اعتادت الدائرة الثانية بمحافظة المحرق (فريق بن هندي) على أن يكون حسم معركتها الانتخابية في الجولة الثانية، وذلك نتيجة عدد المرشحين «المشتِّتين لأصوات الناخبين».
فمنذ العام 2002 شهدت هذه الدائرة ترشح خمسة تقاسموا فيما بينهم أصوات الناخبين، على رغم تصدر مرشح جمعية المنبر الإسلامية النائب السابق عبدالعزيز المير بنسبة بلغت 47 في المئة، إلا أن ذلك لم يؤهله للفوز بمقعد الدائرة وأجبره على دخول جولة فاصلة مع مرشح جمعية الأصالة الإسلامية النائب إبراهيم أبوصندل الذي حصل هو الآخر على نسبة 31 في المئة.
فيما لم يستطع المرشحون الآخرون (محمد عيسى الجودر: 7 في المئة، عبدالله خليفة: 12 في المئة، وفؤاد عبدالرحمن 0.7 في المئة) من تحقيق الوصول مجتمعين لنسبة تصل إلى 20 في المئة.
الجولة الثانية كانت حاسمة بالنسبة للمنبر ومرشحها المير، إذ أكدت تفوقها على «الأصالة» وبوصندل بنسبة بلغت 58 في المئة، لتتربع «المنبر الإسلامي» على عرش «ثانية المحرق» لأربع سنوات امتدت من 2002 وحتى 2006.
في العام 2006 ارتفع عدد المرشحين للمنافسة على مقعد «ثانية المحرق» ليصل إلى سبعة مرشحين، مع تغير كبير في شخصياتهم، إذ ابتعدت جمعية المنبر الإسلامي ونائبها عن الدائرة المير عن المنافسة على مقعد الدائرة على رغم فوزهم الكبير في العام 2002، وبدا واضحاً أن ذلك الابتعاد كان نتيجة تحالف جمعيتي «المنبر والأصالة» والتوافق على توزيع دوائر المحرق بينهم، بحيث ترك المجال لأن يفوز أبوصندل بمقعد «ثانية المحرق».
ومع ابتعاد «المنبر الإسلامي» عن «ثانية المحرق» فإن الساحة لم تخل للأصالة للفوز فيها بسهولة، إذ زاد الأمر تعقيداً، بعد أن عجز أبوصندل مع الفوز بمقعد الدائرة من الجولة الأول ليضطر لدخول جولة ثانية حاسمه بعد أن حقق 47 في المئة من نسبة الأصوات وهو الأمر الذي لم يؤهل لحسم الموقف لصالحه، ومن ثم الدخول في جولة ثانية مع أقرب منافسيهم، وهو الشيخ صلاح الجودر الذي حقق ما نسبته 15 في المئة وبالتساوي مع أحمد السعيدي، إلا أن عدد الأصوات رجح كفة الجودر بواقع 26 صوتاً فقط.
فارق الأصوات بين أبوصندل والجودر كان واضحاً وحسم الموقف لصالح جمعية الأصالة، إلا أن ذلك لم يكفيهم شر خوض معركة جولة ثانية، كادت أن تربك حساباتهم الانتخابية، على رغم أن أبوصندل استطاع أن يجمع في الجولة الثانية 3889 صوتاً وبنسبة 71 في المئة.
سيناريو 2002، و2006 يخيم على انتخابات 2010 مع وجود ستة متنافسين على مقعد الدائرة، وإعادة الشيخ صلاح الجودر الإصرار على خوض المعركة ومقارعة الأصالة في دائرة توافق عليها التياران الأبرزان في المحرق «الإخوان المسلمين، والسلف» لتترك لـ»الأصالة».
المنافسة الانتخابية التي ستشهدها «ثانية المحرق» شهدت بروز وجوه جديد، وهي إبراهيم المالكي، عبدالحميد المير، عارف يوسف، والذين تبدوا حظوظهم متفاوتة، إلا أنها لن تكون قادرة على مقارعة الكبار.
الوجه النسائي هدى المطاوعة التي لم تيأس من نتيجة العام 2006 التي حققتها والتي بلغت41 صوتاً بنسبة واحد في المئة فقط، تعيد الكرة من جديد على أمل أن تحسن من نتائجها وترفع من قدراتها.
الأزمة الحالية بين تياري «الإخوان المسلمين» و»السلف» بشان تقاسم بعض الدوائر الانتخابية بينهم، قد يزيد من الإرباك الانتخابي في «ثانية المحرق» في ظل «فوضى التنسيق» والتصارع الإعلامي العلني على دوائر أخرى، وانعكاس ذلك على الدوائر المتوافق عليها، والتي من شأنها أن تشهد إرباك تصويت وعزوف، مع كثرة «الأصوات المتشتتة».
العدد 2944 - الإثنين 27 سبتمبر 2010م الموافق 18 شوال 1431هـ