يتعاظم دور الإنترنت في عالم السياسة والاجتماع اليوم، ويشهد الواقع الاجتماعي تنامياً متزايداً للإنترنت في الموسم الانتخابي، وعلى رغم اعتقاد بعض المحللين بأن الوصول للناخبين عبر الإنترنت في العالم العربي «لايزال في بداية الطريق»، فإن المؤشرات تقول إن الإنترنت أخذ يلعب دوراً محورياً في الحياة الاجتماعية وخصوصاً في فصول المعركة الانتخابية التي يحمى وطيسها هذه الأيام.
وكالة الأنباء الفرنسية أوردت تصريحاً لأحد مؤسسي مدونة «تيك برزيدنت.كوم» المعنية بالسياسة والإنترنت، ميكا سيفري، بأن استخدام السياسيين للإنترنت، «فتح عصرًا جديدًا للسياسة عبر الإنترنت» وربما هذا ما تؤكده الحقائق على الأرض في البحرين، وخصوصاً لدى المرشحين. فقد شكل الإنترنت فضاء أمثل لتمرير حشد هائل من الرسائل والمعلومات والمواقف لدى القوى السياسية، فثقافة «المنتدى الإلكتروني»، وأخبار «القيل والقال» تكتظ بها الصفحات الإلكترونية.
وفي تصريح للمرشحة للنيابي في رابعة الوسطى منيرة فخرو، أشارت الى أن الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك هي «أدوات المستقبل»، وهي اللغة المفضلة للشباب الذين يمثلون 60 في المئة من الشعب البحريني، فالطبقة التي تمثل الأعمار ما دون الثلاثين هي طبقة واسعة جداً من الشعب ويجب التركيز عليها وإيلاؤها الأهمية التي تستحقها.
وتضيف «نحن عندما نخاطبهم فإننا نخاطب بهم المستقبل، والفيس بوك اليوم يمثل وسيلة مخاطبة عابرة للقارات تتحدى كل الموانع»، وتقول: «أخصص من وقتي كل يوم لتحديث المعلومات على صفحتي الخاصة في الفيس بوك والرد على الأسئلة والاستفسارات، ما أقضيه من وقت ليس بكافٍ، ولكنني أتمنى أن أخصص وقتاً اكثر في المستقبل». ويلاحظ أن فخرو توظف الرسائل النصية sms بشكل كبير في حملتها الانتخابية، لكنها تطمح بتواصلها عبر شبكة الإنترنت الى الوصول الى الشرائح الاجتماعية الأكبر، تقول: «أستهدف الوصول الى المرأة التي تقضي وقتا كبيرا في البيت، أمام شاشة الإنترنت، كما أستهدف الوصول الى طبقة الشباب المتعلم». وترى فخرو أن الإنترنت اصبح اليوم وسيلة مهمة ذات تأثير كبير على الشباب وشرائح المجتمع المختلفة. لكنها تخشى من دخول تأثيرات أخرى ضارة تستهدف التأثير الضار على مخرجات العملية الانتخابية النزيهة كدخول المال السياسي واستفحال ظاهرة شراء الأصوات.
عضو كتلة المنبر الوطني الإسلامي النائب الشيخ محمد خالد يعد أول نائب منبري لديه موقع إلكتروني خاص يتواصل عبره مع أهالي دائرته ويؤكد الشيخ محمد خالد أن من لا يوظيف التنقية الحديثة في التواصل مع الناس يعتبر أمياً لا يستحق أن يكون ممثلاً للشعب، ويملك الشيخ خالد صفحة خاصة على «الفيس بوك» يشترك فيها أكثر من 200 مشرك يتواصل معهم بشكل مستمر.
ويؤكد الشيخ أن الموقع الإلكتروني «أفادني كثيراً في عملي البرلماني وحقق لي تواصلاً مهماً مع شرائح اجتماعية متنوعة قد لا تتمكن من قراءة الصحيفة أو تتواصل معي بشكل مباشر».
