بادر الماجد النعيمي وزير التربية والتعليم، كما عوّدنا بتواصله مع الصحافة المحلّية، ووجّه مصادر المعلّمين لتنظيم حفل التكريم في الندوة الخاصة بالاستاذ القدير الراحل عبدالرحمن كتمتو.

وإنّنا اليوم مقدّرين جهود وزارة التربية والتعليم في شأن التربية والتعليم، وننظر إلى المستقبل القريب الذي سيفرج لنا عمّا تقدّمه الوزارة، وخاصة لطلبتها الصغار، في المرحلة الابتدائية، إذ حقّقت العديد من النجاحات في هذا الموضوع.

أما عن معلم الأجيال عبدالرحمن كتمتو، فلقد كتبنا في مقالنا السابق عما قام به هذا الإنسان العظيم في تعليم أبناء البحرين، وذكرنا كيف زهد الغالي والثمين من أجل أهل «لمحرّق»، وقد آن الأوان أن تعطي المحرّق للأستاذ كتمتو ما قدّمه لها.

فالجمعيات الثقافية والسياسية لابد لها أن تُطلع الجيل الجديد عن هذا الرجل الراحل، وعن بصماته في حقل التربية والتعليم، فلقد علّم الكثيرين وكان واجبه الإنساني أكبر وأعظم من واجبه العملي، فلم يتكاسل يوماً عن مهنة أحبّها وجاهد من أجلها، وعن شعب أحبّه وجاهد من أجله كذلك.

إنّ منارة العلم ليست سهلة، وحمل الراية لتعليم الآخرين جهد يُشكر عليه كلّ معلم، ونحن نرى بأم أعيننا كيف يجاهد معلم البحرين من أجل أبناء الوطن، وإن كان الراتب لا يساوي قدر العمل العظيم، فالمهنة إنسانية بحتة ومعقّدة وتحتاج إلى صبر ومثابرة.

وبالرجوع إلى وزارة التربية والتعليم، فإنّنا نعلم قدر المسئولية وحجم العمل، ولكننا نسعى دوماً إلى الكمال في العلم، فخاطئ من يقول بأنّ أهل البحرين ليسوا مثقّفين أو متعلّمين، لأنهم أوّل من تسلّح بالعلم وأول من طالب به، وجاءت الحكومة معاونة ومساندة من خلال بناء أوّل المدارس، والخروج بمبدعين من ذاك الزمان من أمثال «كتمتو» ليعلّمونا «أ - ب - ت» المعرفة.

ليس سهلاً غرس حب العلم في نفوس البشر، ومن الصعب بالتأكيد مواكبة العلم مع التربية، ولكن آباءنا كانوا على قدر من الوعي بأن يقولوا للمربين الفاضلين «لكم اللحم ولنا العظم» أي افعلوا ما تشاؤون بأبنائنا، وربّوهم وعلموهم، فهم أبناؤكم، وترونهم أكثر مما نراهم.

يا معلّمي البحرين، لا تصرفوا النظر عن هذه المهنة العظيمة، وجاهدوا فيها، فهي من أرقى المهن، وإنّكم والله على رؤوسنا فيما تقومون به، لقد حفظتم الأمانة وهي كبيرة على كاهلكم، ولكنّكم أثبتم يوماً بعد يوم مقدرتكم، فخرّجتم كما خرّج «كتمتو» أولئك الأحرار المبدعين، الذين أصبحت بصماتهم فيما بعد واضحة على وطننا البحرين.

اليوم سيحضر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى أرض «المحرّق» لتجديد البيعة في قلعة عراد، ولم يتوقّف أبناؤنا من خلال حثّ المعلّم، للوقوف إلى جلالة الملك، حتى يرى ما يقوم به المعلّم من غرس للوطنية، فهذا الموقف ليس سهلاً بل هو من أصعب المواقف. وعليه فإنّ المعلّم له دوره الفتّاك في حب الوطن والولاء له.

فشكراً يا وزيرنا النعيمي على المبادرة الكريمة، وشكراً يا مربي الأجيال على العمل الجلي والواضح، وشكراً لك يا أستاذ عبدالرحمن كتمتو على ما قدّمته من أجل الوطن والشعب.