العدد 2944 - الإثنين 27 سبتمبر 2010م الموافق 18 شوال 1431هـ

باربار وداركليب والنصر وسار أنموذجاً للأندية

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

تلقيت الكثير من ردود على مقال الأسبوع الماضي «الرياضة البحرينية بين الصح والخطأ» الذي طالبت فيه بوضع سياسة جديدة لانتشال الرياضة. وكان أبرز هذه الردود من رئيس نادي اتحاد الريف الذي طالب بعقد اجتماع عاجل للأندية لتدارس الظروف الصعبة التي تمر بها، وآخر يقول، بأن 11 ناديا من الأندية المشاركة في دوري كرة القدم لا تملك ملاعب تتدرب عليها، فكيف يتطور مستوى كرة القدم البحرينية أو منتخباتها، وقارئ ثالث يشتكي من وضع العاملين في قطاع الرياضة بعد فصل قطاع الرياضة عن المؤسسة العامة، والآخر يؤكد بان حال الرياضي سينصلح إذا انصلح الحال الاجتماعي والسياسي. وكلها وجهات نظر جديرة بالاحترام إلا أنها «لا تودي ولا تجيب» كما يقال إذا لم توضع على طاولة البحث، ويتحرك المسئولون في المجلس الأعلى للشباب والرياضة أو أصحاب الشأن.

في المقال الماضي طالبت المجلس الأعلى أن يسخّر موازنة العام المقبل لبناء البنية التحتية في الأندية والاتحادات الرياضية ولو على حساب إيقاف النشاط الرياضي لمدة عام واحد، لأننا - للأسف - مازلنا ننظر إلى ما بين أرجلنا من دون أن نكترث لإصلاح البنية الأساسية من خلال إيجاد حلول عملية سريعة لبناء الملاعب الصالحة والصالات المغطات والأدوات الرياضية وتوفير أبسط الإمكانات المالية التي تساعد على ممارسة نشاطها الرياضي بشكل طبيعي. فهذا ما شاهدته في سلطنة عمان على سبيل المثال، فأنا لم أشاهد أندية كبيرة ولكني شاهدت أندية تملك ملعبا مزروعا وصالة مغطات وهو الأهم.

في هذا الأسبوع سأتناول ظاهرتين بارزتين في مجتمعنا الرياضي، لعلنا نستفيد منها... فالظاهرة الأولى أقدمها كدليل على الوضع الغلط في الأندية، وأبرزها الأندية الكبيرة صاحبة القاعدة الرياضية العريضة مثل المحرق والأهلي - فللأسف - أصبح هم هذين الناديين تحقيق نتائج جيدة ترضي غرور أعضاء الإدارة وجماهيره التي ترى أن النتائج هي طريق النجاح ولو بصرف مبالغ باذخة مبالغ فيها تزيد على 100 ألف دينار على اللعبة الواحدة للموسم الواحد وللأسف في ألعاب قد لا تحقق من ورائها بطولات، وهو الأمر الذي أثر على استمرارية الاهتمام بقطاع القاعدة واللاعبين الشباب والناشئين والاعتماد عليهم في خطة مستقبلية بديلة عن شراء اللاعب الجاهز. فالمحرق والأهلي كانا يملكان اكبر قاعدة رياضية في كل الألعاب الرياضية، إلا أن مستواها تدهور بسبب هذه السياسة «الغلط» التي أتحدث عنها، أما نادي الرفاع المهتم بلعبة كرة القدم فهو يمثل ظاهرة عالمية للاحتراف المعمول به في دول العالم من خلال سيطرة رؤوس أموال الشركات أو العائلات على الأندية الكبيرة!

أما ظاهرة الصح، وهو الجانب المضيء من قبل أندية صغيرة لا تملك ولا ربع ما تملكه الأندية الكبيرة استطاعت أن تفرض هيمنتها على البطولات السنية وتنافس على البطولات الكبيرة بقوة، تتمثل في أندية داركليب والنصر في لعبة الكرة الطائرة ونادي باربار في كرة اليد ونادي سار في لعبة كرة الطاولة. بل وأصبحت هذه الأندية تمثل القاعدة الرئيسية للمنتخبات الوطنية، وتصدر لاعبين محترفين يدرون عليها الأموال، لذلك أقول إنها أندية «الصح» لأنها تعرف قدراتها وتتحرك بحسب إمكاناتها، لذلك نجحت فيما فشلت فيه الأندية الكبيرة!

ومن خلال استعراضي لهاتين الظاهرتين أصبحت أطالب الأندية الصغيرة التي تملك قاعدة من اللاعبين أن تكون لها سياسة واضحة في التخصص في إحدى الألعاب الفردية أو الجماعية وألا تشتت إمكاناتها المتواضعة على أكثر من لعبة كما فعلت أندية كبيرة كانت لها صولات وجولات في مختلف الألعاب الرياضية مثل أندية البحرين والحالة والشرقي ولكن فرقها تراجعت بسبب تشتيت إمكاناتها المالية المتواضعة، لذلك أقول لكل المسئولين في أنديتنا «رحم الله امرئ عرف قدر نفسه».

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2944 - الإثنين 27 سبتمبر 2010م الموافق 18 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:43 ص

      ومقابة ؟

      لماذا لا يكون نادي مقابة كذلك وهو الذي كان ؟!!

    • زائر 1 | 3:14 ص

      شكرا.. وأضيف للقائمة نادي المالكية

      الأستاذ عباس
      لقد وفقت كثيرا في مقالك واشكر لك اهتمامك بالرياضة البحرينية واضيف على مقالك نقطتين :
      1- تطوير المنشآت لا يكون على ايقاف المسابقات الرياضية اطلاقا ، فكارثة ايقاف الرياضة لموسم باهظة جدا . فيمكن تطوير المنشآت دون ذلك ولا عذر بذلك.
      2- اشيد بذكرك لأندية النصر وداركليب وسار ، وأضيف لهم نادياً آخر جدير باهتمامك وهو نادي المالكية الذي أفرز لاعبين بارزين جدا للمنتخبات والفرق المحلية رغم ضعف امكانياته وشح موارده.

اقرأ ايضاً