فرضت القناة الرياضية بتلفزيون البحرين مكانة لها عند الرياضي البحريني في الفترة القصيرة الماضية، بعد أن نجحت في نقل البطولات الخليجية التي تقام في دول التعاون، ومباريات بطولة الأندية الآسيوية وبطولة غرب آسيا ومشاركة فريق الرفاع، وأتحفتنا في الوقت الحالي بنقل بطولة كأس العالم للكرة الطائرة... وما يحدث من تطور في هذه القناة هو أمر متوقع بالنسبة لي، بعد ترؤس الشيخ فواز بن محمد هيئة شئون الإعلام.

إلا أن ما يحدث من تطور في القناة لا يعني إطلاقا بأنها نجحت في خلق جمهور عريض لها، لسبب بسيط هو أن ما تنقله القناة البحرينية تبثه - أيضا - قنوات عربية أخرى وبتقنية حديثه عالية، أكثر وضوحا في الصورة واختلافا في الألوان، وخبرات في العنصر البشري. وهي من الأمور التي تجعل قناتنا تحتل المرتبة الثانية. إلا أن ما يجعل المشاهد يتمسك بقناته الرياضية هو وجود الكفاءة الوطنية التي تفرض نفسها في التعليق والتحليل وإدارة استوديو التحليل وتقديم برامج محلية هادفة وقوية، وهي من الأمور التي - للأسف - مازلنا نفتقدها لسبب بسيط جدا، وهو عدم وجود الإعلامي المتدرب والمتخصص في اللعبة، والرؤية الواضحة لبرامج المستقبل والتخطيط الجيد لها، لذلك وجدنا أن المعلومات المقدمة في استوديو كأس العالم للطائرة ضعيفة، وهذا النقد نقله لي الكثير من المهتمين بلعبة الكرة الطائرة العالمية.

فأنا مؤمن -دائما- بقدرات الإنسان البحريني وكفاءته العالية، وقدرته على الفهم والإبداع في فترة زمنية قصيرة، إذا ما أتيحت له الفرصة الكاملة في هذا المجال الاعلامي. إلا أن الموجود حاليا على الساحة، هم اشخاص مجتهدون، لكنهم لم ينالوا التقويم الصحيح، ولم يزجوا في دورات تدريبية، كما أن مشاركة البعض منهم من أجل الحصول على المال وليس حبا في هذا العمل الخلاق، لذلك كنا نفاجأ في المواسم الماضي بأن المعلق على المباريات غير ملم بنظام الدوري أو مراكز الفرق المشاركة. لذلك أقول بأن «فاقد الشيء لا يعطيه» و»صاحب بالين كذاب»!

فهيئة شئون الإعلام بما لديها من إمكانات كبيرة قادرة على صقل وإعداد الإعلامي الرياضي المتخصص، وجامعة البحرين بسمعتها الطيبة، خرجت لنا آلاف المتخصصين في علوم التربية الرياضية، لذلك فإن العنصر البشري الكفء متوافر، وهو الأمر الذي يدفعنا لمطالبة الهيئة بأن تبدأ عهدا جديدا في تقديم برامج رياضية راقية والنقل التلفزيوني المميز، وفتح المجال أمام برامج النقد والتقويم الرياضي، فهي عودتنا -للأسف- على فتح بثها على الهواء مباشرة حين فوز منتخباتنا أو تحقيق نتائج جيدة وتغلق أبوابها، وتغط في نوم عميق حين الخسارة، وهو أمر لا أتمنى أن يتكرر!

وأقول بصدق للقائمين على القناة الرياضية، بأنكم قادرون على جعلها القناة الأولى للمشاهد البحريني، وأحد أهم ركائز تطوير الرياضة البحرينية، ودعمها ماديا ومعنويا وإعلاميا، والمشاركة معها في الوصول إلى العالمية لكونكم شركاء حقيقيين لها... لذلك أتمنى صادقا أن لا يتكرر ما كان يحدث في المواسم الماضية، وبالذات في دوري كرة السلة حينما كان المعلق والمحلل للمباريات يتحدث بلغة عربية ركيكة يخلط ما بين اللغة الأم وما بين اللغات الأخرى، كما كان -المعلق- يزأر مع كل هجمة مثل الأسد وكأننا نعيش في غابة!

أخيرا، أقول بأنني على ثقة تامة بأن القناة الرياضية ستتطور للأفضل في الفترة المقبلة، بفضل دعم واهتمام المسئولين، وستحظى بشعبية كبيرة ولكن لا بد من تلاشي أخطاء الماضي، وسقطات الحاضر، وذلك حتى تصبح قناتنا الأولى للمشاهد الرياضي البحريني.