تشير الإحصاءات إلى أنه خلال 59 عاما من عمر القمم العربية عقدت 7 اجتماعات للقمة في مصر، و7 اجتماعات أخرى في المغرب، وقمتان في كل من الجزائر وعمان وبغداد، وقمة واحدة في كل من بيروت والرياض وتونس والخرطوم. كما حملت سبع قمم عربية مسمى قمة غير عادية "طارئة"!
لذلك، كان إعلان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن قمة عربية "طارئة" خلال أسبوعين، مفاجئا نوعا ما، ولاسيما انه لم تسبقه أية تصريحات تمهيدية أو حتى حوادث استثنائية توجب "التشاور العربي" العاجل والجامع للتصرف بشأنه.
بحسب ما أعلن موسى، فإن القمة ستكون لبحث موضوع الانسحاب من قطاع غزة والأوضاع في العراق، إضافة إلى الإرهاب. هذا القضايا، على أهميتها، ليست جديدة على الوضع العربي، فالعراق يحترق سياسيا وعسكريا منذ أكثر من عامين، والإرهاب آفة تعاني منها الدول العربية منذ سنوات.
إذا، من الواضح أن هذين الموضوعين ليسا القضيتين العاجلتين، اللتين تحتاجان من القادة العرب الاجتماع الطارئ للتباحث بشأن أسلوب التعاطي معهما. فالعراق أصبح دولة عربية بالاسم غير خاضعة أساسا للمظلة العربية. أما الإرهاب فالعالم بأسره يعاني منه، ولم يستطع إلى الآن إيجاد وسيلة ناجحة للحد من قدرته.
يبقى موضوع الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، أو ما يسمى "فك الارتباط"، وهو إلى حد كبير قد يكون السبب الأساس للقمة "الطارئة"، ليس للبحث في تقنيات الانسحاب أو ما يتبعه من استحقاقات فلسطينية، لكن للبحث في تداعيات ما بعد الانسحاب المطلوبة دوليا، وتحديدا "دفع ثمن" الانسحاب تطبيعيا، وهو ما بدأت وزارة الخارجية الإسرائيلية الإعداد له عبر جولة مديرها العام على عدد من الدول العربية، إضافة إلى دعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لعدد من القادة العرب لحضور ذكرى اغتيال إسحاق رابين.
لن نستخف بهذه القمة، لأن ``التطبيع`` هو السبب الوحيد الذي يعطي تفسيرا منطقيا للتداعي للقمة "الطارئة"
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