الطماطم (Tomato) نبتة «باذنجانيّة». ورغم أن تعامل الإنسان الحثيث معها قد بدأ عملياً قُبيل القرن السادس عشر بفترة، إلاّ أن رواجها أصبح كبيراً لاحقاً بتمدّد تصديرها نحو العالَم القديم. فهي إحدى أهم النباتات ذات الاستخدامات المتعدّدة في الطعام. وقد تشترك في استخدامها المئات (إن لم يكن أكثر) من وجبات الأكل لدى حضارات وشعوب مختلفة.
ما يحصل لدى تلك النبتة من «مُشتَركَات» قد يحصل كذلك لدى الإنسان ككيان يتمّ التعاطي به ومن خلاله في العلاقات الإنسانية. فمن بين الألف فرد تظفر بواحد أو أكثر يستطيع أن يتعامل مع «المُتَنَافِرَات» البشرية في آنٍ واحد. وقد يشترك الضدّان (بل الأضداد) عبره في تفاوض يصعب الوصول إليه من دونه، لكنه بالتأكيد لا يُمكنه صدّ استحقاقات المصالح الكبرى بين الأفرقاء.
استحضرتُ هذا الكلام وأنا أقرأ مقابلة الرئيس العراقي جلال طالباني في صحيفة «الحياة» اللندنيّة قبل أربعة أيام. فهذا الرجل كان ولايزال مقبولاً من «مُخْتَلِفِي» السياسة في بغداد. قَبِلَ به غريمه القديم مسعود برزاني (بل رشّحه للمنصب). وقَبِلَت به الأحزاب الشيعية مُجتمعة، والسُّنّيّة مُجتمعة وكذلك الليبراليون.
في خارج العراق، تقبل به دول الجوار كذلك. الإيرانيون الذين اختلفوا مع الداخل بدعم التحالف الوطني العراقي اتفقوا على شخص طالباني. الأتراك اختلفوا مع الوطني وتَمَالَؤُوا مع القائمة العراقية بزعامة إياد علاّوي لكنهم اتفقوا على طالباني رغم العِداء التركي الكردي القديم. الولايات المتحدة تريده أيضاً وتعتبره عرّاباً أساسياً لاحتلالها العراق.
روسيا تقبل به وبقوّة خصوصاً وأن نشأته وواقعه ماركسي. الفرنسيون والبريطانيون حالهم لا يختلف. في الشرق الأدنى حيث اليابان وكوريا وفي الشرق ما قبل الأدنى حيث الصين يُثنون على دوره المحوري في السياسة العراقية. الغالبية العظمى من الدول العربية لديها علاقات جيدة مع طالباني حتى التي تختلف مع النظام السياسي العراقي ما بعد الاحتلال.
ففي الوقت الذي تُعادي فيه حكومة المالكي دمشق وتتهمها بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي يُصرّح طالباني بأن «سورية موقفها من العراق موقف ودي». وفي الوقت الذي تتصاعد فيه اللهجة بين العراق والكويت بشأن التعويضات والحدود يصِف طالباني المشاكل بين البلدين بأنها «طفيفة وقليلة، وقابلة للحل بسرعة».
وفي الوقت الذي يتّهم البعض أنقرة بأنها دعّمت موقف القائمة العراقية في الانتخابات يُصرّح طالباني بأن تركيا «تقف على مسافة ودّية من الجميع». وفي الوقت الذي يتّهم بعض العراقيين إيران بالتدخّل في الشأن العراقي يُصرّح طالباني «نحن جيران (مع إيران) ولنا علاقات طيبة، وعلاقات تجارية واسعة وعلاقات سياسية جيدة، وعلاقات ثقافية وسياحية (معها)».
وفي الوقت الذي تقول فيه التقارير الأميركية «ذاتها» بأن واشنطن تقهقرت وخسرت المعركة في العراق طيلة سبعة أعوام يظهر جلال طالباني ليقول إن «أميركا أدت واجبها وتنسحب بشرف من العراق» بعدما «ساعدت على إقامة ديمقراطية فريدة» فيه. وفي الوقت الذي تُثبت فيه الدراسات أن هناك سيطرة أميركية على نفط العراق يقول طالباني أن أميركا لم تنل حصة الأسد من نفطنا.
ما يقوله الطالباني هو «كلام طماطم» يُقال بغرض أن يتلاءم «فقط» مع رغبات وميول ومواقف الآخرين من الأغيار. صحيح أنه سيكسب ودّ الجميع على المستوى الشخصي وسيُرضي الجميع وسيقبله الجميع «شخصياً» دون سواه، لكن الشيء الذي لا يُمكن كسبه بالضرورة هو المصالح المتناقضة والمتنافرة بين هذه الأطراف. وعلينا أن نتذكر ما قاله توماس كارليل عندما قال «لا أمل في أن تجعل الناس سعداء من خلال السياسة» فضلاً عن الطماطم.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 2946 - الأربعاء 29 سبتمبر 2010م الموافق 20 شوال 1431هـ
الصالحي
يا حبيبي يا سعيد انا اقصد تكتب في ها لموضوع وشلون جشع التجار في هذي المسأله - انا اعرف ان الوسط تكتب بشكل يومي اسعار الخضروات
علي العموم شكرا علي التوضيح
سعيد
تسلم يا أستاذي محمد على هالمقال
الصالحي- الوسط تكتب بشكل يومي عن أسعار الطماطم وغيرها من السلع الإستهلاكية اليومية
الصالحي
بمناسبة الطماطم ليش الوسط ما تكتب عن كيلو الطماطم وصل الي دينار ونصف في بعض الاوقات وغيرها من الخضار
طماطم ايطالية "تبطئ عملية الشيخوخة"
يقول مزارعون ايطاليون انهم انتجوا نوعا من الطماطم مربعة الشكل تساعد على ابطاء عملية الشيخوخة عند الانسان.
زُرعت الطماطم الجديدة بدون إدخال أى تعديل جيني فى مناطق إيميليا Emilia ورومانيا Romagna ولومباردى Lombardy، وأعلن اتحاد المزارعين الإيطاليين - الذى نظم حفل الإعلان عن هذا النوع من الطماطم - أن الطماطم مليئة بالليكو بين lyco-pene، وهو مكون أحمر يحتوى مضادات للأكسدة. ويعد هذا المكون محيّد قوي للمواد الحرة فى الجسم التى يمكنها الإضرار بالخلايا، أخ محمد كلام الطماطم فيه فايدة. نبيل العابد