العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ

التنزاني أحمد غيلاني أول رهانات أوباما في محاكمة معتقلي غوانتنامو

تبدو أول محاكمة لأحد معتقلي غوانتنامو أمام محكمة أميركية للحق العام التي ستبدأ غداً (الاثنين) في نيويورك، اختباراً حاسماً لقدرة إدارة الرئيس، باراك أوباما على تصحيح التجاوزات التي ارتكبت في عهد الرئيس السابق، جورج بوش في مجال مكافحة الإرهاب.

وسيواجه التنزاني، أحمد خلفان غيلاني (36 عاماً) المتهم بالمشاركة في الاعتداءات على السفارتين الإميركيتين في نيروبي ودار السلام ما أوقع 224 قتيلاً، أكثر من مئتي تهمة وقد يحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وغيلاني الذي أوقف في باكستان في 2004، هو المعتقل الوحيد في غوانتنامو الى اليوم الذي أحيل إلى محكمة فيدرالية ونقل إلى الأراضي الأميركية.

وقد أحيل خمسة آخرون لا يزالون معتقلين في القاعدة البحرية الأميركية في كوبا للمثول أمام محاكم عسكرية استثنائية. وقال البرفسور في جامعة جورج تاون في واشنطن، جوناثان ترلي لوكالة «فرانس برس» إن «أحمد غيلاني هو واحد من معتقلي غوانتنامو المحظوظين لأنه سيحظى بمحاكمة حقيقية أمام قاض حقيقي». وفي حين يبقى الغموض والجدل سائدين بشأن المكان الذي سيحال إليه المعتقلون الخمسة الآخرون في غوانتنامو المشتبه بأنهم نظموا اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، أشار ترلي إلى أن «إدارة أوباما تريد على ما يبدو استخدام محاكمة غيلاني كامتحان تجربة».

وفي الواقع فإن هذا الرجل صاحب الوجه الطفولي، الهادئ والمبتسم، يبدو المرشح المثالي للتجربة.

فهو متهم بشراء الشاحنة والمتفجرات التي استخدمت في الاعتداء على السفارة الأميركية في دار السلام، ثم بالالتحاق ببن لادن في أفغانستان.

وقد تعرض على غرار المتهمين باعتداءات 11 سبتمبر، لسوء المعاملة خلال احتجازه في سجن سري تابع للوكالة المركزية للاستخبارات الأميركية (سي آي ايه). ومثلهم سجن خلال سنوات من دون محاكمة في انتهاك لجميع مبادئ القانون الأميركي.

ويعتبر ترلي أن «مفتاح المحاكمة» سيتمثل في الطريقة التي سيقرر بها القاضي المكلف المرافعات أي عناصر وأقوال أو أدلة يمكن قبولها، وما إذا كان سيأخذ في الاعتبار المهلة غير الاعتيادية «وندرة الشهود والأدلة الذي مر عليها الزمن والذكريات التي انطمست» بعد مرور اثنتي عشرة سنة على الوقائع.

ورأى من مؤسسة بروكينغز مركز الأبحاث في واشنطن، بنجامين وايتس أنه «أياً يكن ما تعرض له أحمد غيلاني، فإن الإدارة لم تكن لتصل إلى المحاكمة إن لم تكن قادرة على تقديم عناصر يمكن أن يقبلها القضاء الفيدرالي».

وحتى الآن رفض القاضي لويس كابلان طلب المحامين الموكلين الدفاع عن التنزاني إسقاط التهم بحجة أن موكلهم سجن من دون محاكمة خلال خمس سنوات من دون أن يحظى بحماية القانون الأميركي. لكن وايتس يعتبر أن «رهانات محاكمة غيلاني هي سلبية بأكملها تقريباً» بالنسبة لإدارة أوباما.

ورأى المحلل أنه حتى وإن حصلت النيابة العامة على حكم إدانة «لا أعتقد أن أحداً سيخلص إلى أن نيويورك هي أفضل مكان لمحاكمة حالات تكتسي أهمية كبرى»، مضيفاً «إن أولئك الذين يقلقون من رؤية خالد شيخ محمد (الدماغ المدبر لاعتداءات 11 سبتمبر) يأتي إلى نيويورك سيبقون قلقين دائماً».

في المقابل فإن لم تذهب الأمور في الاتجاه الذي تريده الإدارة الأميركية «فإن العواقب السلبية المحتملة ستكون هائلة».

وقال وايتس «إن أنصار إجراء المحاكمة أمام محاكم عسكرية استثنائية سيخرجون منها كاسبين و»ذلك سيجعل تنظيم محاكمة أخرى أمام محكمة فيدرالية أمراً صعباً جداً»

العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً