كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" يوم الرابع والعشرين من شهر يوليو/ تموز الجاري، عن حلقة أخرى من حلقات السياسة العنصرية التي تنتهجها شركة الطيران الاسرائيلي "ال - عال" ضد المواطنين العرب في "اسرائيل"، وحتى ضد من تربى على الثقافة الاسرائيلية - اليهودية.
وقالت الصحيفة ان شركة "ال - عال" قررت فصل شابة عربية من مدينة حيفا من دورة لمضيفات الطيران على رغم امتيازها، زاعمة ان المعايير المطلوب توافرها في مضيفات الطيران لا تتوافر لدى نسرين أبوربيعة "25 عاما". وروت نسرين جملة من العراقيل التي حاول المسئولون مراكمتها في طريقها لمنعها من المشاركة في الدورة، والتي قررت في المرحلة الأولى تجاوزها والتغاضي عنها، الى ان ضاقت ذرعا ولم يعد بإمكانها تحمل النهج العنصري.
وحسبما نشرته الصحيفة فقد كانت نسرين هي العربية الوحيدة بين 22 مرشحة تم استيعابهن في الدورة، وقالت: "أدركت أن انضمامي الى الدورة ينطوي على حساسية بسبب كوني ابنة أقلية، ولذلك قررت التغاضي حتى عندما رأيت انني الوحيدة من بين المشاركات في الدورة التي لا يمكنها الدخول بحرية الى منطقة مطار بن غوريون، فلقد كان الحارس يرافقني الى كل مكان أذهب إليه حتى عندما وصلت الى هناك لقياس زي المضيفة أو للخضوع لفحوصات طبية".
وذكرت الصحيفة انه كان من المفروض بنسرين أن تشارك في الدورة التي بدأت في شهر يونيو/حزيران، لكنه تقرر دمجها في الدورة التي بدأت في شهر يوليو. وبدأت متاعبها منذ البداية، وبعد اكثر من سنة ونصف سنة من العراقيل صودق على انضمامها إلى الدورة، لكنها اكتشفت في وقت لاحق انه تم منحها بطاقة ممغنطة خاصة بالدورة السابقة التي بدأت في شهر يونيو، والتي تنتهي في منتصف يوليو، بينما يفترض بالدورة التي تم إلحاقها بها ان تنتهي في الثامن من أغسطس/آب المقبل.
وقالت نسرين: "لم يكن بمقدوري معرفة موعد انتهاء مفعول البطاقة لعدم تدوينه عليها، وحين وصلت الى المطار ذات يوم واكتشفت انتهاء مفعول البطاقة صرخت في وجهي احدى السكرتيرات واتهمتني بعدم المسئولية، الا أنني قررت التغاضي عن ذلك لأنني أدركت أنهم يتعمدون مضايقتي".
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقبل أسبوعين من موعد انتهاء الدورة، استدعيت نسرين الى محادثة أدركت خلالها ان حلمها بأن تصبح مضيفة طيران لن يتحقق. وتقول: "جلست مقابل أحد المديرين وقال لي إن تأخر وصول أوراقي يثير الشكوك في امكان قيامي بوظيفتي مضيفة في المستقبل، وقام بتوقيع توصية بإقصائي عن الدورة".
المحادثة جعلت نسرين تقرر الخروج عن صمتها ووقف التغاضي عن الممارسات العنصرية ضدها، وتقول للصحيفة: "قلت لنفسي: هذا هو، أنا لست خرقة، ولي كرامة، وسألت المدير عن الأوراق التي يقصدها ولاسيما انني قدمت كل الأوراق التي طلبوها كشهادة حسن السلوك من الشرطة لأتمكن من الحصول على بطاقة عضو في الطاقم الجوي التي تتيح لي الدخول والخروج في كل مكان في العالم. كما حصلت على بطاقة ممغنطة بديلة للأولى. لقد فعلت كل ما طلبوه مني وقبل مغادرتي لمكتب المدير، قال لي: "أرى أنك انسانة مثقفة وآمل أن تركضي مع هذه القصة إلى الصحافة، فقلت له: لقد اتخذت قرارك فدعني أتخذ قراري وما اذا كنت سأتوجه الى الصحافة أم لا".
