العدد 2951 - الإثنين 04 أكتوبر 2010م الموافق 25 شوال 1431هـ

أدوات البرلمان في صنع الثروات

عباس المغني abbas.almughanni [at] alwasatnews.com

ما هي أدوات البرلمان والمجالس البلدية في صنع الثروات والملايين من الدنانير؟ هل يحتاج الوضع الاقتصادي إلى كفاءات اقتصادية لدخول البرلمان؟ وإلى أين تسير البحرين خلال السنوات المقبلة؟

البرلمان هو جهة تشريعية ورقابية، والتشريعات والقوانين أداة لصنع الثروات الوطنية وتحقق الرفاهية الاقتصادية للبلاد.

كيف تكون القوانين أداة لصنع الثروات؟

أبسط مثال، عندما تكون هناك أرض سكنية سعرها 40 ألف دينار، وتم تحويل تصنيفها إلى «تجاري» فإن سعرها سيرتفع إلى 70 ألف دينار، وإذا تم تغيير تصنيفها إلى استثماري تجاري 10 طوابق فإن سعرها سيرتفع إلى 250 ألف دينار.

الأرض واحدة، لكن الذي تغير التصنيف، مجرد قرار في البلدية (حبر على ورق).

هذا على مستوى قرارات البلدية، لكن على مستوى البرلمان فإن الأدوات أكثر قوة وخطورة في صنع الثروات.

لو أن البرلمان أصدر تشريعاً بمنع استخدام الأكياس البلاستيكية للحفاظ على البيئة، وفرض استخدام أكياس معينة في جميع الدكاكين والمجمعات التجارية، وهذه الأكياس لا توجد إلا عند تاجر واحد، فإن هذا التاجر سيتحول إلى مليونير في خلال أسابيع معدودة.

هل سأل المواطن نفسه، لماذا شركات اتصالات الهاتف المحمول تجني أرباحاً ضخمة تقدر بعشرات الملايين من الدنانير سنوياً؟ الجواب البنية التشريعية والقوانين التي تحكم عملية الاستثمار في قطاع الاتصالات.

من خلال تشريع يمكن أن تجني شركة «جحا للاتصالات» (على سبيل المثال) مئات الملايين من الدنانير، ومن خلال قانون تخسر شركة «بهلول للاتصالات» عشرات الملايين من الدنانير.

الشخص الذي يتحكم بعملية صنع القرار وإصدار التشريعات والقوانين، بإمكانه صنع الثروات الخيالية في فترة قصيرة، مجرد تشريعات (حبر على ورق).

ولهذا البرلمان له دور كبير على المستوى الاقتصادي ورفاهية الوطن، ومن هنا تظهر أهمية اختيار الكفاءات التي يمكن أن تؤثر على صنع القرارات الاقتصادية.

البحرين ليست بحاجة إلى قوانين وتشريعات اقتصادية تخدم فئة الكبار فقط ولا تخدم كل المواطنين، البحرين بحاجة إلى لاعبين يمكنهم التأثير على مصدر القرار لإصدار قوانين يستفيد منها كل المواطنين، من خلال توفير بيئة صحية يمكن لكل مواطن من خلالها تكوين الثروات وتحقيق الرفاهية لأسرته.

ومع احترامي للمرشحين، سواءً من كانوا في العام 2002 أو2006 أو2010، لا يمتلكون برامج واضحة تعود بالنفع على المواطنين على المستوى الاقتصادي.

وأول اختبار على المستوى الاقتصادي للمرشحين الفائزين في الانتخابات، هو هيكلية ميزانية الدولة، وتوزيع عمليات الإنفاق الحكومي، بالكيفية التي تخدم المواطنين والاقتصاد الوطني.

وحسب التوقعات، فإن أول خيبة أمل للمواطنين هو إلغاء علاوة الغلاء البالغة 50 ديناراً لكل أسرة، سيتم إلغاؤها في العام 2011 من الميزانية العامة للدولة.

والخوف أن يتحول البرلمان إلى أداة لإصدار قوانين وتشريعات تفرض المزيد من الرسوم والضرائب على المواطنين بحجة العجز في الميزانية والدين العام الحكومي والأوضاع الاقتصادية.

ميزانية الدولة تعتمد بشكل كبير على أسعار النفط في الأسواق العالمية، والأوضاع العالمية تسير من سيئ إلى أسوأ، ما ينبئ بأن أسعار النفط ستنخفض لتتراوح بين 60 و70 دولاراً للبرميل في العام 2011.

