في عالم يغلب عليه الطابع الحضري بشكل متزايد، يتيح اليوم العالمي للموئل فرصة سنوية للتفكير في سبل تحويل بلداتنا ومدننا إلى أماكن أفضل للجميع. وتحت شعار «مدينة أفضل من أجل حياة أفضل»، يسلط احتفال هذا العام الضوء على الإجراءات والسياسات التي يمكن أن تساهم في تحسين رفاه بليون شخص يعيشون في الأحياء السكنية العشوائية وغيرها من المساكن غير اللائقة في جميع أنحاء العالم.

ويعيش معظم فقراء المناطق الحضرية في البلدان النامية مسلوبي الإرادة والحقوق، وهم لم يتجاوزوا بعد سن الخامسة والعشرين، حيث تنتظرهم في أغلب الأحيان حياة مجردة من الحقوق الأساسية والأمل في الحصول على التعليم أو العمل اللائق. وفي ظل نقص الإمدادات الكافية من المياه العذبة والكهرباء ومرافق الصرف الصحي أو الرعاية الصحية، فإنهم يعانون شتى أنواع الحرمان التي كثيرا ما تشكل الوقود الذي يذكي نيران الاضطرابات الاجتماعية. ونظرا لما يتعرضون له من الاستغلال وأوجه الفساد، فإنهم يحتاجون ويستحقون مدنا أفضل وحياة أفضل.

وليست تحديات الفقر في المناطق الحضرية - من التلوث إلى ثقافة العصابات الإجرامية - بالتحديات التي يستعصي التغلب عليها. وهناك مدن عديدة تمكنت من إيجاد حلول ناجحة. فالمدن الذكية تعترف بأهمية الحكم الرشيد، وضرورة إتاحة الخدمات الحضرية الأساسية للجميع، وتوفير شوارع وأماكن عامة يشعر فيها النساء والأطفال بالأمان. وتدرك أيضا أن إيجاد مدن أفضل يمكن أن يساعد في التخفيف من آثار التحديات العالمية، مثل تغير المناخ، من خلال تشجيع حفظ الطاقة والاستدامة البيئية.

إن إيجاد مدن أفضل يتطلب تضافر جهود الحكومات الوطنية والمحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، تدعمها منظومة الأمم المتحدة بقصارى جهودها.

وبمناسبة اليوم العالمي للموئل، دعونا نتعهد بضم صفوفنا لتوفير مدن أفضل من أجل مستقبل أفضل للجميع.