا بأولئك البحرين للبحرينين و بس. عشتي يا بحرين

    • زائر 5 | 12:47 ص

      الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن

      يمكن أن نلخص المقالة في كلمة للامام (ع) وكأنه يعيش معنا الآن (الفقر في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن ).اللهم ارحم غربتنا .

    • زائر 4 | 11:58 م

      خوش مقال

      خوش مقال

    • زائر 3 | 11:44 م

      سواد الليل

      اتفق مع عالم الاجتماع فى هذه التسميه ولكن اعتقد اننا نحن الغرباء! والغرباء من جميع اصقاع الارض مواطنون ومن يأتى الى هنا سيتاكد من ذلك!

    • زائر 2 | 11:10 م

      هؤلاء يشاركونا في البناء وغيرهم قي الهدم فبمن نرحب؟؟؟

      هؤلاء تحملوا وشاركونا البناء وما بالك بمن جاءوا للهدم لا غيره فبمن نرحب ؟؟؟؟؟ الاترى بانهم يمتهنون مالا يمتهنه غيرهم ولولاهم ما وضعنا طابوفة على طابوقة فالننظر لغيرهم وما جاءوا به لنا من سلوكيات مشينة وهم أقرب لنا كما يفترض والأسيويون وتحديدا الهنود عرفناهم منذ زمن وقبل ان نعرف غيرهم فلم نسمع بما يشوه سمعة بلدنا الا من غيرهم وكان الاخلاص في العمل دأبهم الا ما ندر وما ثروات تجارنا الا بفضل عملهم وجهدهم وهل ينكر هذا منكر ؟؟؟

    • زائر 1 | 10:30 م

      و كأنه عنوان فيلم؟

      سيدي الفاضل ، للوهلة الأولى يبدو ان هذه النظرة التي يتبناها الكتاب نظرة خيالية، لكنها جدا واقعية ، فالتوجه المستقبلي نحو تأمين حقوق الإنسان يجعل ارتباط الإنسان بالبيئة التي يقطنها أكبر ، بل قد يكفل له حقوق مواطنة، وهذا له تأثير دراماتيكي

اقرأ ايضاً