وقال والد نسرين، المحاضر في جامعة حيفا سليم أبوربيعة، للصحيفة انه لم يفاجأ بمعاملة ابنته بهذا الشكل، ومع مفاخرته بتدريس أولاده في مدارس يهودية وتلقيهم ثقافة "اسرائيلية - يهودية" على حد قوله للصحيفة، فإنه يشعر بأن المؤسسة وجهت صفعة الى نسرين بدل أن ترعاها هي وأمثالها.
وقالت رفيقات نسرين في الدورة انها كانت طالبة مبرزة وحققت نتائج عالية في الامتحانات، وفي اليوم الذي طردت فيه من الدورة حصلت في الامتحان على علامة .95
وترى احدى رفيقاتها ان المؤسسة انتهجت ازاء نسرين بيروقراطية لم يتعرض لها غيرها. وتدعي شركة "ال - عال" في ردها على سؤال للصحيفة ان "الشركة تحافظ على معايير عالية يجب ان تتوافر في مضيفاتها". وزعمت ان قرار اقصاء نسرين ليس له علاقة بقوميتها، وانه يجري حاليا فحص ما اذا كان يمكنها مواصلة الدورة او، اذا وافقت، تحويلها إلى العمل في قسم آخر من أقسام الشركة.
قال تقرير عرض هذا الشهر في الكنيست الإسرائيلي ان عدد اليهود في "إسرائيل" سيزداد بحلول العام 2020 مليون نسمة. وكان مسئولون في معهد تخطيط سياسات الشعب اليهودي ومقره في القدس عرض على لجنة الهجرة والاستيعاب التابعة للكنيست التقرير السنوي عن "حال الشعب اليهودي" وتبين من معطياته ان عدد اليهود في العالم اليوم يبلغ قرابة 13 مليون نسمة، في حين سيصبح عددهم 13,6 مليون في العام 2020 يسكن 46 في المئة منهم في "إسرائيل".
ووفق المعطيات ذاتها، فان الجالية اليهودية في "إسرائيل" ستصبح العام المقبل أكبر جالية في العالم إذ سيتجاوز عدد اليهود في "إسرائيل" ولأول مرة عدد اليهود في الولايات المتحدة، وان الجاليات اليهودية في العالم ستتقلص خلال السنوات المقبلة في حين سيرتفع عدد اليهود في "إسرائيل" مليون نسمة خلال السنوات الـ 15 المقبلة. ويسكن 80 في المئة من اليهود في العالم في "إسرائيل" والولايات المتحدة، فيما جاءت الجالية اليهودية في فرنسا في المكان الثالث، إذ يعيش هناك 494 ألف نسمة، وعدد اليهود في "إسرائيل" وكندا والمكسيك ازداد في وقت تضاءل فيه عدد الجاليات الأخرى في العالم بشكل متواصل.
وتبين من تقرير "حال الشعب اليهودي" ان غالبية اليهود خارج "إسرائيل" ينصهرون في المجتمعات التي يعيشون فيها من خلال الزواج من غير اليهود، إذ وصلت نسبة هذا الزواج المختلط في روسيا واوكرانيا إلى 80 في المئة من زيجات اليهود، في حين هذه النسبة في "إسرائيل" 3 في المئة وان الكثير من اليهود، ليس جميعهم، زاروا "إسرائيل" مرة واحدة على الأقل، وفي حين زار 80 في المئة من اليهود في بريطانيا "إسرائيل" كانت نسبة اليهود في الولايات المتحدة الذين زاروا "إسرائيل" 35 في المئة.
وفي الناحية الاقتصادية، أفاد التقرير بان اليهود من الشعوب الأكثر ثراء ويتمتعون بمستوى حياة هو الأعلى في العالم، إذ يسكن 90 في المئة من اليهود في الدول الواقعة في الدرجتين الأعلى من ناحية الثراء والتطور، وان اليهود في الولايات المتحدة هم أكثر مجموعة تتمتع بتأثير على المجتمع الأميركي برمته في نواح عدة، الا ان اليهود في المكسيك واستراليا وكندا هم الأكثر ازدهارا في العالم، إضافة إلى "إسرائيل".
وقال التقرير ان الجالية اليهودية في الولايات المتحدة تفقد ابناءها وبناتها بشكل سريع لأن غالبيتهم العظمى ينصهرون في المجتمعات التي يعيشون فيها وينفصلون عن جذورهم اليهودية، وان 800 ألف من أصل 5,3 ملايين يهودي في الولايات المتحدة هم ذوو أصول يهودية، لكنهم لا يتعاطفون بتاتا مع الشعب اليهودي ولا يرون أنفسهم جزءا منه
العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