بينما البحرين تحتاج إلى سعر يبلغ 90 دولاراً للبرميل، للموازنة بين المصروفات والإيرادات، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً، يجعل المملكة بين خيارين، أما التقشف وهو أمر يترتب عليه، تقليل المصروفات عبر تقليص الإنتاج، وتسريح الموظفين، وإلغاء الكثير من العلاوات، وتخفيض الرواتب وغيرها من الأمور.

والخيار الثاني، الاستدانة والمزيد من القروض، لتغطية العجز في الميزانية، وهذا يثقل كاهل الدولة ويسير بها نحو طريق مظلم، والمضي فيه قد يؤدي إلى انفجار أزمة ديون سيادية خطيرة.

حسب توقعاتي الشخصية، سيتم إصدار تشريعات وقوانين لفرض رسوم وضرائب على المواطنين وذلك لتغطية العجز في الميزانية وسد الدين العام للحكومة والذي بلغ ملياري دينار (5.3 مليارات دولار).

ما هي هذه الرسوم؟

وكيف ستفرض على المواطنين؟

ومتى ستفرض؟

لا أحد يستطيع الجزم بها، لكن الأعوام بين 2013 و2015 هي التي ستكون الفيصل في الإجابة على هذه الأسئلة بشكل صحيح وتفصيلي.

إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"

العدد 2951 - الإثنين 04 أكتوبر 2010م الموافق 25 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 9:21 ص

      ؟ ؟ ؟ ؟

      أين الميزانية للدولة منذ 40 سنة ماضية ؟؟؟؟؟؟؟؟
      إن وجدت هذه الميزانية فلن يكون هناك عجز أبداً !!
      لان ثروات البلد ليست ببسيطة ابداً منذ 40 سنة الى الآن !!!!
      فلايمكن تحميل المواطن عبئاً إضافياً وهو مظلوم ومحروم من حقوقة منذ 40 سنة ماضية !!!
      يكفي هذا التضييق على الفقراء ( المواطنين ) ...

    • زائر 5 | 6:03 ص

      ربما الواقع يختلف

      انما مقاك يبني علي معلومات من مصدر الكل يشك في مصداقيته

    • زائر 4 | 1:49 ص

      اخي العزيز عباس

      مقال رائع, فقط نسيت اهم شغله شرعها نواب 2006 وهي 1 % التى وعدنا بانها تكون لمده محدوده والواضح هي باتت ابديه من اكتافنا !!! هذا جزء بسيط من تحقيق الثروات على حساب الفقراء ,,, ونمادج كثيره تغنيك عن جحا وبهلول
      ,,, وشكرا لك

    • زائر 3 | 1:17 ص

      كم العجز سيكون في 2010

      البحرين تحتاج إلى سعر يبلغ 90 دولاراً للبرميل، للموازنة بين المصروفات والإيرادات.
      الآن الاسعار تتراوح 70 و80 دولا.
      قد يكون عجزاً ضخما في 2010

    • زائر 2 | 12:42 ص

      بحرانى وافتخر

      شكرا على المقال ولكنك تجاهلت بان الميزانية معدة على اساس ان سعر البترول لايتجاوز العشرين دولار اي انه يوجد فائض اصلا وليس العجز فمن حقنا كمواطنين التساؤل اين الفرق
      وشكرا

    • زائر 1 | 10:53 م

      وهل بعد ما يدفعه المواطن من ضرائب ؟؟؟؟

      الا ترى بان المواطن يدفع بطرق غير مباشرة من الضرائب ما يزيد ويفوق ما يدفعه دافع الضرائب في بعض الدول المعتمدة الضرائب نظاما وموردا لميزانياتها والفرق بين الاثنين شعور المواطن بالاطمئنان على مستقبله ومستقبل أولاده وهنا المستقبل مجهول بل ينذر بالخطر وهاهي الانذارات المرسلة بين الحين والاخر بخطر افلاس الهيئتين صندوق التقاعد والتأمينات والمواطن في قلق دائم وديون الدولة التي لاشك انها سيتحملها المواطن ، وهي اوجه الصرف المبالغ فيها ولعل قرار وتوجيه تقنين سفرات المسؤولين احد ابواب الهدر والاسراب ....

اقرأ ايضاً