العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ

تفعيل «الأغلبية الصامتة»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كثيراً ما نسمع في هذا البلد أو ذاك عن «أغلبية صامتة»، وهذا التعبير يعني أن المتحدثين السياسيين ومتخذي القرارات يمثلون جزءاً من الرأي العام، بينما الأكثرية التي قد لا توافق على هذا الطرح أو ذاك لا تستطيع أن تعبر عن رأيها، وذلك لأن من استحوذ على وسائل التعبير عن الرأي أصبح أسيراً لمجموعات نافذة في الدولة أو المجتمع.

على الجانب النظري، فإنه ينبغي للحكومات وغيرهم من صناع القرار الأخذ بعين الاعتبار مسارات الرأي العام في تحديد السياسات التي تعود إما بالنفع أو الضرر على عامة الناس. ونحن نرى أن كثيراً مما يطرح من قبل جهات رسمية أو معارضة لا يعبر عن رأي الجمهور الأوسع، بل إن رأي الأغلبية غير مسموع حتى لو قررت هذه الأغلبية الصامتة التخلي عن صمتها.

ويقال إن أول من استخدم مصطلح «الأغلبية الصامتة» كان الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، وكان هو نفسه استخدمها لتبرير الحرب الأميركية على فيتنام، وذلك للرد على المظاهرات الصاخبة التي طالبت الإدارة الأميركية بوقف الحرب آنذاك. وهذا يوضح الخلط المعقد في استخدامات هذا التعبير، إذ إن الجميع يدّعي بأن الأغلبية الصامتة تقف معه ويتهم أقليات تحترف الصراخ السياسي بأنها تصادر الموقف من الجميع.

هناك أيضاً موضوع آخر، وهو أن الأكثرية قد لا تودّ التورط في قضايا حرجة، وبالتالي تستسلم للرأي الذي يتم ترديده بشكل مكثف. الأسوأ من ذلك هو إخضاع الأكثرية من كل فئات المجتمع عبر الترعيب والترهيب، وفي هذه الحال فإن الأغلبية تصمت ليس لأنها لا تعرف ماذا تريد وإنما لأنها تخشى ما سيحلّ عليها من نقمة فيما لو عبّرت عن رأيها.

تفعيل الأغلبية الصامتة يمكن إنجازه عبر تنشيط المجتمع المدني (وليس مصادرته) وعبر الالتزام بالقانون (بأن يطبق القانون على الجميع من دون استثناء) واحترام مؤسسات الدولة، واعتبار الحريات العامة والحقوق الأساسية خطوطاً حمراء لا يجوز لأي جهة، رسمية أو غير رسمية، التعدي عليها، وبالتالي نفسح المجال للصمت أن ينكسر بنحو إيجابي يخدم العمل الوطني السلمي لتعزيز مسيرة الديمقراطية والبناء والتنمية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 4:53 م

      قصدي من المثل

      اوردت مثل حكيم لاحد كبار السن قاله لي ذات مرة وذكرته لتوافقه في الجوهر مع ما تفضلت بمعالجته في مقالك واقصد من ذكر ذلك للدلالة على ان تفعيل الاغلبية الصامته يحتاج الى حصافة القول والفعل ومراعاة متطلبات اللعبة الديمقراطية وطرح ما هو واقعي وتسديد الراي الذي يجعل متخذ القرار ان يعمل على تفعيل متطلباته دون ان ينظر الى قناعاته الموازية لذلك المطلب ذلك هو فن الممكن وعقلانية كيف ينبغي ان يدرك الجميع منهجية العمل السياسي الرشيد.
      اذا لم ترضى بما ورد في طرح سابق اتمنى ان يجد الراي طريقه الى النور

    • زائر 39 | 4:02 م

      تذكير

      كيف تريد ان تفعل الاغلبية الصامتة و انت لا تفعل صوتي مع اني في صفك و لست ضدك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

    • زائر 38 | 3:41 م

      حكمة مسن

      ذات مرة قال لي احد كبار السن جملة تنطوي تحتها معنا حكيما اراد ان يوعضني من خلاله حيث قال ياولدي اعلم بان( من نازل السلطان في داره لا نجاه الله من هيبته كمن لاعب الثعبان في غاره لا نجاه الله من لدغته) وسألته وما حكمة ذلك القول فقال لي على من يريد ان يريد ان ينازل الثعبان ان يعرف كيف يصطاده والبقية عليك ، وفي حقيقة الامر يمكن للفرد ان لا يكون صامتا ولكن عليه ان يؤسس قوله وفعله وان يكون حصيفا وعاقلا في ما يريد ان يسسده من قول كما انت فاعله في مقالاتك يا دكتورنا الحترم.

    • زائر 36 | 10:26 ص

      كلك حكم ..أمن ناصر ينصرنا

      مقال ملىء بالحكم والوسطية والعقلانية ياريت يكون هناك من الصحافيين واللذين تقع عليهم المسئولية أن يحذو حذوك ويعملوا بضمير.

    • زائر 31 | 7:26 ص

      القلم الصااادق

      الله لا يغيب عنا هذا القلم و هذه الروح الكبيره اللي تملكها يا دكتور ..

    • زائر 29 | 5:28 ص

      يعطيك العافية دكتور ..

      الاغلبية الصامتة !!!
      من هم ؟؟؟
      هل هم من يتبعون المصالح ؟؟
      هل هم من يخافون على مصالحهم ؟؟
      هل هم من يريدون الصمت للمصالح ؟؟
      أم هم كل ماذكر ينطبق عليهم .!.!.

    • زائر 28 | 5:13 ص

      دكتور انت كما انت

      شكرا يا دكتور كلامك عين العقل وكلامك هو من يخاف على مصلحة هذا البلد فالف شكر لك
      نغزة
      امس شاركت بمقال الدكتور وقلت له لا تغيب كثيرا فنحن نشتاق لمقالاتك وليس نحن فقط بل هناك معتوه يسهر من الليل للساعات الاولى من الصباح ليحلل مقالك ويرد عليك وفعلا رد على مقالك لان اللي على راسة بطحة يتحسسها فلاهم له سوى الوسط والدكتور وكان البلد خلت من المشاكل

    • زائر 26 | 4:25 ص

      تفعيل «الأغلبية الصامتة»

      لتفعيل الاغلبيه الصامته على كل فرد يعتقد انه من هذه الفئه ان يفكر ليبدع في طرق مختلفه لتوصيل صوته و الله سيحانه و تعالى اعطا الانسان العقل ليفكر و سوف لن يعدم الحل.

    • زائر 24 | 4:19 ص

      دكتور الجمري

      كثير من يسمون انفسهم بكتاب يعرفون مواطن الخلل ولكنهم ..........لهم قلوب لا.............الخ . ولكن الفرق سيدي بينك وبينهم هو انك مؤمن بان هناك مشكله وتشخص صح وتضع حلولا اعبر عنها بانها حلولا ملائكيه. دمت سالما ياابن الكرام.

    • زائر 23 | 4:12 ص

      «الأغلبية الصامتة» قد تكون شيطان اخرس ايظا

      أنا ارى إن لتفعيل الاغلبيه و جعل لها دور في بناء الوطن و المجتمع عليها اولا و قبل كل شي الثفه بنفسها و إنها صاحبت الحق قبل غيرها و ثم عليها ان تضع لها اهداف واضحه تعمل من اجلها مهما كلفها من ضيق و تعب اما إذا سكتت عن حقها و خافت من المطالبه به فلا تلوم احد انما فقط و فقط و فقط تلوم نفسها و الساكت عن الحق شيطان اخرس

    • زائر 21 | 3:10 ص

      فإن الأغلبية تصمت ليس لأنها لا تعرف ماذا تريد وإنما لأنها تخشى ما سيحلّ عليها من نقمة فيما لو عبّرت عن رأيها.

    • زائر 18 | 2:40 ص

      الانسان هو اساس بناء المجتمع

      والمجتمع هو اساس بناء الحضارة والتطور.
      ..
      فإذا صلح الانسان صلح المجتمع وصلح معه البناء والتطور.
      ..
      للاسف الانسان عندنا لا قيمة له، يهمش ويضطهد ويقمع.
      ..
      بل يهان، حيث تفرض عليه من الامور التي لا يقبلها عقله وهو لا يستطيع الافصاح بذلك.
      ..
      لذلك الانسان عندنا من أعلى مثقف ومؤهل الى ادناه: مريض مصاب بانفصام في شخصيته، يعيش حالة من التناقضات والازمات النفسية.
      ..
      فالغالبية الصامته عندنا تختلف عن الغرب. فعندنا ناتجة عن الخوف الرعب والتركيع والمرض.

    • زائر 17 | 2:17 ص

      أنت أنت

      لا فض فوك. يبدو لي بأن آرائك تمثل رآي الأعلبية الصامتة، فسر على بركة الله

    • زائر 16 | 1:57 ص

      ابا جميل انت جميل ولك الجيل

      رحم الله من يقراء سورة الفاتحة الى سماحة الشيخ الجمري

    • زائر 15 | 1:06 ص

      اهنيك يا دكتور

      اهنيء الوسط أولا لأنها البيت الجامع للكتاب والقراء ، واهنيك يا دكتور على المواقف المشرفة التي يسعد بها المخلصين ، والتي تكون حسرة في قلوب المرجفين ، رسائل تصل وبدقة للصديق ولن أقول للعدوا فليس هناك أعداء ولكن نقول للخصوم الذي ما برحوا يتابعون وبدقة أكثر من الاصدقاء ما تكتب وكما قال أحد المعلقين ، يسهرون الليل منتظرين ماذا ستخط أناملك ليردوا على الصدق بالكذب وعلى الصح بالفبركة وزيادة على ذلك يضعون النفس الحاقد ، ولكن أين قامة الكتاب أمثالكم واين ( الكويتبة ) وكويتب التمبة .

    • زائر 14 | 12:49 ص

      الناس لا تنقلب على مصالحها

      أن الأمن في الممارسة السياسية هو الذي يمكن أن يجعل الجميع يتكلم دفاعا عن مصالح المجموع وحتى عن مصالح الأفراد، فإذا انتفى الأمن في الممارسة السياسية وأصبحت القوانين والدساتير ضيقة على مقاس الحريات والسلوك السياسي، ستجد الكثيرين يصمتون اعتراضا، والبعض يمارس الاحتجاج على طريقته اعتراضا!!
      ودون الحد الأدنى من الأمن السياسي والقانوني والدستوري في الممارسات لن تجد المشاركة السياسية العفوية في صناعة القرار وسيتكرس مبدأ الأغلبية الصامتة فالناس لا تخطأ مصالحها ولا تنقلب عليها

    • زائر 13 | 12:33 ص

      شكرا

      دو منصور ابن الاب العزيز
      لتعلم ان شعب البحرين واعى دمقراطيا وسياسيا ولكن لايوجد مجال للتعبير والعاقل يفهم

    • زائر 12 | 12:10 ص

      هناك اوادم من غير اخلاق وادب وسلوكهم سلوك اولاد شوارع

      ما ان تبدي رأيا حتي يكمون افواه الاخرين وكانهم هم فقط الواعين والفاهمين ويقول لك (جاب انت لا تتكلم) فشنو عليه الافضل لي وغيري الكف عن مجالسة وملاسنة مع هؤلاء الفطاحل لاننا فى زمن كل من يصرخ انا المنقذ وانا البطل وان المدافع عن حقوقكم فتبعوني نحن فى زمن الابتعاد عن الناس خير الامرين ومجالستهم هو اكبر الاشرين

    • زائر 11 | 11:45 م

      هناك اغلبية صامتة و مصمته

      هناك من رأت ان لا تتحدث بارادتها لان الحديث وسط الضجيج لا معنى له و هناك من اختير لها ان تصمت و ان لا تنطق الا ما اريد لها ان تنطق به و هناك ص صمتت لانها رأت ان ثمن الكلام يفوق قدرتها و هناك نصف صامتين و هم اصحاب الاقلام الوطنية الحقيقية التي تخاف على الوطن كل الوطن .

    • زائر 10 | 11:44 م

      الاكثريه الصامته

      الاكثريه الصامته إذا كانت اكثريه فعلا مثل الي عندنا في البحرين هي من وضعت نفسها في هذه البوتقه الضيقه عبر تفرقها و عدم وحدة هدفها و من ثم ترمي مشاكلها على الاخرين.على هذه الاكثريه حتى على مستوى الفرد ان تتوحد و تكون لها اهداف واضحه لتستطيع ان تطالب بها و بقوه

    • زائر 8 | 11:17 م

      بهلول

      الأغلبية الصامتة هي الأغلبيية الجبانة الخائفة المترددة ،
      إن كان لك رأي فاجهر به بأدب ولباقة و اصدح و لا تخف في الحق لومة لائم ، و الأغلبية من هذا النوع لن يغير الله ما بها حتى يغيروا ما بأنفسهم.

    • زائر 7 | 10:54 م

      لماذا يجهر البعض بارائهم ويتحفظ عليها الاخرون

      لماذا يجهر البعض بارائهم ومنهم الصحفيين وكتاب الاعمدة هل لا نهم أكثر جرءة وشجاعة وأكثر قدرة على مقاومة الاغراءات واكثر حبا لوطنهم بينما يصمت الاخرون ولا يتكلمون الا في غرف مغلقة وهم من شتى شرائح المجتمع الجامع المشترك بينهم الرغبة والرهبة يرغبون فيما عند الاخر ويخافونه والاسوأ منهم الناطقون بما فيه فساد البلاد والعباد ( تلفونات العملة ) ...

    • زائر 4 | 10:48 م

      يعني

      تفعيل مصلحة المتنفدين وسحق كل من يخالفنا في الرئي او المذهب وطمس هويتهم وتهميشهم وجعلهم يعشون في فقر ودل وحرمان ومحاربتهم حتى في لقمة العيش وما يضحك الطبالون الدين يرون ويعرفون ان الحق مع علي ولكن اذا قالو الحمه الوطنيه طبلو واذا قالو يداً من حديد زمرو وكأنا هم فقط يحبون الوطن وهم من عاشو في هذا الوطن من زمن اجدادهم والبا قون دخلاء عليهم وغير مسموح لهم بالعيش الكريم فنحنو المخلصون للوطن والحاكم فقط ونحن من نتعطف عليهم ونعطيم اذا احببنا مؤسسات الدوله تحت صيطرتهم ويتحكمون فيها كما يريدون

    • زائر 3 | 10:45 م

      عبد علي عباس البصري(الشيطان الاخرس)

      ليس هناك اكثريه صامته او اقليه ناطقه ، وانما هناك اناس يرون المنكر معروفا والمعروف منكرا فلا يغيروه ، فؤلائك هم الشياطين الخرساء كما عبر عنهم ألرسول الاعظم اساكت عن الحق شيطان اخرس . اشياطين ليس بالظروره أولائك الذين تراهم لا يتورعون عن الحرمات وانما هم أولائك الساكتين عنهم وفي استطاعتهم الوقوف ورد المنكر . والمخزي ايضا أيها الساده ، ان ترى اناس لايقفون مع الحق قيد انمله ، وتراهم في الفتن مثل النار في الهشيم يحملون المعاول في وجوه اخونهم وعشيرتهم ، بينما نراهم مثل الحمل الوديع في جنب الباطل .

    • زائر 1 | 10:12 م

      (كثيراً ما نسمع في هذا البلد أو ذاك عن «أغلبية صامتة»، وهذا التعبير يعني أن المتحدثين السياسيين ومتخذي القرارات يمثلون جزءاً من الرأي العام، بينما الأكثرية التي قد لا توافق على هذا الطرح أو ذاك لا تستطيع أن تعبر عن رأيها، وذلك لأن من استحوذ على وسائل التعبير عن الرأي أصبح أسيراً لمجموعات نافذة في الدولة أو المجتمع.) صدقت ،

اقرأ ايضاً