العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ

واشنطن تعتذر عن التسبب عمداً بإصابة غواتيماليين بأمراض جنسية معدية

قدمت واشنطن اعتذارها للمئات من أبناء غواتيمالا الذين أصيبوا دون علمهم بأمراض تنتقل عن طريق الجنس في إطار دراسة أجرتها الحكومة الأميركية منذ أكثر من ستين سنة وصفتها غواتيمالا بأنها «جريمة ضد الإنسانية».

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون ووزيرة الصحة، كاثلين سيبيليوس الليلة قبل الماضية إن هذه التجربة، التي أجريت من 1946 إلى 1948 في غواتيمالا «مخالفة بوضوح لقواعد الأخلاق» و»مدانة».

وشارك نحو 1500 شخص في هذه التجربة التي كان الهدف منها معرفة ما إذا كان البنسيلين، الذي كان في بداية استخدامه آنذاك، يمكن أن يفيد في الوقاية من الأمراض الجنسية المعدية».

واختار الباحثون كحقل تجارب أشخاصاً ضعفاء بينهم مرضى نفسانيون، ولم يطلعوهم لا على هدف البحث ولا على ما سيحصل لهم.

كما شجعوهم على نقل عدوى الأمراض الجنسية ولم يعالجوا من أصيبوا منهم بمرض السفلس (الزهري). وتوفي واحد من هؤلاء المرضى على الأقل خلال فترة الدراسة دون التحقق مما إذا كانت هذه التجربة هي السبب في وفاته.

وقال رئيس غواتيمالا ألفارو كولوم معقباً على هذه التجربة التي أبلغته بها كلينتون الخميس «ما جرى حينها هو جريمة ضد الإنسانية والحكومة تحتفظ لنفسها بالحق في تقديم شكوى».

كما أبدى الرئيس الأميركي، باراك أوباما في محادثة هاتفية «عميق أسفه» وقدم «الاعتذار لكل الذين أصيبوا» بالعدوى كما قال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس في بيان.

وأضاف غيبس أن أوباما «جدد أيضاً التزام الولايات المتحدة الثابت بأن تكون جميع الدراسات الطبية التي تجرى اليوم على الإنسان مستوفية للمعايير الأخلاقية والقانونية المطلوبة في الولايات المتحدة والعالم».

وقالت أيضاً كلينتون وسيبيليوس «نشعر بالأسف الشديد لما حدث ونقدم اعتذارنا للذين خضعوا لهذه الدراسة المثيرة للاشمئزاز» معلنتين فتح تحقيق في الأمر.

ومولت هذه الدراسة من منحة مقدمة من المعاهد الأميركية للصحة إلى مكتب الصحة الأميركي الذي أصبح في ما بعد المنظمة الأميركية للصحة. وفي البداية قام الباحثون بحقن مومسات بالزهري والتعقيبة وتركوهن بعد ذلك يقمن علاقات جنسية مع جنود أو سجناء.

وفي مرحلة ثانية، وبعد أن «لاحظوا أن الإصابات محدودة بين الرجال، تغير مسار التجربة وجرى حقن جنود وسجناء ومرضى نفسانيين مباشرة بالمرضين» كما جاء في بيانات نتائج التجربة.

ووصف مدير المعهد الوطني للصحة، فرنسيس كولينز الدراسة بأنها «تبعث على القلق الشديد» واعتبرها «مثالاً مقيتاً لصفحة سوداء في تاريخ الطب». وأشار إلى أن مدير الصحة الأميركي آنذاك، توماس بارين كان على الأرجح على علم بأمر هذه التجربة.

وهذه الدراسة التي لم تنشر أبداً، أعلنت هذا العام بعد أن عثرت أستاذة في كلية ويليسلي كوليدج تدعى سوزان ريفيربي عن طريق الصدفة على مستندات أرشيفية تشير إلى التجربة التي أجراها الطبيب الأميركي المثير للجدل، جون كاتلر

العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً