قبل الحديث عن أهالي الجنوبية الطيبين وفعاليتهم الأخيرة التي تعد لوحة وطنية، عبرت عن الحراك الشعبي وعمق العلاقة بين الحاكم والمحكوم. دعونا نعرج على ما مرت به البحرين بعد اتخاذ الإجراءات الأمنية وما بعد الخطاب السامي لجلالة الملك بمناسبة العشر الأواخر من رمضان أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية لأن ذلك المؤشر الأبرز الذي حدا بالشعب البحريني وقواه الأهلية بالوقوف صفاً واحداً خلف الإجراءات والخطاب السامي.

لذلك نقول إن التأييد الشعبي والإقليمي والدولي المستحق، الذي نالته البحرين، ضد الإرهاب، يعبر عن المكانة العالية التي وصلت إليها بعد الانفتاح السياسي والديمقراطي والحقوقي والنقابي بعد تدشين المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، فمن البديهيات في العمل السياسي والشواهد التي لا يمكن إنكارها وتجاهلها مطلقاً تلك التي تعبر عن رأي المواطنين وذلك بالتفافهم حول قائدهم عند اتخاذ القرارات الصعبة التي من شأنها تعزيز الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين، ولكن تتم قراءتها من قبل بعض الساسة بأنها موجهة أو مجيرة.

ففي البحرين وتحديداً منذ اتخذ المحرضون عمليات التخريب والتعطيل منهاجاً، تعاملت السلطة مع هذه الشريحة من منطلق أن يرجع هؤلاء المحرضين إلى صوابهم مع مرور الوقت ويسهموا في عملية البناء والتطوير، إلا أنهم تمادوا وحسبوا أنفسهم فوق القانون. وبعد كشف الأوراق كاملة عن حقيقة هؤلاء، واستطاع المواطن البسيط أن يحكم على مشاريعهم وأهدافهم، وترويجهم للأكاذيب وتجاهل ما وصلت إليه البحرين على الساحة السياسية، ودفاعهم الكاذب عن حقوق المواطن والوطن، لتبرير كل ما قاموا ويقومون به، شهدت البحرين هذه الإجراءات للحد من تلك الأحداث.

والسؤال لماذا الحديث عن احتفالية أهالي الجنوبية؟

مع كل التقدير والاحترام لفعاليات أهالي المحافظات كافة دون استثناء، فإن الحفل الذي قام بتنظيمه الأهالي بإشراف المحافظة الجنوبية، جسد روح التعايش والولاء والمحبة للقائد والوطن، بدءاً بعنوانه مليك واحد, شعب واحد, وطن واحد.

نعم لقد أبرز هذا العنوان روح المواطن البحريني الأصيل وذلك بالالتفاف حول قيادته عند المحن، من خلال العرض المعبر الذي جسد مشاعر أهالي المحافظة الجنوبية خاصة والمواطنين عامة، وإذا كانت هناك لوحة يجب الوقوف عندها بهذا الحفل أو ما سبقه هي تلك المقابلات التي تم عرضها على شاشة العرض، التي زينها المواطنون بجميع أطيافهم ومذاهبهم وبعفويتهم، فهناك المسلم السني والشيعي يجمعهم مكان واحد سواء بالعمل أو بالأماكن العامة، حيث قاموا بالتعبير عن تأييدهم للخطاب السامي لجلالة الملك، هذا بجانب المقيمين الذين أبوا إلا أن يشاركوا بهذا اللوحة الشعبية. ولم لا فجلالته أرسى النهج الراسخ في الحفاظ على كرامة الإنسان ومنحه حقوقه السياسية والحقوقية المرتكزة على نصوص الدستور البحريني وما نص عليه الميثاق الوطني التي تتوافق في مجملها مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها البحرين في هذا المجال.

لقد سجلت المحافظة بإشرافها على هذه الفعالية بأحرف من نور لإبراز مكنونات هؤلاء الأهالي الطيبين من محبة وولاء للعائلة المالكة وللبحرين العربية.

إن هذه المشاعر ليست بغريبة عليهم وهم من عاش على هذه الأرض وترعرع منذ قبل النفط وبعده ولم يزحزح هذا الولاء والمحبة المتغيرات الاقتصادية أو غيرها إيماناً منهم بأن حب وعشق الوطن يسري بعروقهم، كما محبتهم وولاؤهم لولي الأمر من المسلمات التي لا يجب حتى الجدال فيها، إذ إنها تعد جزءاً من عقيدة حب الوطن.

هؤلاء هم أهالي الجنوبية ومنذ الأزل قد عاهدوا ولي الأمر على السمع والطاعة في اليسر والعسر وأن يبقوا أوفياء يأتمرون بأمره بعد الله ويسعوا جاهدين للحفاظ على أرض وطننا العزيز وعلى وحدة شعبنا الكريم تحت راية القيادة الرشيدة وأن يربوا أبناءهم على الولاء والحفاظ على مقدرات الوطن ومحاربة كل من جعل نفسه عدواً لبلاده فناوءها بمحاولة الدس وإثارة الفتنة وزرع الكذب التي لا تصمد أمام الحقيقة ولا تزيدنا إلا تمسكاً وتكاتفاً.

فالشكر موصول للمحافظ الشاب الذي عمل على تذليل كل الصعاب لإنجاح فعالية الأهالي التي عبرت عن صدق مشاعرهم وولائهم للملك القائد حمد بن عيسى آل خليفة، سائلين الله العزيز القدير أن يكون عمل نوابهم وأعضائهم البلديين القادمين على قدر هذه المشاعر.

حفظ الله البحرين العربية من كيد الكائدين تحت راية جلالة الملك المفدى حفظه الله.