العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ

العطلة الصيفية... والبحث السيئ في الفضائيات

منذ أن أطلت علينا التقنية الحديثة في حياتنا العامة فإن الجانب السلبي منها يكاد يقف شبحا مخيفا يطارد عاداتنا وتقاليدنا ويدمر فينا اخلاقياتنا ومبادئنا السامية التي توارثناها من منابع شريعتنا الغراء ومن مصادر تراثنا التليد إذ حذر بعض الإعلاميين والعلماء من خطورة دخول البث الفضائي المباشر على المجتمع الاسلامي. .. وكان الخوف من العدو... ولكن اليوم ما يحدث من فوضى في البث الفضائي وما يحمله من انحراف في القيم والمبادئ السليمة يقوده أناس من بني جلدتنا يحملون الهوية الاسلامية بمجرد اسم.

هؤلاء المسئولون عن القنوات الفضائية تقع عليهم المسئولية الكبرى في انحراف الجيل وهدم المبادئ الاسلامية في المجتمع وخراب المجتمع المسلم ونشر الفساد والجريمة. هؤلاء الذين اتخذوا من تجارة البث الفضائي وسيلة للكسب المحرم بشراء عقول الناس وإثارة غرائزهم وبيع الرذيلة بأساليب أنيقة فاضحة عبر ما يبث من خلاعة ومجون وتلك دعوة صريحة للدعارة المغلفة وتقديم وجبات دسمة للانحراف والانحلال في بئر الرذيلة وتحريف معنى الحب وهو عاطفة سامية وفطرة إنسانية راقية وطاهرة... جعلوا منها عاطفة تلوث الاخلاق وتنتهك الاعراض وترجموها على أنها علاقات جنسية... إن بعض القنوات تبث في اليوم والليلة أكثر من مسلسل مدبلج بمجون واباحية يغري المشاهد بدعوى انه قصص عاطفية وما هو إلا قصص سامة تدس السم في العسل.

الخوف على بناتنا اليوم هو دور البطلة الفاجرة في المسلسل عندما تحمل من دون زواج من عشيقها وتتمسك بهذا الجنين غير الشرعي مدعية انه ثمرة حبها... أي حب وأي انحلال؟!

وهناك قنوات متخصصة في كل فنون الضياع من أغان ترقص بها فتيات مائلات مميلات والمطرب الارعن العربي المسلم يتراقص فيهن على قنوات اللآيديو كليب... من المسئول عن انحراف الفضائيات؟! ومن المسئول عن انحراف جيل المجتمعات العربية المسلمة؟!

وأيضا توجد قنوات تعرض الاغاني التي تهدم المبادئ الاخلاقية وتحرض الابناء على الانحراف لما تبثه من عروض منحرفة عن قضايا تتعلق بالجنس والعنف والتمرد والاختلاط بين الجنسين... ومغازلة المذيعة والمذيع لبعضهما مع جمهور المراهقين والمتصلين وأساليب كثيرة مبتكرة كل يوم تعمل على غسل المخ العربي المسلم وهدم القيم في عقر دار المسلمين.

ان المسئولين عن هذا الخلل الاجتماعي هم الذين يملكون هذه القنوات وهم الذين يشرفون عليها في الدول العربية المسلمة والقنوات الحرة المنطلقة من دول غربية.

أيها المسئولون عن القنوات العربية اتقوا الله في أقوالكم وأفعالكم واعلموا ان الله سبحانه وتعالى مطلع على كل تصرفاتكم "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد..." ارحموا أنفسكم من عذاب الله يوم القيامة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

مصطفى معتوق القصاب

العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً