حمّلت القيادة الفلسطينية أمس (السبت) الحكومة الإسرائيلية، المسئولية عن تعطيل المفاوضات المباشرة برعاية الولايات المتحدة، بإصرارها على استئناف بناء المستوطنات. واعتبرت القيادة في بيان أصدرته عقب اجتماعها في رام الله في الضفة الغربية، أن وقف الاستيطان «يمثل الدليل الملموس على جدية المفاوضات والعملية السياسية برمتها، وهو ما أجمع عليه العالم بأسره بما في ذلك الإدارة الأميركية». وأكد البيان الذي تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على الجمع بين التوسع الاستيطاني وبين المفاوضات «يدلل بوضوح على عدم جديتها في التعامل مع مساعي السلام». واتهم البيان إسرائيل بالسعي لاستخدام المفاوضات «كغطاء لمواصلة النهج الاستيطاني ذاته وتغيير معالم الأرض الفلسطينية وتقرير مصيرها بقوة الاحتلال والعدوان».
رام الله- رويترز، د ب أ، أ ف ب
قالت القيادة الفلسطينية أمس (السبت) إن المفاوضات مع إسرائيل لن تستأنف حتى تكف الأخيرة عن بناء المستوطنات على الأراضي المحتلة. وواجهت محادثات السلام التي بدأت الشهر الماضي برعاية الولايات المتحدة أزمة هذا الأسبوع بنهاية تجميد إسرائيلي جزئي مدته عشرة أشهر على بناء المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية، وقالت إسرائيل إنها لن تمدد التجميد.
وقال المسئول الرفيع بمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه بعد اجتماع للجنة التنفيذية للمنظمة في رام الله «تؤكد القيادة الفلسطينية على أن استئناف المفاوضات يتطلب خطوات ملموسة تثبت جديتها وفي مقدمتها وقف الاستيطان بدون قيود أو استثناءات».
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ثلاث جولات من المحادثات المباشرة منذ الثاني من سبتمبر/ أيلول عندما استؤنفت المحادثات المباشرة بين الطرفين.
وأضاف عبد ربه: «القيادة الفلسطينية تحمل الحكومة الإسرائيلية مسئولية تعطيل المفاوضات والعملية السياسية وعن إحباط الجهود السياسية للإدارة الأميركية واللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولي بأسره». ورأس عباس اجتماع رام الله.
وكان عباس قال إنه سينسحب من المحادثات المباشرة إذا لم تمدد إسرائيل التجميد. وقال بيان منظمة التحرير الفلسطينية إن الفلسطينيين سيناقشون خطوتهم التالية مع لجنة متابعة عملية السلام بجامعة الدول العربية في اجتماع يعقد في ليبيا في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال عبد ربه: «سيتم البحث المعمق مع لجنة المتابعة العربية لجميع جوانب التحرك السياسي والخيارات السياسية المطروحة لحماية الحقوق الفلسطينية والعربية ولضمان انطلاق العملية السياسية وفق أسس جدية تنسجم وقواعد الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت قرب رام الله جورج جياكامان «الحسابات الفلسطينية هي أن الأميركيين سيواصلون جهودهم لإيجاد صيغة قد تكون مقبولة للجانب الفلسطيني». وأضاف بقوله: «لا أقول إن العملية انتهت. فالإدارة الأميركية ستواصل السعي في هذا الأمر».
ويقول الفلسطينيون إن نمو المستوطنات على الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967 سيجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهو الهدف المعلن لمحادثات السلام.
ويعيش نحو 500 ألف يهودي على الأراضي التي يهدف الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
وقال نتنياهو الذي تهيمن على ائتلافه الحاكم أحزاب تؤيد الاستيطان من بينها حزبه الليكود انه لن يمدد الحظر على البناء الذي انتهى يوم الاثنين الماضي.
ونقل مسئول عن نتنياهو يوم الجمعة قوله إن تجميد البناء على مدار الأشهر العشرة الماضية لم يكن سهلا وانه التزم بتعهداته مع الفلسطينيين ومع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
ونقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله «أتوقع الآن من الفلسطينيين أن يبدوا بعض المرونة... الجميع يعرفون أن البناء المحدد والمقيد في اليهود والسامرة (الضفة الغربية) خلال العام المقبل لن يكون له تأثير على خريطة السلام».
ووضع الرئيس الأميركي باراك أوباما الكثير من الثقل السياسي وراء محاولة التوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط خلال عام.
وقام المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل بجولة مكوكية بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو لمدة يومين هذا الأسبوع. واتفق الطرفان على مواصلة المحادثات من خلال ميتشل وهي الطريقة التي تواصل بها الفلسطينيون والاسرائيليون قبل انطلاق المحادثات المباشرة.
وقال المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة أمس (السبت) «لن تكون هناك مفاوضات ما دام الاستيطان مستمرا هذا ما ابلغه الرئيس أبو مازن بالأمس للسيد ميتشل».
وصرح أبو ردينة بذلك عقب مغادرته اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله.
من جانبه، وصل إلى القاهرة أمس جورج ميتشل المبعوث الأميركي لعملية السلام بالشرق الأوسط قادما من الدوحة في زيارة لمصر تستغرق يومين . ويجري ميتشل خلال زيارته مباحثات مع عدد من المسئولين المصريين تتناول آخر تطورات عملية السلام على ضوء مباحثاته مع الفلسطينيين والإسرائيليين .
على صعيد آخر، قال مسئول في حركة «حماس» أمس إن اتفاق حركته مع حركة (فتح) على تحقيق المصالحة الفلسطينية «بات أقرب من أي وقت مضى».
وذكر عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق الذي يقيم في دمشق ، في تصريحات لإذاعة «صوت القدس» التي تبث من غزة، أن اجتماعا ثانيا سيعقد بين حماس وفتح هذا الأسبوع للمضي في التوصل للمصالحة. و
أكد أن الأجواء الحالية لتحقيق المصالحة «أكثر جدية»، لافتا إلى أن الاتفاق سيتم على صياغة «ورقة تفاهمات» بين الجانبين تراعى ملاحظات الحركة على الورقة المصرية للمصالحة وتكون جزء لا يتجزأ من اتفاق المصالحة.
واعتبر الرشق أن الحركتين أمسكتا في هذه المرحلة بـ «طرف الخيط الموصل إلي المصالحة الفلسطينية»، معتبرا أن هناك «تغيرا» بالمواقف وعدم وجود «تحفظات» من مصر وحركة فتح.
وشدد على أولوية المصالحة الفلسطينية «لمواجهة الغطرسة والعنجهية الإسرائيلية والممارسات المتكررة والمتصاعدة لتهويد القدس والمقدسات ومواصلة الاستيطان والتحديات الكبرى التي تواجه القضية الفلسطينية ومستقبلها». كانت فتح وحماس عقدتا مؤخرا اجتماعا في دمشق حققتا خلاله تقدما في التوافق على عدد من نقاط الخلاف التي كانت تحول دون التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام
العدد 2949 - السبت 02 أكتوبر 2010م الموافق 23 شوال 1431هـ