العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ

رئيس الوزراء: الصراعات ستظل حاجزاً منيعاً بوجه أية تنمية بشرية

في كلمة بمناسبة اليوم العالمي لـ «الموئل»

سمو رئيس الوزراء
سمو رئيس الوزراء

قال رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إن الصراعات ستظل حاجزا منيعاً في وجه التنمية البشرية، وأن على العالم أن يوجه جهده وموارده التي يهدرها في هذه الصراعات، نحو النهوض بالمجتمعات الفقيرة، حتى يكفل لسكانها بيئة ملائمة تعمل على رفع مستوى المعيشة عبر برامج موسعه من المعونات والمشاريع الإنمائية.

ودعا المجتمع الدولي إلى رسم مسار أكثر اهتمامًا بقضايا التحضر وخاصة في الدول النامية، وقال «إن تزايد الوعي بهذه القضايا هو الطريق الأمثل نحو بناء مجتمع مستدام يضمن حياة أفضل للبشرية في حاضرها ومستقبلها».

وأضاف سموه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة احتفال برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بـ «اليوم العالمي للموئل» الذي يصادف يوم غد (الاثنين)، «إننا مطالبون وبالسرعة الكافية إلى إحراز التحسن المتواصل والمتوازن في تحقيق أمن البشرية الاقتصادي والاجتماعي، وتشكل الصراعات الدولية تهديدا لكل المكاسب الإنمائية التي تحققت».

وأكد أن الشعار الذي يرفعه برنامج «الموئل» لاحتفال هذا العام «مدينة أفضل... حياة أفضل»، أشبه بمعادلة محسومة النتائج ولكنها تتطلب حلولا مبتكرة لمواجهة تحديات التنمية، ولاسيما في المناطق الفقيرة، التي تعاني من ضعف الإمكانات وقلة الموارد.

وحث سموه دول العالم على التحرك سريعا من أجل وضع رؤية استراتيجية مشتركة ترتكز على أسس علمية فعالة، لاستكمال تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية كونها تشكل برنامج عمل متكامل، وخريطة طريق واضحة المعالم لأي تحرك فردي أو جماعي يستهدف الارتقاء بأوضاع الشعوب.

وقال سمو رئيس الوزراء: «إن البحرين التزمت بالألفية وغاياتها فور الإعلان عنها إيمانا منها بأنها تعكس الطموحات المشتركة للمجتمع الإنساني العالمي». وأكد أن سياسات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة التنموية استجابت لكل الاحتياجات والمتطلبات المحلية.

وشدد سموه على أن مملكة البحرين تشارك المجتمع الدولي اهتمامه بقضايا التنمية الحضرية، وتضعها في مقدمة أولوياتها، وتسعى إلى ترجمة الرؤى الطموحة المعنية بالتنمية الحضرية، إلى برامج عمل ومشروعات تنفذها على أرض الواقع لتوفير الخدمات الضرورية من السكن الملائم والخدمات الصحية والتعليمية التي تكفل لمواطنيها سبل العيش الكريم في بيئة صحية مستدامة.

وأوضح أن مملكة البحرين أولت منذ وقت مبكر قضية تنمية المدن اهتماما خاصا وفق مخطط وطني استراتيجي تنفذه الحكومة يرتكز على دراسة أوضاع هذه المدن واحتياجاتها التنموية على جميع المستويات.

وذكر أن مملكة البحرين وفي إطار تبنيها ومساندتها للجهود الدولية الرامية إلى إعطاء المزيد من الزخم والاهتمام بقضايا التنمية الحضرية، احتضنت ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط تدشين النسخة العربية من التقرير الدولي عن حالة المدن في العالم 2009 بعنوان «المدن المنسجمة»، والذي يعد دليلا وافيا لكيفية مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المدن.

وأشار إلى أن البحرين سوف يكون لها شرف استضافة المنتدى الحضري العالمي في العام 2012 حيث يحظى هذا المنتدى بمكانة على الأجندة الدولية باعتباره ابرز واهم مؤتمر عن المدن حيث تلتقي مجموعات واسعة من المشاركين لمناقشة أجندة أعمال شاملة.

وأوضح أن المملكة حرصت على أن تكون عمليات التنمية والتطوير للمدن والقرى متوازنة بحيث راعت الاحتياجات المتزايدة لسكان المدن، وحافظت في الوقت ذاته على ما تمثله هذه المدن من موروث تراثي وتاريخي وثقافي وبيئي باعتبارها شواهد حية على عراقة تاريخ المملكة وأصالة حضارتها.

وبين أن النمو السكاني السريع وتزايد العمران الحضري وتواصل عمليات الهجرة إلى المدن، وما يتمخض عنها من مشكلات اقتصادية واجتماعية وأمنية وبيئية، يستلزم بذل جهود إضافية من أجل تحسين البيئة الحضرية وفق خطط تنموية متكاملة.

ونبه سموه إلى ضرورة أن تكون تعهدات المجتمع الدولي لإنجاز الأهداف الإنمائية للألفية وأجندة الموئل هي الأساس الذي تنطلق منه جميع خطط التنمية والتطوير الموجهة للارتقاء بأوضاع المدن في مختلف أنحاء العالم، وتحسين الأوضاع المعيشية فيها.

وشدد على أن العمل الدولي المشترك يعد خيارًا استراتيجيًا لا يمكن التراجع عنه لتحقيق حياة أفضل لشعوب العالم، كما أن الحفاظ على حاضر البشرية ومستقبلها هو مسئولية تضامنية، لأن الأخطار والتهديدات عندما تأتي لا تستثني أحدا، وسيعاني من تبعاتها الجميع.

وأشاد بما يقوم به برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) من جهد ملموس في مجال التنمية الحضرية، ونجاحه في بلورة رأي عام عالمي متضامن وموحد لمواجهة التحديات التنموية التي تواجه العديد من المناطق والشعوب.

وأثنى سموه على الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومنتسبو المنظمة الدولية، منوها بجهود المديرة التنفيذية السابقة للبرنامج آنا تيبياجوكا، وما أرسته من تغيرات ذات اثر إيجابي في عمل البرنامج، متمنيا للمدير الجديد لبرنامج «الموئل» جوان كلوس، التوفيق في وضع الوسائل الفاعلة لتسريع وتيرة عملية النمو الحضري.

يذكر أنه سيتم الاحتفال باليوم العالمي للموئل هذا العام في معرض «أكسبو شنغهاي الدولي 2010».

وكانت منظمة الأمم المتحدة قامت بتسمية أول يوم اثنين من أكتوبر/ تشرين الول من كل عام باليوم العالمي للموئل وذلك بغية عكس الوضع في المستوطنات البشرية إضافة إلى عكس الحق الأساسي بالمأوى الملائم للجميع، كما يهدف هذا اليوم إلى تذكير العالم بمسئوليته المشتركة حيال مستقبل الموئل الإنساني

العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً