لم تكن مشاركة المنتخب الوطني لكرة السلة في البطولة الخليجية الأخيرة والتي جاء فيها في المركز الثالث قبل الأخير سيئة إلى الحد الذي يمكن فيه وصفها بهذه الطريقة، بل من الممكن أن توضع هذه المشاركة في خانة المشاركات الإيجابية التي تحسب لمنتخب كرة السلة الغائب دائما عن المنافسة الحقيقية كما في الألعاب الجماعية الثلاث الأخرى، فغالبا ما كان الأحمر حينها الحلقة الأضعف.
غير أن التتويج بالمركز الثالث وسط 4 منتخبات فقط في البطولة، وتأهل منتخبنا إلى المشاركة الآسيوية، لا يجب أن يدخل فينا الغرور، ويخرجنا من الهدف الأسمى الذي يتمناه الجميع وهو الصعود إلى أعلى منصات التتويج، لأن المركز الثالث في بطولة تقام لعدد يصل لـ4 منتخبات يعد كمن جاء في المركز قبل الأخير في أية بطولة تقام لأكثر من هذا العدد، فكانت الأمنيات أن يتأهل المنتخب على أقل التقادير إلى المباراة النهائية، والذي لو تحقق سنشعر من خلاله بتحقيق إنجاز طيب، وخصوصا أننا لم نحقق سوى فوز واحد على الإمارات، إذا ما استثنينا الفوز على السعودية صاحب المركز الرابع.
كل هذا لا يعني أن المنتخب لم يقدم صورة طيبة عن كرة السلة البحرينية، بل على العكس من ذلك، إذ تفاعل الجميع مع الإمكانات البحرينية الطيبة التي عكست قوة المنافسة في الدوري، وقدرتها على تحقيق أكبر من ذلك، فلا مجال لوضع حجة أطوال اللاعبين كذريعة تمنعنا من تحقيق مبتغانا، ولا اعتقد أن كرة السلة تقف فقط على مسألة الطول التي هي الأساس بالطبع، لكن للفنيات والمهارات الفردية والتكتيك الناجح لقائد الأوركسترا، الدور البارز الذي يغير بالتأكيد من مفاهيم كرة السلة، وهذا دور المدير الفني، وهنا لا يجب أن نسعد بتحقيقنا للمركز الثالث في البطولة الخليجية، فتبدأ التهاني تنهال على الاتحاد، بل يجب أن تكون سعادتنا لصورة المنافسة التي غيرت صورة كرة السلة البحرينية في الخارج، وربما لو تحصل المنتخب على فرصة المشاركة في البطولة العربية التي سبقت البطولة الخليجية، لكان للمنتخب تجربة أفضل من معسكره باليونان، على اعتبار أنه سيخوض تجارب رسمية تكون مقياسا حقيقيا لدرجة الاستعداد التي وصل إليها المنتخب للبطولة الخليجية، بدرجة تفوق أكثر مما هي في المعسكر، إذا ما عرفنا أن صاحبي المركزين الأول والثاني قطر والإمارات شاركا فعلا في هذه البطولة وتأهلا معا إلى الدور الثاني، ولعبا ما يفوق أكثر من 7 مباريات رسمية، ساعدهما بالتأكيد على التأهل للمباراة النهائية الخليجية.
نتمنى بالطبع أن يحقق المنتخب السلاوي نتيجة أفضل في مشاركته الآسيوية، التي من المؤكد أنها تتطلب استعدادا أكثر، حتى وإن كنا نعرف أنه لن يكون مقدرنا لنا المنافسة على البطولة لقوة المنتخبات الأخرى، إلا أن المشاركة الفعالة والظهور بصورة حسنة ستكون خير دليل على تطور كرة السلة لدينا، وقوة الدوري المحلي الذي يعد الأفضل محليا وربما خليجيا.
لم يكن غريبا جدا أن تعمد لجنة المسابقات باتحاد اليد إلى تأجيل انطلاقة دوري الشباب إلى أسبوع آخر ربما يؤثر على طبيعية إعداد منتخب الناشئين لبطولة كأس العالم المقبلة بالأرجنتين، والسبب يعود لعدم وجود الصالات التي بإمكانها استيعاب المباريات الست للمسابقة في يوم واحد، وعدم تجاوب الأندية الأعضاء مع الاتحاد في تفريغ صالاتها لذلك.
المتمعن لهذه المشكلة، سيرى أن كل طرف في هذه المشكلة الأزلية، لديه كل الحق في مطالبه، فالاتحاد لديه الحق في مساعدة الأندية له في تسيير مسابقاته في ظل غياب المنشأة الصالحة لذلك، لكن في الوقت ذاته فإن الأندية لها الحق في عدم المساعدة، إذا ما علمنا أن صالة واحدة فقط لديها يتم استخدامها من الظهيرة وحتى المساء لتدريبات فرقها المتنوعة، هذا إذا كان النادي يمتلك لعبة واحدة فقط كباربار أو توبلي، فكيف بمن يمتلك لعبتين أو ثلاث ولديه هذه الصالة فقط للتدريبات.
المشكلة ستبقى أزلية ما دامت المنشآت لدينا لا تكفي في الأساس لتسيير أنشطة أندية بعينها، فما بالنا بمسابقات وأنشطة الاتحاد الذي يحتاج لأكثر من صالة، وباعتقادي فإن المشكلة ستظهر من جديد في حالة عودة المنتخب الأول للتدريب استعدادا لمشاركاته الخارجية، أو حتى بدأ منتخب الناشئين استعداده، وحينها يراد لعب المسابقة الأكبر «دوري الدرجة الأولى».
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2952 - الثلثاء 05 أكتوبر 2010م الموافق 26 شوال 1431هـ
مقال رائع كالعادة
سلمت يداك على المقال الرائع وإلى المزيد انشاء الله