لا شيء يشبهها
لها روحان من عنبٍ
يعرِّش في الغيوم
وفضةٍ هي قصة الفصحى...
مجازي مداها للوصول إليَّ
لم أقرأ سوى ناياتها الزرقاء
كالماء البتول يجيء مهديَّاً
لتُختصر الصحاري في إناء الماء...
دُلِّيني على شجر نبيٍّ أصطفيه
لأهتدي لي... فيكِ
مذ سالت عصا الترحال
علَّمني غيابي عنك
أن أحصي فصولي فيكِ
ينتصر النعاس إذا ضجرنا
وانتبهنا في الصريح من الأنوثة
كل تاريخ: ذهابٌ في تشكله
ودلِّيني عليَّ
أضيئ من يأسي لأنسى
ليس في الإيقاع أغنيتي
ولكن في الذهاب إلى استعارة ضدها
لأحبَّ بعد ضغينة في الروح
لكني أسيىء الفهم
كي أنجو وأصعد ما استطعت
أعيد ترتيب الشظايا فيَّ
في شَرَكي القديم
وما تبقى من إضافي المجاز...
أقول: كانت فضة الفصحى
ويضطرب اليمام
إذا انتبهنا في نبيذ الرحب...
مُدِّيني على جهتين:
واحدة هي المنفى
وأخرى، أن أرى طرقي جميعاً
لا تؤدي للصراط المستقيم
سوى إليكِ...
في العمر تين
لا يشي بزمانه ومكانه
وعذابه وسؤاله
وذهابه في الصمت...
في العمر الكثير...
الشعر... شعب عاشق
في العمر ما حمل الحَمَام
من الندى وجهاته...
في العمر سيدة الكلام تهيئ المعنى
وللعشاق ما شاؤوا من النجوى
وكهف عذابهم...
في العمر ما ترك العناق
من العذاب وأهله...
في العمر نرصد حظنا فيما انتهى
ونعود نسأل:
أي خاتمة ستبدأ بعدنا؟؟؟
كالماء أنتِ مهيئ لمجونه وصلاته
ذَهَب سريع أنتِ
يحملني إلى شجر... سراب
ماء عافيتي وموتي...
ذهب يؤرخ في الكلام
ذهابه وزوال صمتي...
كم من قتيل لم يمت
بعد الصلاة على الحبيب ونصه
والقمح أكبر من هروب الناس
لا قمر ولا قبس ولا قتلى
نصادفهم لنبكي في الفسيح من الحياة...
وفي النعاس ذهابه كالناس
في روح مؤجلة
لها أسماؤها وسماؤها ومساؤها...
في الذكريات الروح تنهض حرة كالريح
لا باب يرى
لا ماءَ يهطل كي نصلى ركعتين
لحربنا وسلامنا...
***
من أين أبدأ؟
دلَّني شجر غريب
دلَّني نعي وذئب
دلَّني فيما انتهيت مداي
يوسفُ في أهلَّة روحه وغيابه
وصعوده للعرش
دلَّتني خرافة ما أرى في النذر
دلَّتني الوصايا في اتَّباع الريح
دلَّتني المراعي كي أؤثث جرحها
والمستحيل يدلُّني
لأرمَّم الأفلاك من حولي وروحي
دلَّني وتر لأُنصت جيداً
لعذابه ويبابه... وسمائه الأخرى
أنا من ضفتين أتيت
من ولع وأزرقَ
تائهٍ فيما أرى
سوَّرت حُرَّاسي
وأمهلتُ النعاس دقيقة
كي أصطفي في الانتباه مجاله الحيوي...
سوَّرت الغريزةَ
لم أشأ إيقاع أغنية مسوَّرة
ولم أقنع بما ترك الصديق لأصطفيه
ودلَّني شَغَبٌ وشَعْبٌ
دلَّني عُشب...
قميص مائل للروح
حين يضمني ما بعده!!!
يا أنتِ... يا شفقاً
ويا رِطَبَ الندى...
يا أنتِ... ياكل الصراط المستقيم
إذا انتسبت إلى الغواية...
دلَّني عنب يعرِّش في الغيوم
و»فضة» هي «ضفة» الفصحى
وعلَّمني غيابي عنكِ
من شغب أجيئ
***
من قاموس أهلي جئتُ
من طين الصلاة أتيتُ
يرفعني زوالٌ ثم أهبطُ
هَنْدَسَتْني أغنيات الليل
ربَّتْني المرايا حين لا أحدٌ يسلِّيني
لأقرأَ كفَه وكفافَه...
في العمر ملحٌ مَّا
وغادرني لينسى...
في التبرُّج قصةُ الأعلى مقاماً
في الطريقِ ذهابُنا
لنصير سكَّاناً مثاليين
في الحَجَر ابتداءُ النبْض...
في النوم الصلاةُ على الغياب...
وفي الوصايا حِطَّةٌ...
من لم يَتُبْ عن قلب صاحبهِ
سيصبح غصَّةَ المعنى وقصتَه...
ومن لم يتعظ بهبائه
سيكونُ عرضةَ
أن تهشَّ عليه كلُّ معاجم الدنيا
أمِنْ ضجَرٍ ولدْتُ؟
وتائهاً لوحت من عبَّاد شمس جئتُ؟
يا هذا انتبه لنشيجها
لا رحمة أوتيت
إلا من دعاء مرّ من أحزانها ونشيدها
يا أنت في النهر اتصال بي
بما اغتال الأحبة من ضحاهم...
في الحديد يردنا عبثاً إلى اللاشيء...
في كأس تعلمنا اتزان الروح
في مجرى هلامي نراه
كروحنا في الأسْر...
أسْر الأصدقاء وضدّهم...
يا أنتَ... يا لص المدافن
إذ تنام الروح والموتى معاً
لا شيء أكبر من ظلال السور
في هذا المكان
العدد 2946 - الأربعاء 29 سبتمبر 2010م الموافق 20 شوال 1431هـ
رائع
استاذ جعفر
انت مذهل لم اقرأ لشاعر بهذه الفصاحة من قبل
هنيئا لصاحبة الروحين من عنب وفصحى
انت شاعر يجب أن ينال كبرى الجوائز
نهى الغانم