مع بدء الحملات الانتخابية للمرشحين النيابيين والبلديين، بدأت الظواهر الانتخابية تفطو على سطح الساحة المحلية، وبدأت الأحزاب السياسية والمتنافسين - بشكلٍ عام - باستخدام وسائلهم المشروعة وغير المشروعة في التأثير على الناخب بغية كسب أصواتهم في يوم الاستحقاق 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
والسؤال الذي يطرحه البعض: هل أن إسدال الستار عن المسرح الانتخابي كشف العديد من الممثلين؟ وهل يصح تسمية المرشح النيابي أو البلدي ممثلاً؟
وفي ذلك، يقول المحامي وأستاذ القانون عباس هلال: «إن ما يسمى بالحملات الانتخابية أو الدعاية السياسة أو المعركة الانتخابية، كلها تعبيرات موجودة في القانون الدستوري المقارن، والقانون العام المقارن».
وأوضح «طبعاً سوف تشتد تلك المنافسة خلال الأيام المقبلة، ولا يتصور أن تكون هناك حملة أو معركة انتخابية من غير تحالفات، إلا للقوى التي تمتلك رصيداً جماهيرياً ثقيلاً على الأرض، إلا أن التحالفات لاتزال مفتوحة أمام بقية القوى المترشحة، فعملية التحالفات ممكن أن تكون متدرجة ومتغيرة في الحملة الانتخابية، وذلك حتى آخر يوم من نزول المرشحين من على مسرح الانتخابات».
وعمّا إذا صحت تسمية المشهد السياسي الانتخابي بالمسرح وتسمية المرشحين بالممثلين، ردَّ هلال: «نعم، الانتخابات مسرح، ومسرحٌ كبيرٌ أيضاً، والمرشح ممثل، بل لابد أن يكون ممثلاً».
وأضاف «لا علاقة لهذا التوصيف بدرجات المصداقية أو عدم المصداقية، فالمرشح يكون ممثل فعلاً على خشبة المسرح الانتخابي، ونشهد حالات معينة في الانتخابات، فالبخيل يصير كريماً، و(المبهدل) يصبح مهندما، والعابس يكون باسما، والقاطع لصلة الرحم وزيارة أبناء منطقته يصبح متواصلاً، وقليل الكلام أو (الأغتم) يصير متحدثا بل ثرثارا، ويوزع التحيات والسلامات يمينا وشمالاً».
وتابع بأن «الشخص الذي لا يجيب على الاتصالات الهاتفية يكون خلال هذه الفترة هو المبادر بالاتصال والسؤال، لا بل يُظهر المرشح نفسه وجيهاً، وصاحب مبادرات بالخير والنِعم، وبحبه إلى الناس، ويتواصل معهم ويحمل هاجسهم... نعم هكذا ينقلب بين ليلةٍ وضحاها».
وأكد المحامي عباس هلال أن ذلك السلوك الانتخابي «مشار إليه وموجود في القانون العام المقارن والنظم الانتخابية»، مردفاً «طبعاً هكذا يجب... الكتل الانتخابية كبيرة، والمنافسة المفروضة شديدة ويجب أن تكون شريفة ونزيهة، فكلما كانت المنافسة شريفة قلت الاحتكاكات، وكلما كانت المنافسة على البرامج الانتخابية قلّت الجرائم الانتخابية»، لافتاً إلى أن «الحملات الانتخابية والمرشحين يجب أن يتسموا بالروح الرياضية، فالحملة الانتخابية مباراة فيها غالب وفيها مغلوب، وكلما كانت المنافسة نظيفة صارت القيمة الانتخابية عالية».
واستطرد «تتطلب المنافسة الشريفة إشاعة الأجواء الإيجابية التي فيها نوعٌ من السمو ونوع من الفن، بعيداً عن القيل والقال، والتشهير الشخصي والمجتمعي».
وأوضح هلال أن الحملات الانتخابية تصاحبها دورة اقتصادية كاملة، وهي تنعش الساحة الاقتصادية والسياسية، ويفترض أنها تبعث بالروح في المجتمع، قائلاً: «إن الحملة أو الدعاية الانتخابية تصاحبها دورة اقتصادية كاملة، فتنتعش أسواق المطابخ، والمطابع، والمواصلات، والاتصالات، والإعلانات، والصحف... وغيرها، فهي دورة اقتصادية كاملة».
وعن دور المرأة أفاد: «يفترض أن المجتمع المتقدم يكون للمرأة دور كبير فيه وفي الانتخابات، ووصول المرأة إلى المقاعد النيابية أو البلدية عن طريق صندوق الاقتراع يبرز الدور الخلاق للمرأة في المجتمع». لكن هلال استدرك في هذا الجانب: «لكن هذا لا يعني أن الواقع يكون مختلفاً، فيدخل في العملية الانتخابية المال السياسي بقوة، والقرابات والشئون العائلية والقبلية والعصبية المناطقية والعصبية الدينية، وفي النهاية يجب أن ينظر المرشحون نظرات بعيدة المدى سواء للذين يحالفهم الفوز أو الذين لا يحالفهم، والأمر المهم - وهذا في كل النظم الانتخابية - أن يتراكم عمل ديمقراطي وأن يتراكم تواصل جماهيري، وأن يتراكم برامج متطورة، ومبادرات مستقبلية»
العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ
لذا تكون أجور الممثلين مرتفعة..!!
هلال: المرشحون لابد أن يكونوا ممثلين بارعين على خشبة المسرح الانتخابي..
قد يصدّق البعض الممثلين في العرض الأول من المسرحية ولكن إذا حضروها ثانية وتتكررت الحركات سيتضح للجميع بأن كل ما يحث هو نمثيل في تمثيل...