أما مرشح الوفاق بثانية الشمالية علي الأسود فيؤكد أن استخدام الشبكات الاجتماعية بات الوسيلة الأنسب في مخاطبة شرائح المجتمع المختلفة، ويؤكد «من تجربتي الحالية استطيع التأكيد أن هناك اهتماما متزايدا وملحوظا جدا باستخدام الفيس بوك والتويتر»، ويقول «شخصياً أقضي ساعتين يومياً في تحديث المعلومات الخاصة بالصفحة وتقديم الردود والاستفسارات التي تردني»، ويقول «في غضون ثلاثة أسابيع من بدء تدشين حملتي الانتخابية وتدشين الصفحة الخاصة بالحملة انضم ما يزيد على 3200 عضو للصفحة». ويرى الأسود أن هناك شريحة لا يستهان بها من الشباب تفضل «الفيس بوك» ورسائل «تويتر» على متابعة الصحف اليومية والشئون السياسية المحضة، وهي بالتالي تفضل الرسائل السريعة والمختصرة.
ولعل جمعية الوفاق الوطني الإسلامية هي أنشط الجمعيات السياسية التي لديها تمثيل نيابي والتي تحاول أن توظف الإنترنت في عملها السياسي، فبالإضافة الى نشرتها التي تطبع منها 20 ألف نسخة كل أسبوع (في شهر محرم يتضاعف العدد الى 40 ألفاً)، هناك كادر إعلامي متخصص يضم نحو 15 صحافيا يقدمون جميع أوجه الإسناد الإعلامي للكتلة النيابية ومكتب مقر الجمعية، كما أن هناك تجديدا يوميا لأخبار موقع الجمعية يطال - في بعض الأحيان - 50 في المئة من الأخبار المنشورة على الموقع، ومما يلاحظه المراقب أن هناك انتشارا واسعا لأخبار الجمعية وأنشطتها من خلال المنتديات الإلكترونية للقرى والمدن والمنتديات العامة.
جمعية الأصالة الإسلامية ربما تكون آخر الجمعيات السياسية التي دشنت موقعها الإلكتروني في 2008، ويتضمن الموقع سلسلة من الخدمات منها الاشتراك في خدمة «بلاكبيري» و «فيس بوك»، ويشير الموقع إلى أن عدد الزوار حتى يوم امس بلغ 17555. أما موقع جمعية المنبر الإسلامي الذي دشن قبل موقع الأصالة بعام في 2007 فإنه يتيح لك الدخول الى صفحة الجمعية على الـ «فيس بوك» أيضاً.
يذكر أن فيس بوك Facebook موقع ويب للتواصل الاجتماعي يمكن الدخول إليه مجاناً وتديره شركة «فيس بوك» محدودة المسئولية كملكية خاصة لها، فالمستخدمون بإمكانهم الانضمام إلى الشبكات التي تنظمها المدينة أو جهة العمل أو المدرسة أو الإقليم، وذلك من أجل الاتصال بالآخرين والتفاعل معهم. كذلك، يمكن للمستخدمين إضافة أصدقاء إلى قائمة أصدقائهم وإرسال الرسائل إليهم، وأيضًا تحديث ملفاتهم الشخصية وتعريف الأصدقاء بأنفسهم.
أما تويتر Twitter فهو موقع شبكات اجتماعية يقدم خدمة تدوين مصغر والذي يسمح لمستخدميه بإرسال تحديثات Tweets عن حالتهم بحد أقصى 140 حرفاً للرسالة الواحدة. وذلك مباشرة عن طريق موقع «تويتر» أو عن طريق إرسال رسالة نصية قصيرة SMS أو برامج المحادثة الفورية أو التطبيقات التي يقدمها المطورون مثل الـ «فيس بوك» و TwitBird و Twitterrific و Twhirl و twitterfox.
العدد 2952 - الثلثاء 05 أكتوبر 2010م الموافق 26 شوال 1431هـ
مثال على ذالك
مثال على ذالك صفحة الدكتور عدنان بو مطيع
ديرتنا نحميها
بالتوفيق لجمعية الوفااق وكافة مرشحيهم